بالصور.. مظاهرات غضب تجتاح تركيا إثر مجزرة بحق عائلة كردية
شهدت العديد من المدن التركية، الأحد، مظاهرات غاضبة للتنديد بالجريمة البشعة التي راح ضحيتها 7 أكراد من عائلة واحدة، وسط البلاد.
وصباح السبت، قُتل 7 أفراد من عائلة كردية واحدة في هجوم مسلّح نفذه متطرفون استهدف منزلهم في قونيا وسط تركيا، في جريمة قال ناشطون حقوقيون إنّ دوافعها عنصرية داخل مجتمع ينتشر فيه الخوف بالنسبة للأقليات.
وللتنديد بتلك الجريمة انطلقت مظاهرات غاضبة في العديد من المدن التركية، ففي إسطنبول وبالتحديد في ميدان "نفق إسطنبول"، تجمع حشد من الناس ورفعوا لافتات تندد بالاعتداء العنصري.
غير أن هذه المسيرة تعرضت للقمع من قبل الشرطة التركية.
كما انطلقت مظاهرة في العاصمة أنقرة، ورفع المتظاهرون شعارات “الدولة القاتلة ستحاسب”، وهاجمتعم الشرطة بالغازات المسيلة للدموع.
وكذلك في ولاية وان (شرق)، انطلقت مظاهرات منددة بالهجوم المسلح على الأكراد، وبالمثل تم فضها بالقوة من قبل الشرطة.
يذكر أن السلطات التركية تحاول تهدئة الموقف وتنفي علاقة الحادث بالأزمة السياسية مع الأكراد، وقال وزير الداخلية سليمان صويلو رداً على الادعاءات التي وردت بعد الحادث، إن الجريمة لا علاقة لها بالمسألة الكردية التركية، وزعم أن العداء كان بين العائلتين منذ عام 2010.
وكان أفراد هذه العائلة أصيبوا بجروح خطيرة في مايو/أيار الماضي في هجوم شنّه عدد من جيرانهم بسبب قوميتهم الكردية، قائلين لهم "ليس مسموحاً للأكراد بالعيش هنا", ويومها اتّهم الضحايا جهازي الشرطة والقضاء بمحاباة المهاجمين، مؤكّدين أنّ جميع أفراد الأسرة يخشون على حياتهم.
ووفقاً لوكيل الدفاع عن الضحايا المحامي عبد الرحمن كارابولوت، فإن إطلاق سراح مرتكبي الهجوم الأول منحهم شعوراً بالإفلات من العقاب .
وهذا ثاني هجوم مميت يستهدف الأكراد في الولاية نفسها خلال شهر.
وفي 21 يوليو/تموز المنصرم قتل في قونية فلاح كردي على أيدي مهاجمين كانوا هدّدوه سابقاً قائلين له "لا نريد أكراداً هنا"، بحسب تصريحات لأقارب القتيل نقلتها وسائل الإعلام المحلية.
وكانت سلطات ولاية قونية نفت الطبيعة العنصرية للجريمة، مؤكّدة أنّها نتيجة مشادّة اندلعت بسبب ماشية دخلت حقولاً في قرية أخرى.
ثمار عنصرية أردوغان
وتعرض عدد من الأكراد في تركيا، خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين لـ7 اعتداءات عنصرية خلفت عدداً من القتلى والجرحى.
وحمل تقرير نشرته صحيفة "أفرنسال" التركية المعارضة، قبل أيام، نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسياساته القائمة على الاستقطاب مسؤولية تزايد مثل هذه الهجمات.
وطالب التقرير بالتخلي عن سياسة "اللاعقاب" التي تشجع على ارتكاب مثل هذه الهجمات من قبل القوميين الأتراك.
التقرير سرد الهجمات العنصرية التي تعرض لها الأكراد بتركيا، مؤكداً أنه في 17 يونيو الماضي تعرض مقر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بإزمير (غرب) لهجوم مسلح أسفر عن مقتل موظفة به تدعى دنيز بويراز، فضلا عن خسائر مادية كبيرة.
وفي 10 يوليو/تموز شنت مجموعة مكونة من 60 شخصاً على عائلة بولاية قونيا (وسط)، ما أسفر عن إصابة 7 أشخاص من العائلة بينهم 4 نساء.
ولم تمر سوى 4 أيام حتى شن شخص هجومًا مسلحًا على مبنى الشعوب الديمقراطي في مدينة مرمريس التابعة لولاية موغلا (غرب)، ما تسبب في إلحاق أضرار مادية بالغة للغاية بالمبنى.
وكان هذا هو الهجوم الثاني الذي يشنه نفس الشخص على المكان بعد هجوم مماثل شنه عام 2018.
ومنتصف يوليو، شن مجهول هجومًا مسلحًا على منزل شمس الدين دومان، الرئيس المشارك لشعبة الحزب نفسه بمنطقة "آفجيلار" بمدينة إسطنبول، ما أدى إلى تهشيم نوافذه.
وفي اليوم نفسه قام مجهولون بكتابة عبارات عنصرية على جدران منزل سزر أوزترك، الذي يعمل بشعبة الحزب الكردي في منطقة "آسن يورط" بإسطنبول، كان أبرزها: "انقشعوا عنا أيها الأكراد".
وحين ذهب أوزترك إلى مخفر الشرطة لتقديم شكوى، تم تهديده بالتحقيق معه بتهمة "التحريض على الكراهية والعنف" لمجرد قيامه بنشر ما كتب على جدران بيته على حسابه الشخصي بموقع "تويتر".
وفي 19 يوليو تعرضت مجموعة من الأكراد لهجوم في ولاية "آفيون"(غرب)، لاعتداء عنصري لمجرد تحدثهم باللغة الكردية، ما أسفر عن إصابة 7 أشخاص بينهم سيدتان.
ثم شهد يوم 21 من الشهر الجاري كذلك، تعرض عائلة كردية للاعتداء في العاصمة أنقرة في مكان لذبح الأضاحي، ما أسفر عن إصابة 4 منها بالرصاص، فتم نقلهم للمستشفى.
وعقب ذلك تم الاعتداء على ذويهم وأقاربهم خارج المستشفى من قبل عناصر الشرطة، وتم تهديدهم إذا تقدموا بشكوى ضد المعتدين.
وفي 22 يوليو/تموز، شهدت ولاية قونيا مجددًا هجومًا استهدف عائلة كردية، ما أسفر عن مقتل شخص منها أمام عناصر قوات الدرك، حيث اتهم المعتدون العائلة بالإرهاب.
تزايد الهجمات العنصرية
وأمام ذلك، كانت جمعية حقوق الإنسان التركية قد نشرت بوقت سابق تقريرًا حول الهجمات العنصرية بالعام 2020، ذكرت فيه وقوع 14 هجومًا من هذا النوع به، أسفرت عن مقتل 7 أشخاص بينهم طفل سوري، فضلا عن إصابة 32 شخصًا على أقل تقدير.
وأوضح التقرير أن تركيا شهدت خلال السنوات العشر الماضية 280 هجومًا عنصريًا أسفرت عن مقتل 15 شخصًا، وإصابة 1097 آخرين.
ويتعرض حزب الشعوب الديمقراطي، لضغوط سياسية كبيرة في الفترة الأخيرة في ظل دعوة القوميين، حلفاء الرئيس رجب طيب أردوغان، لإغلاقه بسبب مزاعم صلته بحزب العمال الكردستاني المدرج من قبل أنقرة على قوائم التنظيمات الإرهابية.
ولا يتوانى أردوغان عن مهاجمة المعارضة بين الحين والآخر، متهمًا إياها بالخيانة والإرهاب، ما يتسبب في تأجيج حالة الاحتقان السياسي التي تشهدها البلاد.
ويدفع القوميون الأتراك إلى شن مثل هذه الهجمات للنيل من الأكراد.
ولعل آخر تطاول من أردوغان على المعارضة، كان السبت الماضي، في كلمة له خلال مشاركته في اجتماع التشاور الإقليمي لحزبه، بولاية أرضروم، شمالي البلاد.
وفي تصريحاته أعرب أردوغان عن استعداده لإلقاء معارضيه "في القمامة"، بالتزامن مع تطورات ساخنة على الساحة السياسية في ضوء قضايا الفساد التي أثارتها المعارضة داخل البرلمان حول تورط الحكومة في وقائع فساد بمشاركة عصابات المافيا.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA= جزيرة ام اند امز