هجوم على عائلتين كرديتين.. تنامي جرائم الكراهية بتركيا
شن أتراك هجومين عنصريين منفصلين على أكراد، في تصعيد لهذه النوعية من الهجمات التي زادت وتيرتها بسبب حالة الاستقطاب المتفشية بالمجتمع.
وبحسب ما ذكره الموقع الإخباري التركي "تي 24"، وتابعته "العين الإخبارية"، الخميس، وقع الاعتداء الأول في بلدة "دارتشينه" التابعة لقضاء "سلطان داغي" بولاية أفيون(غرب) إذ نفذ أتراك هجوماً عنصرياً على أفراد من عائلة كردية، وهم يصيحون "أكراد إرهابيون يتحدثون الكردية".
وووفق المصدر أسفر الهجوم عن تعرض 7 أشخاص بينهم امرأتان من العائلة لإصابات نقلوا على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج.
وكشف أحد أقارب المصابين أن مجموعة أشخاص هاجموا شابين كرديين في البداية، ثم اصطحب الجناة شاباً منهما في سيارة إلى منطقة الغابات وتناوبوا على ضربه وهم يصورونه، وفور علم العائلة بما حدث نشب شجار كبير أسفر عن إصابة 7 أشخاص منها.
وأشار المتحدث أن الهجوم نُفذ عمدا، حيث اعتُبروا إرهابيين على أساس أنهم أكراد ويتحدثون الكردية، وبالتالي تعرضوا للهجوم.
وأدان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي هذا الهجوم، مؤكداً أنه كان نتيجة للغة الكراهية التي تستخدمها حكومة حزب العدالة والتنمية.
ويعد هذا الهجوم هو الثاني في يوم واحد، بعد هجوم تركي عنصري على أسرة كردية في قضاء "آلطين داغ" التابعة لمدينة أنقرة أسفر عن إصابة 4 أشخاص، اثنان منهما في حالة خطرة.
ووفقًا لما نشرته وسائل إعلام محلية، فقد اندلع شجار في منطقة "قافاقلي" التابعة للقضاء المذكور، بين عائلة كيركالي التركية، وعائلة بوزتاش وهي عائلة كردية من مدينة ماردين.
بالذبح والحرق.. مجهول يهدد قادة حزب معارض لأردوغان
والسبت الماضي، كشف مسؤول بحزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض بتركيا، عن تعرض قادة للحزب شرقي البلاد للتهديد من قبل مجهول.
جاء ذلك بحسب ما ذكره إمام دميرتاش، الرئيس المشارك لفرع الحزب الكردي في مدينة، ألازيغ، عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه، شرقي تركيا، في بيان صادر عنه.
وقال دميرتاش في بيانه إن شخصًا مجهول الهوية، جاء إلى مقر الحزب وأخذ يقرع أبوابه بقوة، وسط ترديد عبارات هدد من خلاله مسؤولين محليين تابعين للحزب بالقتل والحرق.
والشخص المجهول قال مهددًا "أنا من أتراك آسيا الوسطى، وسأحرقكم جميعًا وأذبحكم فردًا فردًا، فعودوا إلى رشدكم"، وأكد دميرتاش أنه تم الاتصال بالشرطة وتسليم ذلك الشخص لها.
وبيّن المسؤول نفسه، أن السبب في ارتفاع معدل الاعتداءات على الشعوب الديمقراطي مؤخرًا، وزيادة حالة الاحتقان بالمجتمع، يرجع إلى تصريحات الحكومة التركية.
وتابع قائلا "فهي السبب في الوضع المنتشر في الفترة الحالية، إذ إن جميع وقائع الاعتداء على مقرات حزب الشعوب الديمقراطي، كانت بالتزامن مع تصريحات الحكومة المناهضة للحزب واتهامهم له ولأعضائه بالإرهاب والتطرف".
هجمات متكررة
وليست هذه الواقعة الأولى من نوعها، إذ سبق أن شن مسلحًا هجومًا على مقر للحزب نفسه في مدينة إزمير (غرب)، أسفر عن مقتل موظفة به تدعى، دنيز بويراز.
كما أن شابًا تركيًا هاجم مقر الشعوب الديمقراطي في مقاطعة مرمريس، بولاية موغلا(غرب)، بمسدس، الأربعاء من الأسبوع الماضي، غير أن الشرطة اعتقلته، وضبطت السلاح الناري.
ويتعرض حزب الشعوب الديمقراطي، لضغوط سياسية كبيرة في الفترة الأخيرة في ظل دعوة القوميين، حلفاء الرئيس رجب طيب أردوغان، لإغلاقه بسبب مزاعم صلته بحزب العمال الكردستاني المدرج من قبل أنقرة على قوائم التنظيمات الإرهابية.
ولا يتوانى أردوغان عن مهاجمة المعارضة بين الحين والآخر، متهمًا إياها بالخيانة والإرهاب، ما يتسبب في تأجيج حالة الاحتقان السياسي التي تشهدها البلاد، ويدفع القوميين الأتراك إلى شن مثل هذه الهجمات للنيل من الأكراد.
ولعل آخر تطاول من أردوغان على المعارضة، كان السبت الماضي، في كلمة له خلال مشاركته في اجتماع التشاور الإقليمي لحزبه، بولاية أرضروم، شمالي البلاد.
وفي تصريحاته أعرب أردوغان عن استعداده لإلقاء معارضيه "في القمامة"، بالتزامن مع تطورات ساخنة على الساحة السياسية في ضوء قضايا الفساد التي أثارتها المعارضة داخل البرلمان حول تورط الحكومة في وقائع فساد بمشاركة عصابات المافيا.