مرشح منافس لأردوغان: نأمل بإنهاء قبضته على السلطة
رئيس حزب السعادة التركي ومرشحه الرئاسي هاجم سياسات أردوغان الديكتاتورية، معربا عن أمله في كسر سيطرة حزبه على البرلمان.
هاجم رئيس حزب "السعادة" التركي، ومرشحه للانتخابات الرئاسية، تمل قره ملا أوغلو، السياسات الديكتاتورية للرئيس رجب طيب أردوغان، معربا عن أمله في أن يتمكن من إنهاء قبضته على السلطة.
وقال في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية إن معدل البطالة المرتفع واتساع العجز في الميزان التجاري والسياسة الخارجية التي وصفها بالفوضوية، وتجميد طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي وحالة الطوارئ المفروضة منذ محاولة الانقلاب في 2016؛ كل هذه العوامل أضرت بالحقوق والحريات الأساسية في تركيا.
وحزب "السعادة" الذي يرأسه ملا أغلو، سبق أن قاده نجم الدين أربكان، رئيس الوزراء الأسبق، وأستاذ أردوغان.
وأشار ملا أوغلو، إلى أنه قرر الترشح للرئاسة لهذه الأسباب وغيرها، واستعدادا للانتخابات البرلمانية، شكل الرجل تحالفا مع كتلة المعارضة العلمانية الرئيسية، حزب الشعب الجمهوري.
ورغم الاختلافات الأيديولوجية المريرة، فإن معارضة أردوغان وحزبه الحاكم هي ما يوحد هذا التحالف الذي كان يبدو مستبعدا قبل عقد من الزمن.
وعن هذا يقول قره ملا أوغلو: "لا ننتهج نفس السياسات أو نفس الفهم للحوكمة، في الاقتصاد والسياسة الخارجية، ولكن لدينا مبادئ معينة اتفقنا عليها، كالفصل بين الحكومة والقضاء.. وحرية الصحافة وإلغاء حالة الطوارئ".
ورغم أن أردوغان يظل أقوى سياسي في تركيا، إلا أن معارضيه يحققون نتائج استثنائية في استطلاعات الرأي، ويشير أحدثها إلى أنه من الممكن كسر سيطرة حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس التركي على البرلمان.
ويروق للرئيس التركي تصوير نفسه على أنه "المدافع عن الإسلام" في العالم، كما سعى لتقديم نفسه كداعم لقضايا المسلمين وكزعيم لحركة التضامن مع المظلومين حول العالم، وهو دور يجيد لعبه مع الناخبين المحافظين، لكن وجود مرشح مثل قره ملا أغلو، يعني أن أردوغان ليس الصوت الوحيد المدافع عن المتدينين.
غير أنه في ظل مناخ يشهد تراجعا في حرية التعبير واستهدافا للمعارضين وزيادة في مظاهر الالتزام الديني من جانب الحكومة في بلد تتغلغل العلمانية في مبادئه التأسيسية، ظهر صوت معارض متماسك من مربع غير متوقع، بحسب الجارديان، والإسلاميون الذين كانوا فيما مضى حلفاء إيديولوجيين للرئيس، انضموا إلى التحالف في محاولة لإضعاف قبضته على السلطة.
وأضاف قره ملا أوغلو للصحيفة البريطانية: "سياسات أردوغان أو تلك التي تنتهجها حكومته لا تساعدان تركيا في الوقوف على قدميها على كل الجوانب والمستويات السياسية تقريبا، سواء فيما يتعلق بالاقتصاد أو السياسة الخارجية، أسلوبه، وخطابه يسببان الانقسام في تركيا، وهو إلى حد بعيد لا يحترم سيادة القانون".
وأوضح أن رؤية حزبه لتركيا، هي رؤية تقترب من الرؤية العلمانية على غرار النموذج البريطاني، حيث يمكن للدين والدولة أن يتعايشا بسلام، مع اقتصاد يحقق الاكتفاء الذاتي، وسياسة خارجية مبنية على الحوار والدبلوماسية، وعلاقات أقوى مع البلدان الإسلامية، ويريد المرشح الرئاسي أن يتخلى عن السعي لعضوية الاتحاد الأوروبي لصالح اتفاق وضع خاص، وكذلك إقامة تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة، بعد تراجع العلاقات في عهد أردوغان.
ويأمل قره ملا أوغلو ومعارضون آخرون أن ينجحوا في كسب الأصوات المحافظة في المناطق الكردية، الذين لطالما أعطوا أصواتهم لحزب العدالة والتنمية، بالنظر إلى تحالفات أردوغان الانتخابية مع القوميين، والعمليات العسكرية التركية ضد الجماعات الكردية المسلحة في سوريا، وقمع المعارضة الكردية، وفشل الرئيس في تنفيذ وعده برؤية شاملة للجميع في تركيا.
وقالت هدى كايا، نائبة بالبرلمان عن حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للقضية الكردية، والتي سبق أن شاركت في حملات لدعم حق المرأة في ارتداء الحجاب وسبق أن ساندت حزب العدالة والتنمية: "نحن نشهد تفككا في القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية."
وأضافت: "كانت الكلمات الأبرز والأوضح في ذاكرتنا عندما قال أردوغان إن الـ80 مليون تركي جميعهم هم زملائي في الوطن سواء صوتوا لي أم لا... وكان أملنا أن تكون هذه الحقيقة، لكن كافة الوعود، المساواة، والحقوق والحريات، ووضع المجتمع الكردي، كلها بعيدة عما وُعدنا به".
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز