مشاركون في "فكر 16" يحذرون من مخاطر التدخل الإيراني والتركي
ابتسام الكتبي وصفت اجتياح قوات أردوغان لعفرين بـ"الاحتلال"، والسلمي: إيران تستغل صراعها مع العرب لإشغال شعبها عن أزماتها الداخلية.
التدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، كانت محور حديث المشاركين في جلسات المؤتمر السنوي السادس عشر "فكر"، المنعقد في مدينة دبي، بحضور شخصيات بارزة ونخبة من صناع القرار والمسؤولين والمفكرين والمثقفين والباحثين والقادة الفاعلين.
"الفوضى.. التدخّلات الخارجية".. هو العنوان الذي حملته إحدى جلسات اليوم الثاني للمؤتمر الذي ينعقد بفندق "جراند حياة" في دبي، وفيها حذر الدكتور محمد بن صقر السلمي، رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، من تدخلات طهران في الشؤون الداخلية للدول، قائلا إن إيران تستغل صراعها مع العرب لإشغال شعبها عن أزماتها الداخلية.
السلمي لفت في مداخلته أيضا إلى أن طهران تستغل قواها الناعمة لتحقيق أجندتها في المنطقة، حيث تحاول التوسع بشكل كبير في المغرب العربي، فضلا عن متاجرتها بالقضية الفلسطينية لعزل الفلسطينيين عن محيطهم العربي.
وفي السياق ذاته، أشار السلمي إلى أن إيران توسع نطاق جامعاتها للتبشير بالفكر السياسي الشيعي، وتستخدم السينما لتحسين صورتها في العقلية الذهنية للعرب.
أما الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، فاستعرضت كيف استغلت طهران قضية القدس لأسباب سياسية بشكل يثير الاستفزاز، منوهة بأن التدخلات الإيرانية والتركية ستكون محورا رئيسيا للنقاش على طاولة القمة العربية التي ستنعقد الأسبوع المقبل بالسعودية.
ووصفت الكتبي، التدخل التركي في عفرين السورية بأنه احتلال ممنهج، لافتة في الوقت نفسه إلى أن إيران شكّلت مليشيات لتأجيج الطائفية في سوريا والعراق.
والشهر الماضي، اجتاحت قوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مدينة عفرين، شمالي سوريا، موقعة مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وسط حديث أممي عن نزوح 180 ألف شخص من المدينة جراء العمليات العسكرية.
ولليوم الثاني على التوالي تتواصل فعاليات المؤتمر السنوي السادس عشر "فكر"، في مدينة دبي، حيث شهدت ساعات الصباح انعقاد ثلاث جلسات، هي: "الفوضى.. اختلال آليّات العمل السياسي"، و"الفوضى.. التدخّلات الخارجية"، و"الفوضى.. الفقر والتفاوت والبطالة".
ويُنظم المؤتمر بمبادرة من مؤسسة الفكر العربي، تحت عنوان "تداعيات الفوضى وتحدّيات صناعة الاستقرار"، في تظاهرة ثقافية ترمي إلى إقامة منصة للتحاور والتبادل العميق للأفكار والخبرات بين المشاركين.
كما يسعى المؤتمر أيضا لتشكيل بنية تحتية من المناقشات الرامية للتصدّي للتحدّيات الراهنة التي تواجه المنطقة العربية، ولبحث السياسات البنّاءة اللازمة لإيجاد الحلول ورسم خطّة عمل مستقبلية، تُساهم في بناء الاستقرار بالمنطقة.
وعموما، تجمع التظاهرة أكثر من 600 من الشخصيات البارزة، من رؤساء الدول ونخبة صناع القرار والمسؤولين والمفكرين والمثقفين والباحثين والقادة الفاعلين من القطاعين العام والخاص، إضافة لممثلين عن منظمات المجتمع المدني، ونخبة من كبار رجال الفكر والإعلام والثقافة.