كورونا يصيب اثنين من عمال تشييد قصر أردوغان
حكومة العدالة والتنمية تواصل بناء قصر جديد لأردوغان، رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ورغم تداعيات تفشي فيروس كورونا
كشف ولي آغ بابا، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، عن إصابة عاملين بفيروس كورونا المستجد، ضمن عملهم في عمليات تشييد القصر الخاص بالرئيس رجب طيب أردوغان، في منطقة "أخلاط" التابعة لولاية بتليس، شرقي البلاد.
وتواصل حكومة العدالة والتنمية بناء قصر جديد لأردوغان، رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وتداعيات تفشي فيروس كورونا، متحدية كذلك قرار محكمة بوقف البناء بتلك المنطقة الأثرية.
ووفق صحيفة "يني جاغ" المعارضة، قال وفي آغ بابا، اليوم، خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، إن "عاملين اثنين من المشاركين في عمليات إنشاء القصر المذكور أصيبا بفيروس كورونا"، مضيفًا أنه "رغم ذلك ما زالت عمليات الإنشاء مستمرة ليعرض حياة العمال للخطر".
وسجلت وزارة الصحة التركية، الثلاثاء، 4611 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، و119 وفاة أخرى، ليصل إجمالي الوفيات إلى 2259.
وأوضحت بيانات الوزارة أن عدد حالات الإصابة بالفيروس في البلاد بلغ 95591 حالة، وتعافى 14918 شخصا من الفيروس حتى الآن.
وبهذه الأرقام تعتبر تركيا الدولة الأولى بمنطقة الشرق الأوسط من حيث الإصابات، والسادسة على مستوى العالم.
- "الشعب الجمهوري": البنك المركزي التركي رهينة في قصر أردوغان
- تبذير أردوغان يتضاعف.. 160% ارتفاعا في نفقات قصر الرئاسة
وتقع أخلاط التي يشيد بها القصر بالقرب من بحيرة "وان"، وتعد متحفا مفتوحا بسبب آثارها التي تعود إلى العصر السلجوقي، بما في ذلك المباني والمقابر التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، والمنطقة مرشحة لإدراجها ضمن موقع التراث العالمي.
وفي يوليو/تموز الماضي، ألغت المحكمة الدستورية التركية مادة في قانون شامل يسمح ببناء مجمع رئاسي جديد في البلدة القديمة بالقرب من أكبر بحيرة في البلاد، حيث صدر أمر من أردوغان عام 2018 بتشييده.
ومن المنتظر أن يكلف القصر الجديد الذي يعتزم أردوغان تشييده، أموالا طائلة وفقا لتقديرات صحيفة "جمهوريت"، التي استندت إلى توجيه سابق للرئيس التركي، شدد خلاله على ضرورة اتسام القصور الرئاسية بالفخامة في معرض دفاعه عن التكلفة الباهظة للمجمع الرئاسي بأنقرة والذي يتكون من ألف غرفة.
يأتي كل هذا البذخ على وقع أزمة مزدوجة يعاني منها الاقتصاد التركي، حيث انخفضت الليرة التركية أمام الدولار إلى أدنى مستوياتها، وارتفعت نسبة التضخم بسبب سياسات "أردوغان" الاقتصادية الخاطئة.
ولقد دأبت المعارضة التركية على انتقاد هوس أردوغان ببناء القصور، مشيرة إلى أنه مصاب بـ"جنون العظمة".
وعلى الرغم من الانتقادات التي قوبل بها الصرف البذخي على غرف المجمع الرئاسي بأنقرة؛ فإن الرئيس المهووس بالقصور أعاد الكرّة مرة أخرى عام 2017، معلنا الشروع في إقامة قصر رئاسي صيفي جديدة من 300 غرفة في بلدة مرمريس التابعة لمدينة موغلا جنوبي البلاد.
وانطلقت أعمال تشييد القصر الصيفي بمرمريس على أنقاض قصر يعود إلى فترة حكم الرئيس الأسبق "تورجوت أوزال"، مكون من 4 غرف"، تم هدمه دون أي مراعاة لدلالاته التاريخية.