زعيم القبارصة الأتراك يدين عدوان أردوغان على سوريا
زعيم القبارصة الأتراك طالب أنقرة بتأمين نفسها وتحقيق الاستقرار من خلال عملها على إقامة حوار بين العرب والكرد والتركمان والترك.
رفض زعيم شمال قبرص، مصطفى أقينجي، العدوان التركي على الشمال السوري، مطالبا بوقف الحرب والجلوس للحوار والدبلوماسية للتغلب على المشكلات القائمة.
جاء ذلك بحسب بيان نشره أقينجي، الأحد، على حسابه الشخصي بـ"فيسبوك"، ونقله الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة.
وقال أقينجي في بيانه: "إذ قلنا إن هذا التحرك التركي نبع سلام، فإن الذي يتدفق منها دم وليس ماء، ولذلك على الجميع وقف الحرب، والاحتكام للدبلوماسية والحوار لحل الأزمات"، معلنا عدم دعمه لعدوان نظام رجب طيب أردوغان.
وتابع قائلا: "وإذا قلنا إن العملية التي شنتها تركيا باسمنا عام 1974 عملية سلام، فإن الذي نزف حينها دم أيضا، وهذا ما نراه يتكرر حاليا في التدخل العسكري التركي شمالي سوريا".
ولفت إلى أن الأزمة في سوريا شارفت على عامها العاشر، أي "10 سنوات تقريبا والدماء تنزف هناك، وإذا استمر الأمر على هذا الحال، سيكون تحقيق السلام صعب المنال".
واعتبر زعيم القبارصة الأتراك أنه يتعين على أنقرة تأمين نفسها وتحقيق الاستقرار من خلال عملها على إقامة حوار بين العرب والكرد والتركمان والترك في المنطقة.
وشدد أقينجي على "ضرورة أن تكون الأوضاع في صالح الحفاظ على سيادة الأراضي السورية، والحدود التركية الجنوبية لكن دون الدخول في حروب يدمر أكثر مما يصلح".
تصريحات زعيم القبارصة الأتراك نزلت كالصاعقة على نظام أردوغان؛ الأمر الذي جعل نائبه فؤاد أوقطاي يخرج بتغريدة على حسابه الشخصي بموقع "تويتر" يدين فيها الرجل.
وقال أوقطاي، في تغريدته، إن أقينجي أصدر بيانا لم يقف فيه إلى جانب تركيا في مكافحتها لحزب العمال الكردستاني وقوات حماية الشعب الكردية المدرجين من قبل أنقرة على قوائم الإرهاب.
وزعم نائب أردوغان أن "الجيش التركي ينفذ عملية نبع السلام في سوريا بالروح نفسها التي نفذ بها عمليته في قبرص عام 1974 من أجل إحلال السلام والأمان فيها".
وتواصل القوات التركية عدوانها العسكري، الذي بدأته الأربعاء الماضي، على الشمال السوري، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل العدوان التركي الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات بتنديد عربي ودولي واسع، فيما لوحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على نظام رجب طيب أردوغان.
وأعلنت الإدارة الكردية شمالي سوريا، في وقت سابق، السبت، نزوح ما يقرب من 200 ألف شخص بسبب الهجوم التركي الذي يستهدف قرى ومدن المنطقة.
وفي 20 يوليو/تموز من عام 1974، أطلقت تركيا عملية عسكرية لغزو جزيرة قبرص، واستمرت حتى أغسطس/آب من العام نفسه.
وباتت جزيرة قبرص منذ ثمانينيات القرن الماضي مقسمة بعد أن اجتاح الجيش التركي شطرها الشمالي، ردا على انقلاب للقبارصة اليونانيين لإلحاق الجزيرة باليونان.
وتنشر تركيا نحو 35 ألف جندي في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي أعلنت في الشطر الشمالي من الجزيرة ولا تعترف بها إلا أنقرة.
ويفصل بين الشطرين "الخط الأخضر"، وهو منطقة عازلة منزوعة السلاح تسيطر عليها قوات حفظ السلام الدولية.