تركيا محطة مشتركة.. روايات فاضحة للدواعش الفرنسيين أمام القضاء العراقي
14 إرهابيا فرنسيا ينتمون لتنظيم داعش يخضعون للمحاكمة أمام القضاء العراقي، كان أحدهم جنديا في الجيش الفرنسي
كشفت اعترافات عدد من الإرهابيين الفرنسيين، الذين تسلمتهم السلطات العراقية بعد عودتهم من القتال ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، عن تفاصيل عملية مرورهم عبر الأراضي التركية وتسهيل تنقلاتهم.
ويمثل 14 إرهابياً فرنسياً انتموا لتنظيم داعش أمام محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب، وفقاً للقانون العراقي، حيث كان أحدهم جندياً في الجيش الفرنسي وخدم في أفغانستان عام 2009.
- "دير شبيجل": مصير 23 داعشية ألمانية بشمالي سوريا يضع برلين أمام معضلة
- بالصور.. المدنيون سبب إبطاء حسم المعركة الأخيرة ضد داعش
والإرهابيون الذين يحملون الجنسية الفرنسية بعضهم من أصول عربية، تلقوا التدريبات العسكرية في سوريا عند انخراطهم في صفوف تنظيم داعش، وتسلمتهم سلطات بغداد بعد متابعة من قبل جهاز المخابرات العراقي.
وتظهر اعترافات الإرهابيين الـ14 أنهم تزوجوا جميعاً في سوريا، ولديهم أطفال ومنهم من تزوج أكثر من مرة.
ومنذ إعلان قوات سوريا الديمقراطية التي تساندها الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها ستشن هجوماً أخيراً على الباغوز بسوريا، سارع إرهابيو التنظيم وأسرهم والأسرى والقرويون المحليون للخروج من الجيب الصغير.
من مصر إلى فرنسا
وفي حديثه لمجلة "القضاء" العراقية، قدم أحد الإرهابيين وهو فرنسي اعترافاً خلال مرحلة التحقيق حول كيفية انتمائه وانتقاله من فرنسا إلى سوريا، ثم تلقيه دورات تدريبية عسكرية وشرعية، والأماكن التي شغلها الإرهابيون في صفوف تنظيم داعش.
وروى الإرهابي أنه كان يعمل سائق شاحنة في إحدى شركات التنظيف بفرنسا، إذ أقام في مدينة فيجاك التي تقع جنوب هذا البلد الأوروبي، قبل أن يسافر إلى مصر لدراسة اللغة العربية، حيث استمر في بعثته على فترات متقطعة حتى عام 2013.
ويقول الإرهابي الذي يبلغ من العمر 33 عاما "تعرفت على صديق هناك خلال الدراسة في مركز للدراسات بالقاهرة، وكان يخطط للذهاب إلى سوريا للقتال، وبدأ بإقناعي وعرض عليّ مقاطع مصورة حتى تولدت القناعة لدي".
وأضاف "عدت من مصر إلى فرنسا، وبقيت لفترة من الزمن مع عائلتي المكونة من أبي وأمي وزوجتي وأخي، الذين انخرطوا في صفوف التنظيم في وقت لاحق، ثم سافرت من باريس إلى إسطنبول ثم دخلت الأراضي السورية بصورة غير شرعية".
ويستطرد "التحقت بكتيبة سرايا الدعوة والقتال عام 2013 التابعة لجبهة النصرة، وعملت كمترجم ومدرس للغة العربية للمقاتلين الأجانب، ثم التحقت بصفوف التنظيم بعد إعلان دولة الخلافة، فيما كنت دخلت دورة شرعية وعسكرية، وعملت في ولاية حمص حتى عام 2015"، حسب قوله.
وواصل المتهم الإرهابي حديثه، بقوله "انتقلت إلى كتيبة تسمى أنور العولقي، وعملت كمقاتل وتعرضت للإصابة في منطقة البطن أثناء المعارك، ثم رحلت إلى العراق وتحديداً مدينة الموصل، وعملت في صفوف التنظيم هناك.. عائلتي التحقت فيما بعد بصفوف التنظيم وانتقلوا إلى سوريا ليقتل والدي في مدينة الرقة وجرى القبض على أخي وزوجتي ووالدتي".
جندي بالجيش الفرنسي
وفي شهادة ثانية، يكشف إرهابي آخر (37 عاماً) الطريقة التي انضم بها إلى التنظيم الإرهابي بعد أن كان جندياً في الجيش الفرنسي، موضحاً أنه من أصول تونسية، ويقيم في مدينة تولوز جنوب البلاد.
يقول الإرهابي الثاني في شهادته "ولدت في تولوز وأكملت الدراسة الأولية هناك، ثم انضممت إلى صفوف الجيش الفرنسي عام 2000 واستمررت في العمل لمدة 10 سنوات، وخلالها كلفت بالذهاب إلى أفغانستان عام 2009 لتأدية واجبي هناك".
ويكمل "عند رجوعي إلى فرنسا وانتهاء مدة عقدي مع الجيش عملت سائقاً في إحدى شركات نقل البترول حتى تزوجت من امرأة فرنسية".
وأضاف "انتمائي إلى تنظيم داعش كان رغبة مني في الانتقال إلى مكان آخر للعيش، وتم من خلال البحث في مواقع التواصل الاجتماعي عن جبهة النصرة ومن ثم انتقلت إلى بلجيكا، وتعرفت على أحد الأصدقاء الذي قام بدوره بتشجيعي على الانضمام للتنظيم".
ويضيف المتهم "انتقلت من بلجيكا إلى المغرب بعد أن تكفل الصديق بكل مصاريفي وتزوجت مرة أخرى بفتاة هناك، حيث تعرفت عليها من خلال مواقع التواصل والتي كانت ترغب بالانتقال إلى سوريا حيث يتواجد تنظيم داعش".
"دخلت سوريا عن طريق تركيا بصورة غير مشروعة، وتحديداً إلى ولاية حلب وانخرطت في دورتين شرعية وعسكرية، وانتقلت إلى الموصل بالعراق ورددت البيعة أمام أحد قيادات داعش، والذي كان يرتدي قناعا".. بهذه الكلمات واصل المتهم الفرنسي حديثه.
وأكد أن "قيادات داعش كانت تخشى من الكشف أو الإفصاح عن هوياتهم أو معلوماتهم أمام عناصر التنظيم المهاجرين الأجانب، خشية أن يكونوا مجندين لدى أجهزة الاستخبارات في بلدانهم أو يكونوا جواسيس".
بين النصرة وداعش
أما الإرهابي الثالث فأقر خلال التحقيقات بأنه فرنسي الجنسية من أصول جزائرية، لكنه مولود في أوروبا، ويبلغ من العمر (29 عاماً)، ودرس علم النفس في إحدى الجامعات الفرنسية.
لكن المتهم يؤكد تركه الدراسة في مرحلتها الثانية "غادرت فرنسا عام 2013 متجها إلى سوريا عبر هولندا، ثم تركيا وصولا إلى الأراضي السورية".
وأضاف "حينها تولدت لديّ القناعة الكاملة بالانتماء إلى تنظيم داعش من خلال المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي والمقاطع التي كانت تصور للقتال هناك".
وبالفعل التحقت بجبهة النصرة قبل الانتقال إلى تنظيم داعش، بعد أن "دخلت الدورة الشرعية والعسكرية، ورددت البيعة أمام أبوبكر العراقي ثم انتقلت إلى مدينة الموصل وعملت في مضافة خاصة بالمقاتلين الأجانب والمهاجرين".