خبراء غربيون: أوروبا لن تتدخل لإنقاذ أردوغان
الخبراء حذروا من أن العلاج الناجع للأزمة يخالف تماماً الطريق الذي اختاره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
رجّح خبراء غربيون، وتقارير إعلامية فرنسية، أن الأزمة المشتعلة بين الولايات المتحدة وتركيا تتجه للتفاقم، وليس هناك أي أفق للحل.
وأشار الخبراء إلى أن على أنقرة اتخاذ تدابير عاجلة لتدارك انهيار عملتها، كما حذروا من أن العلاج الناجع للأزمة يخالف تماماً الطريق الذي اختاره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما أكّدوا أن المساعي التركية للاتجاه نحو أوروبا لإنقاذها بلا جدوى.
- صحف فرنسية تحذر أردوغان من المزايدة على ترامب.. "لعبة خطرة"
- مجلة فرنسية: استبداد أردوغان وفشل صهره سبب إغراق تركيا
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الأزمة الدبلوماسية تتفاقم ولا توجد أي علامات للتهدئة يبن أنقرة وواشنطن".
مساع تركيا للالتفات لأوروبا بلاجدوى
وفيما حاولت أنقرة التهدئة مع الاتحاد الأوروبي، بإطلاق سراح الجنود اليونانيين، ورئيس فرع منظمة العفو الدولية، إلا أنه وفقاً لمصدر دبلوماسي أوروبي فإن تلك الإجراءات لن تحرك ساكناً لأوروبا وبلا جدوى، وأن أوروبا لن تلتفت لإنقاذ تركيا.
وحول المساعي التركية للالتفات إلى أوروبا لإنقاذها، بلقاء وزير المالية التركي بيرات البيرق، مع نظيريه الفرنسي برونو لومير، والألماني أولاف شولز، أشارت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية إلى أن " تلك المحاولات بلا جدوى أيضاً".
وأوضحت الصحيفة أن "مصير أنقرة بات مرتبطاً بمصير القس الأمريكي الذي تحتجزه أندرو برانسون، لاسيما بعد رفض محكمة تركية الاستئناف المقدم لإطلاق سراحه".
من جانبها، أشارت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تحت عنوان "الأزمة التركية جرعة مريرة لأردوغان"، إلى أن "العملة التركية فقدت حوالي 40 % من قيمتها أمام الدولار منذ بداية العام الجاري، إلا أن الوضع تفاقم حتى أصبح كارثة مذهلة خلال الأيام الأخيرة"، فيما يُصعّد أردوغان الأزمة مع واشنطن.
ونقلت الصحيفة الفرنسية، عن خبراء اقتصاد، قولهم إنه "على أنقرة أن تتخذ تدابير عاجلة لتدارك عملتها، ذلك الجحيم الاقتصادي الذي أغرق فيه أردوغان بلاده يقلق دول الجوار من الاتحاد الأوروبي.
وأشار الخبراء إلى أنه على أردوغان أن يتخلص من تعنته لأن معظم العلاجات الاقتصادية والحلول للخروج من الأزمة تنادي بسياسية مناهضة لمواقفه.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن "خبراء الاقتصاد يدعون الحكومة التركية إلى ضرورة رفع معدل الفائدة، لدعم الليرة وكبح التضخم"، مشيرة إلى أن أردوغان يعارض تلك الإجراءات بشدة.
وتابعت:"أن الأسواق التركية اصطدمت الشهر الماضي، عقب رفض البنك المركزي اتباع ذلك المسار على الرغم من خطورة الموقف".
بدوره، قال ويليام جاكسون، الخبير الاقتصادي لـ"كابيتال إيكونوميك"، إن ذلك المسار الذي تتخذه الحكومة التركية، يعزز من المخاوف بشأن تصاعد غضب المستثمرين".
من جانبه، قال تيموثي أش، الخبير المصرفي، المتخصص في الأوراق المالية والأسواق الناشئة، إن "تصرفات أردوغان غير التقليدية والمتطرفة، وتعيين صهره بيرات البيرق في منصب حساس مثل وزارة المالية خلق أزمة ثقة مع المستثمرين ورجال الأعمال".
يُشار إلى أن وكالة "موديز" العالمية لخدمة المستثمرين خفَّضت تصنيفها الائتماني لتركيا إلى BA3 من BA2، وغيرت النظرة المستقبلية إلى سلبية، إذ أعربت عن استيائها من عدم وجود خطة "ذات مصداقية" لأنقرة في مواجهة الاضطرابات المالية الحالية.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية، هل سيتخلى أردوغان عن تعنته، ويلجأ إلى صندوق النقد الدولي؟".
من جهة أخرى، قال الخبير الاقتصادي بمؤسسة "برنبيرج" أولجر سكميدينج، إنه من المهم بالنسبة لتركيا القيام لفترة طويلة بتعويم عملتها مع ضخ جرعات بسيطة من العملات الأجنبية.
وتوقع في الوقت نفسه استمرار الأزمة لفترة طويلة، وعدم قدرة النظام التركي على ترتيب أموره وتجاوزها في الوقت الراهن.