قواعد عسكرية تركية.. مخاوف عراقية من "المحتل الجديد"
واصلت تركيا خروقاتها العسكرية في شمال العراق، رغم المطالبات المستمرة والإدانات الواسعة لسياسة الرئيس رجب طيب أردوغان العدائية وأطماعه.
وأكد شهود عيان تجدد القصف الجوي التركي على قرى ومناطق حدودية في محافظة أربيل عند الشريط الحدودي لإقليم كردستان مع تركيا.
وقال الشهود لـ"العين الإخبارية"، إن "المقاتلات التركية قصفت قرية (بيركم) المهجورة والمراعي الطبيعية في (بري زين) في سيدكان بمحافظة أربيل".
وأضافوا أن "الطائرات المسيرة استمرت في التحليق إلى فترة ما بعد القصف"، فيما لم يكشفوا عن حجم الخسائر لصعوبة الوصول إلى تلك المناطق كونها واقعة تحت مناطق محتدمة النزاع مع حزب العمال الكردستاني.
وأمام ذلك، طالب عضو مجلس النواب عن محافظة بابل، منصور البعيجي، الحكومة العراقية بالتحرك ومنع تركيا من إنشاء قاعدة لها داخل الأراضي العراقية وعدم السماح لها بإنشائها لأي سبب كان.
والجمعة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اعتزامها إنشاء 3 قواعد عسكرية في شمال العراق، فيما أكدت أن عملياتها العسكرية التي انطلقت أبريل/نيسان الماضي مستمرة ولن تتوقف.
وكانت تركيا أطلقت في 23 أبريل/نيسان الماضي، عملية عسكرية جاءت بعنوان "مخلب البرق"، تذرعت من خلالها بملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة في شمال العراق.
واعتبر البعيجي أن إنشاء القواعد العسكرية التركية دون موافقة الحكومة العراقية هو بمثابة إعلان احتلال رسمي لبلاده، ولا يمكن السكوت عليه.
وطالب حكومة بغداد باتخاذ موقف سريع لمنع تركيا من إنشاء القاعدة العسكرية، قائلا: "لسنا جزءاً من الأراضي التركية حتى تقوم بإنشاء قاعدة عسكرية".
وأضاف: "سيكون لنا موقف رافض أمام الجميع لهذه الأعمال المرفوضة التي تقوم بها تركيا، ضاربة عرض الحائط المواثيق والأعراف الدولية لحسن الجوار بين الدول المتجاورة".
وشدد النائب، "على مجلس النواب والرئاسات الأخرى أن يكون لهم موقف ضد هذا العمل الذي تقوم به تركيا وألا يُسمح لها بإنشاء قاعدتها العسكرية".
وكان النائب العراقي بدر الزيادي، أكد السبت أن لجنة الأمن والدفاع في البرلمان تستعد لعقد اجتماع للرد على تصريحات أنقرة عن إنشاء قواعد عسكرية في العراق.
وبعد يومين من إطلاق عمليتها العسكرية؛ وهي الرابعة خلال نحو عام، أعلنت تركيا مقتل اثنين من جنودها بتفجير واشتباك مع عناصر حزب العمال الكردستاني (البككا).
وصعدت تركيا من خروقاتها العسكرية في شمال العراق منذ يوليو/تموز 2020، عندما أطلقت عمليتين متزامنتين حملتا اسم "مخلب-عين الصقر"، ثم بدأت عملية أخرى في فبراير/شباط الماضي، ولكنها انتهت بعد 5 أيام من إطلاقها بعد تكبدها خسائر فادحة بالأرواح والمعدات.
وكان العراق دعا في أكثر من مرة إلى موقف دولي لمواجهة التدخلات التركية في العراق، وسبق ذلك تسليم بغداد سفير أنقرة أكثر من مذكرة احتجاج على الخروقات السافرة وعدم احترام أنقرة لسيادة البلاد.