عقوبة عدم تصويتهم لحزب أردوغان.. شركة تعدين بإسطنبول تفصل 96 عاملا
الشركة تفصل العمال وتمنعهم من الحصول على رواتب شهر مستحقة إلى جانب التعويضات المنصوص عليها بموجب القوانين
أصدرت شركة تعدين تركية، السبت، قرارا بفصل 96 عاملا، مع منعهم من الحصول على رواتب شهر مستحقة إلى جانب التعويضات المنصوص عليها بموجب القوانين، وذلك عقابا لعدم تصويتهم لحزب الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد، الأحد الماضي.
وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة، فقد أصدرت القرار شركة "أوزيورط" للتعدين والإنشاءات، الحاصلة على العديد من المناقصات من بلدية "أسَن يورط" بمدينة إسطنبول، التي كانت تتبع حزب العدالة والتنمية، الحاكم قبل فوز مرشح الشعب الجمهوري بها في الانتخابات الأخيرة.
ووفق ذات المصدر، ذكرت الشركة في بيان لها: "لن نستطيع العمل مع الإدارة الجديدة (في إشارة إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض الفائز برئاسة البلدية)".
بدوره، قال الرئيس العام لنقابة الأعمال والإنشاءات العملاقة التابعة لاتحاد نقابات العمال الثورية، أوزغور قارا بولوط، إن "أكثر من نصف هؤلاء العمال أعضاء في النقابة"، وذلك في تصريحات نقلتها على لسانه صحيفة "أفرنسال" التركية.
وتابع موضحا أن "الشركة المذكورة قالت للعمال لن نستطيع العمل مع الإدارة الجديدة، ولا نستطيع أن نعرف ماذا سيحدث في البلدية الجديدة ليس لدينا معلومات عن الوضع".
وأوضح أن "تعاقد الشركة مع حزب العدالة والتنمية انتهى في 15 مارس/آذار الماضي، وانتظروا نتيجة الانتخابات للتجديد، لكن عندما خسر الحزب الحاكم في صناديق الاقتراع فصلت العمال، ورفضت إعطاءهم حقوقهم".
وفي الانتخابات الأخيرة، فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري، كمال دنيز بوزقورط، برئاسة بلدية أسن يورط بعد حصوله على 51.55% من أصوات الناخبين متفوقًا على مرشح العدالة والتنمية، عزمي أكينجي الذي حصل على 45.93%.
ووفق نتائج أولية للانتخابات البلدية في تركيا، فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم تعرض لأكبر انتكاسة في تاريخه، مع خسارته أكبر 3 مدن رئيسية، وهي إزمير وأنقرة وإسطنبول.
وانطلقت الانتخابات المحلية التركية، الأحد الماضي؛ لاختيار رؤساء بلدية لـ30 مدينة كبرى و1351 منطقة، بالإضافة إلى 1251 عضو مجلس ولاية و20 ألفاً و500 عضو مجلس بلدية.
وتنافس في الانتخابات 12 حزبا، هي "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديمقراطي"، و"اليسار الديمقراطي"، و"إيي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".
الحزب الحاكم بزعامة أردوغان لم يستوعب بعد هذه النتائج القاسية، والخسارة الكبيرة التي مني بها في المدن الكبرى، فبدأ على الفور الطعن في نتائج الانتخابات، وطلب بإعادة فرز الأصوات، وتمادى في مطالبه، وطلب إلغاء الانتخابات في مدينة إسطنبول، لكن اللجنة العليا للانتخابات رفضت مطلبه الأخير، كما عمد الحزب الحاكم لتعطيل تسليم البلديات للفائزين بها في الانتخابات الأخيرة بذرائع مختلفة.
ويرى مراقبون أن فساد البلديات طيلة حكم العدالة والتنمية هو السبب الرئيسي الذي يدفع أردوغان ونظامه إلى التعنت في تسليم البلديات، وفي عدم الإقرار بخسارته، لا سيما في بلديات المدن الكبرى كأنقرة وإسطنبول وإزمير.