مبررات تركية "واهية" لانهيار الليرة
نائب رئيس الوزراء التركي يقول إن التقلب الأخير في أسعار الصرف لم يكن خاصا بتركيا، معترفا بدور المخاوف في هذا التراجع.
في مساع "مستميتة" من جانب الحكومة التركية لإيقاف نزيف الليرة التركية، والتي فقدت أكثر من 18% من قيمتها منذ بداية العام، برر المسؤول الاقتصادي الأول في حكومة إسطنبول الهبوط المدوي للعملة المحلية لأسباب عالمية، مستبعدا فشل السياسة النقدية للبنك المركزي التركي أو مخاوف المستثمرين.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي المسؤول في الشؤون الاقتصادية محمد شیمشك، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني على قناة (سي إن إن تورك) مساء أمس الثلاثاء، إن التقلب الأخير في أسعار الصرف لم يكن خاصا بتركيا وإنما كان على مستوى عالمي.
وهوت الليرة التركية الأربعاء، مقابل الدولار الأمريكي، وسط تزايد مخاوف المستثمرين من توسع قبضة أردوغان مع قرب الانتخابات التركية المقرر إجراؤها بعد أيام. وبلغ سعر الليرة 4.74 للدولار الواحد.
وأضاف شيمشك أن "الليرة التركية تبدي مقاومة أكثر قياسا بالعملات الأخرى"، موضحا أن عملات عالمية كالدولار واليورو شهدت تقلبات حادة خلال العام الحالي نتيجة لتبعات التطورات الاقتصادية العالمية والجيوسياسية.
وأشار إلى وجود قلق لدى الأسواق المحلية قبيل تبسيط السياسة النقدية لدى البنك المركزي وزيادة نسبة الفائدة وهذا الأمر انعكس على أسعار الصرف.
وأوضح شيمشك "أن ذلك كان ناجما عن أسباب محلية في تركيا وتم إيجاد حل لها أما التقلب الأخير فهو عالمي والليرة التركية تبدي مقاومة أكبر نسبيا مقارنة ببقية العملات".
وتزعم أنقرة باستمرار أن تراجع الليرة ناجم عن "مؤامرة" تدبرها قوى أجنبية لإضعاف تركيا، بينما قال مراقبون إن انهيار الاقتصاد التركي ناجم عن سياسات أردوغان وحزبه الحاكم في دعم الإرهاب ومعاداة الجوار.
ولفت إلى وجود حالات من قبيل رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وتخفيض الميزانية العمومية والاقتراض وزيادة الطلب على الدولار أثرت سلبا على جميع الدول النامية في العالم.
وأكد أن عملات جميع الدول النامية فقدت قيمة بأكثر من نسبة 10% أمام الدولار منذ مطلع العام الجاري، لافتا إلى أن "هذا أمر واقع تأثر منه الجميع وكان تأثيره أكبر على تركيا في البداية".
وشهد سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار ارتفاعات وانخفاضات حادة خلال الفترة الماضية ما دفع البنك المركزي إلى اتخاذ إجراءات طارئة.
وخسرت الليرة نحو 18% مقابل الدولار منذ بداية العام، لتصبح إحدى أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداء.
ويتوقع اقتصاديون أن تشهد الليرة التركية هبوطًا كبيرًا أمام العملات الأجنبية بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.
aXA6IDMuMTIuMTQ2LjEwMCA= جزيرة ام اند امز