"العين الإخبارية" تكشف تمركزات وتسليح مرتزقة أردوغان في ليبيا
"العين الإخبارية" تنفرد بنشر تفاصيل تحركات المرتزقة الموالين لأردوغان والعسكريين الأتراك وتسليحهم ومواقع غرف عملياتهم
كشفت مصادر عسكرية ليبية لـ"العين الإخبارية" عن أماكن وجود وتمركزات مجموعات المرتزقة السوريين التابعين للقيادات العسكرية التركية التي تقودها، ودور مليشيات الوفاق معها.
وقالت المصادر في تصريحات خاصة: إن الأجهزة الاستخباراتية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي رصدت التوزيع الجديد لعدة مجموعات من المرتزقة السوريين في أماكن ومدن متفرقة غربي ليبيا ومعها قيادات عسكرية تركية، إضافة إلى مناديب من مليشيات الوفاق.
وأوضحت المصادر أن مجموعة كبيرة من مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقيادة تركية، يتمركزون داخل مدينة مصراتة في عدة أماكن متفرقة،مضيفة أنه توجد مجموعة أخرى كبيرة بقيادة عسكرية تركية بالقرب من معسكر العسة قرب الحدود مع تونس، وذلك لاستهداف مناطق تابعة للقيادة العامة مثل قاعدة الوطية.
وأوضحت المصادر العسكرية الليبية لـ"العين الإخبارية"، أن لكل مجموعة من المرتزقة قائدا عسكريا تركيا مهمته وضع الخطط الهجومية على قوات الجيش الليبي، إضافة إلى أن لكل مجموعة منها بقيادتها التركية مرافقا من مليشيات الوفاق، يوفر لهم السكن والمواد التموينية والغذائية وإحضار وتجهيز الذخائر ودفع الرواتب للمرتزقة.
من ناحية أخرى، قال مصدر عسكري ليبي رفيع المستوى لـ"العين الإخبارية"، إن تكتيكات حرب المرتزقة المتبعة في ليبيا منذ فترة تعتمد بشكل كبير على المرتزقة السوريين بقيادتها التركية، بينما ينحصر دور مليشيات الوفاق في الإعاشة وإحضار الذخائر والإرشاد.
وتبقى مليشيات الوفاق متهيأة ومنتظرة انتهاء العملية الهجومية الإرهابية التي تنفذها مجموعات المرتزقة، ثم تشرع في التقدم لالتقاط الصور والترويج لها.
وحول الهدف من ذلك، قال المصدر العسكري إن مليشيات الوفاق تستهدف من ذلك الزعم بأن من يقاتلون أبناء الجيش الليبي هم ليبيون، وفي إطار نزاع سياسي داخلي لإبعاد شبهة أنه احتلال تركي للبلاد.
التمركزات في طرابلس
وكشف شهود عيان ومصادر عسكرية ليبية لـ"العين الإخبارية"، تفاصيل توزيع مرتزقة أردوغان ومستوى تسليحهم وغرف العمليات التركية التي تقودهم لقتال جنود الجيش الليبي
وأكدوا أن غرف العمليات الاستخباراتية والعسكرية التركية وزعت المرتزقة على محاور: عين زارة ومشروع الموز ومشروع الهضبة ومحور الزهراء السواني.
وأفاد شاهد عيان بأن المرتزقة المتمركزين في محور مشروع الهضبة موزعين على عدة أماكن يختبئون فيها وينطلقون منها، وهي صالة مخصصة للمناسبات العامة لشركة الكهرباء ملاصقة لمقبرة "الحسين" وينصبون مراصدهم فوق مستشفى "الصفوة" بنفس المنطقة.
وبعد أن تم طردهم من موقعهم المتقدم في جزيرة الشريف ومقر وزارة الثقافة الليبية، بدأوا يخزنون ذخائرهم بمنازل المدنيين التي استولوا عليها في المنطقة.
ويهتم بدعمهم وتموينهم في هذا المحور، المدعو "لطفي الحراري" أحد مساعدي "غنيوة الككلي"، بينما تقيم المجموعة التي تشتبك مع الجيش على محور "جامع السويحلي" في منازل عائلة "المرغني" التي طردت من منزلها ويقيمون مراصدهم على مبنى "أكاديمية القرآن الكريم".
وفي منطقة السدرة جنوبي طرابلس، قال شاهد عيان قريب من المنطقة، إن المرتزقة السوريين يتمركزون في مزرعة ومنزل عبد الرحمن الصيد، المسؤول في النظام الليبي السابق، والتي تستولي عليها مليشيات الوفاق ويشرف عليهم "أحمد على الضراط" الشهير بـ"القلّاو".
محورا عين زارة وصلاح الدين
وفي محور عين زارة، قال أحد المدنيين الليبيين، يقول إن هناك موقعا يتقاسمه المرتزقة مع مليشيا "ثوار طرابلس"، وكانوا يقيمون في "النادي الدبلوماسي"، وينصبون مراصدهم في مقر "مركز مكافحة الأمراض" قبل قصف مراكزهم من قبل الجيش الليبي لينسحبوا ليقيموا في منازل المواطنين الذين تم طردهم خلف مسجد القرقني وفي المزرعة التي تقع خلف المجمع الصحي القرقني.
ويشرف على هذه المجموعة في هذا المحور أحد أقارب الداعم الأول للمليشيات في مصراتة المدعو "محمد عيسى".
وفي محور صلاح الدين، كان السوريون يتقاسمون المحور مع مليشيا "النواصي" ويتمركزون في مصحة الأم والطفل بالمنطقة، وكان يشرف عليهم المليشياوي "محمد أرفيدة" المقرب من وزير داخلية الوفاق فتحي باشاأغا، وقتل "ارفيدة" على يد مجموعة "النواصي" بعد خلافهم مع باشا أغا لينسحبوا إلى منطقة السدرة.
التسليح ووحدات الدعم
وحول تسليح المرتزقة قالت تقارير عسكرية ليبية، تستخدم مجموعات المرتزقة السوريين المشاة الموزعة في المحاور نفس الأسلحة التي تستخدمها المليشيات من أسلحة متوسطة وثقيلة إلا أنها تتميز عنهم باستخدامهم أسلحة حديثة.
هذه الأسلحة تشتمل على مقذوفات ومضادة للدروع تركية الصنع من نوع "omits"، وتسلمت أيضا مجموعة صغيرة من عربات الاستطلاع من نوع “Hyzer” استخدمتها في هجومها الأخير لاسترداد مواقع خسرتها في محور عين زارة، علاوة على عربات نقل الجنود “BMC-kirbi” التي تستخدمها المليشيات والملقبة محلياً "لميس" لسوء أدائها في الميدان.
إضافة للأسلحة التركية الصنع، تستخدم وحدات المرتزقة مقذوفات مضادة للدروع ورشاشات متوسطة وخفيفة من صنع "Zastava"، الصربية جاءتها ضمن شحنة حملتها طائرة شحن بوينغ 747 قدمت عبر الجزائر في الشهور الأخيرة من 2019.
وتم تزويدهم بعدد من ناقلات الجند المدرعة (ACV-15)، وهي ناقلة تركية الصنع، تم تطويرها اشتقاقاً من المجنزرة المدرعة الأمريكية الصنع (AIFV) والنسخة الموجودة في ليبيا تتسلح بمدفع رشاش متوسط، وهي أيضاً صاحبة سجل سيئ في معارك شمال سوريا، ووصلت مؤخرا وتم استخدامها في الهجوم على منطقة عين زارة، ودمرت منها عربتان أثناء الهجوم وصادر الجيش الثالثة في منطقة "جامع الكحيلي".
أما بالنسبة لوحدات الدعم الناري والحماية والاستطلاع، فتشتمل على منظومة مدفعية الهاوتزر الثقيلة ذاتية الحركة (T-155 Firtina)، وهي تركية الصنع من عيار 155 ملم، تصميمها مشتق من المدفع الكوري الجنوبي (K9 Thunder).
ويتراوح مدى الذخائر المزود بها هذا المدفع ما بين 18 كيلومترا (الذخائر الأساسية)، أو ما بين 30 إلى 45 كيلومترا في حالة استخدام ذخائر معززة صاروخياً، ويمتلك معدل إطلاق نيران مرتفعا، يتراوح بين 6 و12 قذيفة في الدقيقة الواحدة.
وذكر تقرير سابق للمرصد المصري للدراسات والأبحاث، أنه سبق واستخدم الجيش التركي هذا النوع من المدافع في عملياته بشمالي العراق وسوريا، لكن عدم مناعته أمام القواذف الموجهة المضادة للدروع، تمثل نقطة ضعف مهمة، لذلك تحتاج مرابض وجوده إلى تأمين كامل ومستمر وأن تكون بعيدة جداً عن الاشتباك المباشر.
وتوجد لدى الوحدات التركية الداعمة للمرتزقة عدة مدافع من هذا النوع تتوزع على عدة نقاط منها قاعدة "معيتيقة" "معسكر النعام" في تاجوراء و"مشروع الموز" بمنطقة الفرناج، و"غابة النصر" و"جمعية الدعوة الإسلامية" ومخيم نازحي تاورغاء بالفلاح.
ويعطي أوامر لهذه النقاط عدة غرف عمليات رئيسية توجد بقاعدة "معيتيقة"، وتنتشر هوائيات مراصدها على أبراج مكاتب قيد الإنشاء على طريق الشط، وهناك غرفة فرعية توجد بالطوابق السفلي من مبنى فندقي تحت الإنشاء يوجد بمنطقة "قصور الضيافة" تنتشر هوائيات مراصده فوق المبنى مباشرة.
وترتبط هذه الغرف بالغرفة الرئيسية وغرفة توجيه الطائرات المسيرة بمشروع الموز، عبر وصلة بيانات إلكترونية لاستقبال وإرسال المعطيات والمعلومات ويسيطر على هذه الغرف ضباط أتراك.
أما بالنسبة لمنظومة الدفاع الجوي التركية في طرابلس، فتتكون من خليط غير متجانس من المعدات قيادتها الرئيسية في مطار معيتيقة المدني حيث تنتشر 3 رادارات مقطورة تركية الصنع من نوع "Kalkan" تستخدم لتوجيه ثلاثة بطاريات صواريخ "HAWK" المعدلة أمريكية الصنع.
إضافة إلى مجموعة مدافع مقطورة مضادة للطائرات من طراز (Oerlikon)، وهو مدفع ثنائي السبطانات من عيار 35 ملم، تنتجه تركيا محلياً بترخيص من سويسرا، ويستخدم رادار إدارة نيران من طراز "Sky Guard" الهولندية الصنع المستعملة في الجيش التركي.
كما ظهر في شريط مصور تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بضعة شاحنات للنقل العسكري تقوم بقطر منظومات للإشارات اللاسلكية، واللافت هنا أن هذه الشاحنات هي ألمانية الأصل من نوع (Unimoge)، تنتجها مصانع شركة مرسيدس بنز في تركيا.