من نبع سوريا لعاصفة طرابلس.. أردوغان يتاجر بالدم العربي
الوثائقي كشف عن التغرير بعناصر سورية جديدة بينهم أطفال دون الـ18 عاما وإرسالهم إلى ليبيا للانخراط في صفوف ميليشيات الوفاق.
كشف فيلم وثائقي حديث جانبا من استخدام نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدم العربي في سوريا وليبيا كوسيلة للتربح والابتزاز والاستعمار.
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2019، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما تسمى عملية (نبع السلام) مرفقاً إياه بكلمات: "سنسيطر سريعاً على المنطقة الممتدة من منبج إلى حدودنا مع العراق".
لكن منظمات دولية اتهمت تركيا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب، بما في ذلك قتل متعمّد وهجمات غير قانونية أودت بحياة المدنيين.
وتحت عنوان (الموت نيابة عن الأتراك في ليبيا) عرضت فضائية سكاي نيوز عربية فيلما وثائقيا يفضح خيوط مؤامرة أردوغان على هذا البلد العربي باستخدام المرتزقة السوريين المنخرطين في فصائل وميليشيات تابعة له.
وكشف الوثائقي عن التغرير بعناصر سورية جديدة بينهم أطفال دون الـ18 عاما وإرسالهم إلى ليبيا للانخراط في صفوف ميليشيات الوفاق لقتل المدنيين مقابل 2000 دولار شهريا.
وبدا واضحاً أن الغرض التركي الحقيقي من وراء عقد اتفاقية أمنية مع رئيس ما تسمى حكومة الوفاق فايز السراج هو التغطية على إرسال المزيد من المرتزقة مقابل مبالغ طائلة من أموال الليبيين.
ووقع أردوغان والسراج في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 اتفاقية أمنية كغطاء للتدخل العسكري التركي في ليبيا ودعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.
وتضمن الوثائقي اعترافات لمرتزقة سوريين نجوا من جحيم الحرب في ليبيا بجانب اعترافات أسر بعض العناصر السورية الموجودة حتى الآن داخل العاصمة طرابلس.
وأزاحت اعترافات المرتزقة الستار عن طرق تجنيدهم وتدريبهم في الأراضي السورية التي يحتلها الأتراك ومن ثم إرسالهم عبر رحلات مدنية من مطارات تركيا إلى مطاري معيتيقة ومصراتة الواقعين تحت سيطرة ميليشيات الوفاق.
وتبين أن الرحلات المدنية يتم تنظيمها عبر طائرات مدنية معظمها يتبع شركة طيران مملوكة للإرهابي الليبي عبدالحكيم بلحاج المقيم في اسطنبول.
الاعترافات نفسها أوضحت أن المرتزقة تقودهم ميدانيا عناصر إرهابية معروفة دوليا من ميليشيات ما يعرف (الجيش السوري الوطني – الحمزات – فيلق الشام – وسليمان شاه العمشات – السلطان مراد – أحرار الشرقية – المعتصم)، وغيرها من الفصائل والميليشيات الموالية لأنقرة والذين استخدمهم أردوغان في تدمير واحتلال شمال سوريا.
وتدير الميليشيات الموالية لأردوغان في غرب ليبيا قيادات عسكرية تركية تختفي في غرف عمليات داخل طرابلس ومصراتة وتزج بالمرتزقة في صدارة المواجهات مع الجيش الوطني الذي يحاول تحرير العاصمة من الإرهابيين.
وتجاهر تركيا بتدخلها في الشأن الليبي بإرسال السلاح والمرتزقة والعناصر الإرهابية لطرابلس لقتال الشعب الليبي وجيشه الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
ومن سوريا قال الدكتور رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري إنه من توجه للقتال في ليبيا ذهب للدفاع عن أردوغان سيدهم وقائدهم وفي سبيل الارتزاق لا علاقة لهم بأبناء الشعب السوري.
وأكد أن عدد المرتزقة السوريين الذين وصولوا إلى ليبيا فاق 10 آلاف عنصر من الموالين لتركيا وهم في الصفوف الأمامية على جبهات القتال، وسقط منهم حتى الآن نحو 320 قتيلا بينهم أطفال.
وفي تصريحات صحفية، نبه عبدالرحمن إلى أن أنقرة تريد الخلاص من المرتزقة الذين ارتكبوا الانتهاكات بحق أبناء الشعب السوري في مناطق الاحتلال التركي من خلال إرسالهم إلى ليبيا.
واتضح أن أبو بكر البويضاني، الذي أُلقي القبض عليه من قبل الجيش الوطني الليبي، هو عنصر قيادي في ميليشيا فيلق الشام التي تعد الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي في سوريا، بحسب عبدالرحمن
وفي عام 2014، كان البويضاني مؤيدا لتنظيم داعش الإرهابي عندما كان يسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي السورية.
واختتم مدير المرصد السوري حديثه بالقول أن أردوغان هو راعي الإرهاب وهو من سمح سابقاً بإدخال عشرات آلاف الإرهابيين إلى الأراضي السورية لتحقيق أحلامه ومطامعه.
أما في ليبيا، فقال الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري إن التدخل التركي أصبح أكبر، ويمثل تصعيدا خطيرا، موضحا في مؤتمر صحفي الأربعاء أن القوات المسلحة الليبية جاهزة للتصدي لهذا التدخل.
وحذر المسماري من أن أسراب من الطائرات التركية المسيرة تصل إلى مصراتة.
بدوره، قال وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان إن الوضع في ليبيا مزعج للغاية، محذرا من أن سيناريو سوريا يتكرر في هذا البلد.
وقال لو دريان أمام جلسة بمجلس الشيوخ الفرنسي: "هذه الأزمة تزداد تعقيدا نواجه موقفا تتحول فيه ليبيا إلى سوريا أخرى".
كانت مليشيات الوفاق الإرهابية قد أطلقت بدعم من تركيا في 25 فبراير/شباط الماضي ما أسمته (عاصفة طرابلس) في محاولة يائسة لصد تطهير الجيش الليبي للعاصمة من المرتزقة.