الشعب الليبي الحر توعد الأتراك أشد وعيدا بتحويل أرضهم لمقابر ودفنهم تحت أقدام أحفاد المختار لكن المخطط التركي أشد خبثا.
لا شك أن أرضاً مثل ليبيا التي سلبت ألباب المؤرخين والرحالة ممن سحرهم شعاع طرابلس كما كانت تسمى سابقاً يسيل لها لعاب الأتراك ليظفروا بقائمة مطامع في المنطقة ويستحوذوا على خيراتها بأسلوب التوغل والمراوغة.
ما الذي يميز تركيا عن إيران.. وجهان لعملة واحدة تشتري ذمم المرتزقة، بل أصبحت الأولى نسخة طبق الأصل من نظام الملالي، متناسية أوضاعها الداخلية التي تزداد احتقاناً بتقييد الحريات واعتقال النشطاء، وسجن ما يزيد على مئة وواحد وسبعين صحفياً، فضلاً عن سبعين ألف معتقل سياسي.
وقد بلغت ذروة التدخل في ليبيا بموافقة البرلمان التركي على إرسال قوات لها، في انتهاك يهدد الأمن القومي العربي، ويُعرض أمن واستقرار المنطقة للفوضى والخطر.
لعبة بعثرة الأوراق من جديد التي تقودها المليشيات المدعومة لم تكن وليدة اللحظة، فمن الدعم من أنقرة عبر سفن السلاح التي تصل طرابلس ضاربة بالقرارات الدولية عرض الحائط إلى الطائرات دون طيار، التي تشارك في المعارك التي تخوضها هذه المليشيات ضد الجيش الوطني الليبي، مروراً بالخيانة العظمى المتمثلة في الاتفاقية العسكرية بين تركيا وحكومة فايز السراج المتمثلة في ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط، إلى الاعتماد على جماعات الإخوان المسلمين المتشددة، فجلبت من سوريا قطع شطرنج تحركهم وفق النوايا العثمانية الخبيثة ليعيثوا في المدينة البيضاء فساداً بقناع أيديولوجي بحت ويكونوا دمى عسكرية تحرك خيوطها أذناب الشر التركية.
هذه التصرفات التي تواصل إزعاج الجيران وبالأخص مصر والجزائر والمحيط تستدعي تدخلاً عربياً جاداً يحد من تلك الانتهاكات الصريحة التي تهدد سيادة الدول وأمنها القومي، فرغم أن الشعب الليبي الحر قد توعد للأتراك أشد وعيد بتحويل أرضهم لمقابر ودفنهم تحت أقدام أحفاد المختار، إلا أن المخطط التركي أشد خبثاً بنشر طاعون في الجسد العربي بدءاً من سوريا إلى قطر إلى اليمن واليوم ليبيا.
ماذا ننتظر ؟!.. محاولة جديدة لتقسيم الدول العربية؟!..نشأة دواعش أكثر إرهاباً وخطراً؟!..طمس الهوية والانتماء العربي؟!..تشتيت الشعوب وتشريدها ..؟!..خلق نزاع حدودي بين دول الجوار..؟!هل سيطول التنديد بالعبارات المهددة ومهاتفات ترامب المنبهة.. واستياء فرنسا، أم ستكون هناك يد موحدة حازمة وقرار للمقاطعة يوقف هذا الغرور العثماني عند حده ويعيده إلى حجمه الحقيقي؟
ما الذي يميز تركيا عن إيران.. وجهان لعملة واحدة تشتري ذمم المرتزقة، بل أصبحت الأولى نسخة طبق الأصل من نظام الملالي، متناسية أوضاعها الداخلية التي تزداد احتقاناً بتقييد الحريات واعتقال النشطاء، وسجن ما يزيد على مئة وواحد وسبعين صحفياً، فضلاً عن سبعين ألف معتقل سياسي، بل أضرت بقوت شعبها مع الفصل التعسفي لأكثر من مئة وثلاثين ألف موظف ومضايقة الأكاديميين ومسيرة حرية التعبير والتجمع السلمي.
ووسط مجازفات أردوغان التي أغرق عبرها بلاده في صراعات إقليمية أدت إلى اضطرابات داخلية، انعكست في الأزمة الاقتصادية، وعزوف المستثمرين وغيرها الكثير، تذكروا أن هذه الدولة كانت تتفاوض لدخول الاتحاد الأوروبي ولكنها لم تستوفِ الشروط، خاصة المتعلقة بالحريات.
واليوم تتراجع كثيراً مع تغير سياساتها التي أخذت منحنى أيديولوجياً في دعم الجماعات المتشددة منهم الإخوان المسلمون ومنظومتهم الدولية وأذرعها المتحالفة معها من منظمات غير نظامية ومليشيات متشددة، في هدف تحقيق حلم انتهى زمانه وهو الخلافة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة