مسؤول بحزب أردوغان يعتدي على موظف بهيئة الانتخابات التركية
كوماندا وران لم يكتفِ بذلك فقط، بل تطاول على ممثل حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة في تركيا، فضلا عن امرأة أخرى كانت باللجنة الانتخابية
اعتدى نجيب كوموندا وران، المحامي والمسؤول في حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، بالسباب على أحد موظفي الهيئة العليا للانتخابات التركية، خلال عمليات إعادة فرز أصوات الانتخابات المحلية الأخيرة في مدينة إسطنبول.
وبحسب ما ذكرته العديد من الصحف والمواقع الإخبارية التركية، السبت، فإن مشاحنة وقعت بين أحد موظفي الهية العليا للانتخابات وكوموندا وران عند معاتبة الأول بحسن المعاملة.
- ما دلالات نتائج الانتخابات البلدية التركية؟
- الانتخابات المحلية بتركيا.. قتلى وتصويت جماعي وتزوير لحزب أردوغان
وقال الموظف في معاتبة لمسؤول حزب أردوغان "لا يمكنك أن تعاملني مثلما تعامل ممثلي الأحزاب، فأنا موظف الدولة هنا، وأقوم بعملي بتخويل من الهيئة.. يكفي لهذا الحد ولا تستفزنا"، وهو ما دفع المسؤول بحزب أردوغان إلى التعدي عليه لفظيا.
الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" ذكر أن كوماندا وران لم يكتفِ بذلك فقط، بل تطاول على ممثل حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة في تركيا، فضلا عن امرأة أخرى كانت باللجنة الانتخابية الواقعة بمنطقة "كاغت خانه" في إسطنبول.
وخشية من تطور الموضوع، تدخلت قوات الشرطة التركية لفض الاشتباك، وتقدم كل من كوموندا وران وموظف الهيئة بشكاوى ضد بعهضما.
تجدر الإشارة إلى أن كوماندا وران كان المحامي الرئيسي في قضية استغلال جنسي لـ4 أطفال عام 2015، حيث وقف إلى جانب المتهم للدفاع عنه لهثاً وراء المال، ضارباً بذلك القيم التي يزعم حزبه تبنيها عرض الحائط.
وأمس الجمعة، أعلن إسماعيل تشاطاقلي، نائب وزير الداخلية التركي، أن الانتخابات المحلية التي جرت بالبلاد، الأحد الماضي، شهدت وقوع 1531 حادثة عنف، سقط فيها 9 قتلى و919 مصابا.
المسؤول التركي لم يشر إلى الأطراف التي تسببت في مقتل وإصابة هؤلاء الأشخاص، غير أن الأخبار التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام المحلية وقت الانتخابات، أشارت إلى أنهم أنصار الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.
ووفق نتائج أولية للانتخابات البلدية في تركيا، فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم تعرض لأكبر انتكاسة في تاريخه، مع خسارته أكبر 3 مدن رئيسية، وهي أزمير وأنقرة وإسطنبول.
وانطلقت الانتخابات المحلية التركية، الأحد الماضي؛ لاختيار رؤساء بلدية لـ30 مدينة كبرى و1351 منطقة، بالإضافة إلى 1251 عضو مجلس ولاية و20 ألفاً و500 عضو مجلس بلدية.
وتنافس في الانتخابات 12 حزبا، هي "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديمقراطي"، و"اليسار الديمقراطي"، و"إيي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".
الحزب الحاكم بزعامة أردوغان لم يستوعب بعد هذه النتائج القاسية، والخسارة الكبيرة التي مني بها في المدن الكبرى، فبدأ على الفور الطعن في نتائج الانتخابات، وطلب بإعادة فرز الأصوات، وتمادى في مطالبه، وطلب إلغاء الانتخابات في مدينة إسطنبول، لكن اللجنة العليا للانتخابات رفضت مطلبه الأخير، كما عمد الحزب الحاكم لتعطيل تسليم البلديات للفائزين بها في الانتخابات الأخيرة بذرائع مختلفة.
ويرى مراقبون أن فساد البلديات طيلة حكم العدالة والتنمية هو السبب الرئيسي الذي يدفع أردوغان ونظامه إلى التعنت في تسليم البلديات، وفي عدم الإقرار بخسارته، لا سيما في بلديات المدن الكبرى كأنقرة، وإسطنبول، وإزمير.