تركيا بشمال سوريا.. أردوغان يقمع الأكراد بـ"ثورة عطش"
أدى نقص في المياه وانقطاع الكهرباء بمدينة تل أبيض السورية إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية بين كل من حكومة أردوغان والأكراد بشمال سوريا
وذكرت صحيفة" الإندبندنت" البريطانية أن انقطاع الكهرباء وشح المياه الذي امتد لشهور في هذا الجيب الواقع شمال سوريا، يثير المخاوف باندلاع نزاع مسلح آخر في المنطقة.
وقال محمد العبو، ضابط شرطة في القوات المدعومة من تركيا لتوفير الأمن في البلدة: "لم نر الكهرباء منذ شهور.. لقد بدأ صبرنا ينفد."
ويُظهر الخلاف على الموارد الشحيحة نارا تضطرم تحت رماد شهور من الهدوء النسبي في شمال سوريا، حيث تتصارع الوحدات السياسية والعسكرية المحلية المدعومة من تركيا والجماعات المسلحة التي يقودها الأكراد، وكذلك القوات الإيرانية والقوات المدعومة من روسيا المتحالفة مع النظام في سوريا.
واستولت تركيا على مدينة تل أبيض السورية عام 2019 من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي التي يقودها الأكراد، لكن الأكراد لا يزالون يسيطرون على منطقة منبج الاستراتيجية إلى الغرب، حيث يقع سد تشرين الرئيسي والذي يولد ما يصل إلى 600 ميغاوات من الطاقة.
ونقلت الصحيفة عن الإدارة المحلية في تل أبيض قولها إن الأكراد أوقفوا وصول 25 ميجاوات من إمدادات الطاقة من السد الذي يبعد 50 ميلا، وهي الحصة المخصصة لتل أبيض ورأس العين، المدينة السورية الأخرى الخاضعة للسيطرة التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السكان المحليين يشتبهون في قام القوات التي يقودها الأكراد، بقطع الكهرباء “لإذكاء الغضب والاضطرابات المحلية في الأراضي التي تسيطر عليها تركيا”.
لكن الأكراد زعموا إنهم يعملون جاهدين للبحث عن طرق لإيصال المياه إلى البلدات السورية في الشرق، وألقوا باللوم على الأتراك في السماح بإلحاق أضرار بمحطات الضخ خلال صراع 2019. واتهموا الأتراك بالمسؤولية عن قطع المياه عن أجزاء أخرى من محافظة الحسكة، بما في ذلك عاصمة المحافظة، الخاضعة لسيطرة الأكراد.
والعام الماضي، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، تركيا وأطراف الصراع الأخرى باستخدام المياه “كأداة لمعاقبة السياسيين المحليين أو مكافأتهم”.
وفي الوقت ذاته، يتوقع أن يؤدي نقص الكهرباء إلى تفاقم المشاكل الصحية، بما في ذلك خلال تفشي كوفيد-19.
وبحسب الصحيفة فإن " الأثرياء يمكنهم تحمل تكلفة المياه المعبأة في زجاجات، لكن الشكان الأكثر فقراً يتدافعون للعثور على الماء لمجرد الشرب".
وقالت إن "نقص المياه الجارية يعني قدرة محدودة على الحفاظ على نظافة الأيدي وغسلها، فضلاً عن ركود أنظمة الصرف الصحي والظروف غير الصحية بشكل عام".
وتشير الصحيفة إلى أن الخدمات الأساسية مثل المستشفى المحلي في تل أبيض يعمل بواسطة المولدات الكهربائية، مشيرة إلى أن المستشفى، الذي يحتوي على جناح عزل لمرضى كوفيد-19، لديه إمكانية الوصول إلى مياه الآبار التي تسحبها بمضخة صغيرة، لكن طاقة المولدات ألحقت أضرارا بالغة بالمعدات الطبية الحساسة.
وأشار التقرير إلى السلطات تحدثت عن فكرة مد خط كهرباء من تركيا عبر الحدود إلى تل أبيض، لكن شبكات الكهرباء التركية والسورية تعمل وفقا لمعايير مختلفة، ما يجعل أي جسر كهربائي من بين الجانبين معقدا ومكلفا.
إضافة إلى ذلك، فإن نظام الطاقة في تركيا تديره شركات القطاع الخاص، وحتى إن أرادت ذلك نقل الكهرباء فسيتعين عليها إقناع الشركات بنقل الطاقة المجانية إلى السوريين في وقت تعاني فيه الشركات من ضغوط اقتصادية شديدة.
لكن مهندس الكهرباء جمال محمود، قال إن الحل أبسط من يعتقد الجميع حيث قال لـ"إندبندنت"، إن توصيل الكهرباء إلى تل أبيض من سد تشرين يحتاج فقط إلى تشغيل مفتاح رقم 230 في المحطة الكهرومائية.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA=
جزيرة ام اند امز