شجرة التين.. ورقة أردوغان لابتزاز الألمان
تجدد الحديث حول القاعدة العسكرية (إنجرليك) بتركيا بعد تصريحات المستشارة الألمانية بشأن نقل قوات ألمانية منها.
قاعدة إنجرليك العسكرية، التي تعني "شجرة التين" بالتركية، عادت إلى واجهة الأحداث، بعد تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، بالبحث عن خيارات لنقل القوات الألمانية من قاعدة "إنجرليك" العسكرية، إلى مكان آخر.
تقع القاعدة على بعد 8كم شرق مدينة أضنة، خامس أكبر المدن التركية، و56كم من ساحل البحر المتوسط، المستخدمون الرئيسيون للقاعدة هم القوات الجوية الأمريكية والتركية، وتستخدم القاعدة أيضاً من قبل القوات الجوية الملكية البريطانية، والألمانية، وبدأت عملية بناء القاعدة تحت إشراف أمريكي عام 1951 وانتهت بعد 4 سنوات، وشكلت نقطة انطلاق للعديد من الحملات العسكرية في الشرق الأوسط والعالم طوال عقود.
تضم القاعدة نحو 50 ألف فرد من القوات الجوية الأمريكية، ومئات الأفراد من القوات الجوية الملكية البريطانية، وكذلك من القوات الجوية التركية، كما تنشر ألمانيا نحو 250 جنديا في القاعدة إلى جانب 6 مقاتلات استطلاع طراز تورنيدو وطائرة للتزود بالوقود، وبالقاعدة واحد من أطول مدارج الهبوط في العالم، بطول 3048م، وبها 57 حظيرة طائرات.
وتضم أنجرليك إلى جانب المنشآت العسكرية، مدينة متكاملة للعاملين فيها وعائلتهم، وفي يوليو 2015، سمحت الحكومة التركية لواشطن وحلفائها باستخدام القاعدة لمحاربة تنظيم داعش في سوريا.
الابتزاز التركي
بدأ الابتزاز التركي للقوات الألمانية، منتصف العام الماضي، بعد قرار تبناه البرلمان الألماني يصف فيه المذبحة التي ارتكبتها القوات العثمانية ضد الأرمن في 1915 بأنها إبادة جماعية، بدأت عملية الضغط التركي واستخدام قاعدة إنجرليك في معاقبة ألمانيا.
حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية حينها، إن تركيا تعرقل خطط مسؤول عسكري ألماني كبير لزيارة قاعدة إنجرليك الجوية، وأن المسؤولين الأتراك لا يوافقون حاليا على خطط السفر.
وأضاف المتحدث أن رالف بروكسيبي نائب وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين كان يعتزم زيارة قاعدة إنجرليك الجوية مع بعض المشرعين الألمان الشهر القادم. وقال إن برلين ما زالت تأمل في إتمام الزيارة.
وقال حينها وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، إن زيارة وفود سياسية إلى قاعدة إنجرليك العسكرية ليست ملائمة، وإذا كان فريق تقني يرغب بالقدوم من ألمانيا فإن لديهم جنود هنا، ولكننا نرى من غير الملائم أن يأتي البقية.
ومنذ أيام رفضت السلطات التركية مرة أخرى زيارة برلمانيين ألمان إلى القاعدة وقالت مصادر من الخارجية التركية إن أنقرة رفضت زيارة البرلمانيين الألمان إلى القاعدة الجوية، لأنها ترى أن هذه الزيارة غير ملائمة في المرحلة الراهنة.
تصريحات زادت من توتر العلاقات بين برلين وأنقرة، حيث أعلنت ميركل أنها ستدرس سحب الجنود الألمان، إذا لم تسمح أنقرة لأعضاء لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني بزيارة الموظفين العاملين حاليا في مهمة الناتو على قاعدة جوية تركية.
وتابعت ميركل أنه من الضروري أن يتمكن المشرعون من زيارة أكثر من 250 جندياً يعملون في القاعدة الجوية، حيث يشاركون في مهمة الناتو ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
ومضت قائلة: "سنواصل التحدث مع تركيا، ولكننا سنتواصل في الوقت نفسه لإيجاد طرق أخرى للوفاء بالتزامنا، هذا يعني النظر في بدائل لإنجرليك، والبديل الآخر ضمن عدة بدائل أخرى قد يكون الأردن".
توتر حاد يزداد في كل موقف بين الجانبين؛ حيث تأزمت منذ أن اتهم أردوغان، ألمانيا بـ"ممارسة النازية" خلال حملة الدعاية المتعلقة بالاستفتاء على التعديل الدستوري الذي جرى في 16 إبريل/نيسان الماضي، ويمنح أردوغان صلاحيات واسعة.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز