استمرارا للعدوان.. تركيا تنشر طائرات مسيرة شمالي سوريا‎

الخارجية السورية تؤكد أن هذا يعري بشكل واضح الأطماع التوسعية التركية، ويكشف عن التضليل والمراوغة اللذين يحكمان سياسات النظام التركي.

أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، بدء تحليق طائرات بدون طيار شمالي سوريا في إطار مساعيها المشبوهة لتأسيس ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" التي ترفضها سوريا بشكل قاطع.

• سوريا: الاتفاق الأمريكي التركي بشأن المنطقة الآمنة "اعتداء" على سيادتنا
• أردوغان يهدد مجددا بإطلاق عملية عسكرية شمال شرق سوريا

واستمرارا لعدوان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الأراضى السورية، جاءت تلك الخطوة، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، غداة إعلان واشنطن بدء إنشاء البنية التحتية لمركز العمليات المشتركة بولاية أورفا شمال شرقي سوريا.

وفي وقت سابق، أعربت سوريا عن رفضها القاطع والمطلق لما يسمى بـ"المنطقة الآمنة"، وأكدت أنها تشكل اعتداء فاضحا على سيادة ووحدة أراضي سوريا، وانتهاكا سافرا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية في 8 أغسطس/آب الجاري: إن هذا الاتفاق بشأن المنطقة الآمنة يصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، وعرى بشكل واضح الأطماع التوسعية التركية، وكشف بشكل لا لبس فيه عن التضليل والمراوغة اللذين يحكمان سياسات النظام التركي.

وشدد المصدر على أن "الشعب السوري وجيشه الباسل الذي فدى بالدم الطاهر لزهرة شبابه دفاعا عن سوريا ضد الجماعات الإرهابية وداعميها أكثر تصميما وإصرارا على بذل الغالي والنفيس للحفاظ على وحدة وسلامة ترابه الوطني".

وتابع المصدر: "سوريا تناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة إدانة هذا العدوان السافر الذي يشكل تصعيدا خطيرا وتهديدا للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ويطيح بكل الجهود لإيجاد مخرج للأزمة في سوريا".

وتخضع محافظة إدلب ومحيطها، حيث يقطن نحو 3 ملايين شخص، منذ سبتمبر/أيلول الماضي لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، لم يتم استكمال تنفيذه بعد.

وتعد منطقة إدلب السورية معقلا للجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا، واتهمت روسيا تركيا مرارا بعدم الالتزام ببنود مذكرة التفاهم التي تم الاتفاق عليها مع بلاده بشأن استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب السورية.

وفي 26 أبريل/نيسان الماضي، أعلن الجيش السوري شن عمليات عسكرية مكثفة ضد أوكار المجموعات الإرهابية ومحاور تحركاتها وخطوط الإمدادات في قرى عابدين وكفر نبودة وكفر سجن بريفي إدلب وحماة، فيما تدور منذ أسابيع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي المحاذي لإدلب.

وحققت قوات الجيش السوري تقدماً ميدانياً في ريف حماة الشمالي، إلا أن الفصائل الإرهابية المدعومة من أنقرة تشن بين الحين والآخر هجمات واسعة ضد مواقع النظام، تسفر عن معارك عنيفة، حيث وفرت سيطرة الجيش التركي على العديد من القرى في إدلب بيئة آمنة لتنظيمات إرهابية على رأسها "جبهة النصرة" فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وفلول تنظيم داعش، وفصائل أخرى موالية لأنقرة.