سفينة تنقيب تركية تثير الحيرة في المتوسط.. غادرت لهذه الوجهة
سفينة تنقيب تركية غادرت موقعها في جنوب غرب قبرص، في خطوة وصفها الخبراء أنها مراوغة من أردوغان بعد تهديدات أوروبية.
يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحركاته المريبة والمستفزة في منطقة شرق المتوسط، ضاربا عرض الحائط بالأعراف والمواثيق الدولية.
وغادرت الأحد، سفينة تنقيب تركية موقعها في جنوب غرب قبرص، في خطوة وصفها الخبراء أنها مراوغة من أردوغان بعد تهديدات أوروبية وعلى رأسها فرنسا بفرض عقوبات حاسمة وقوية ضد تركيا بسبب أطماعها في منطقة شرق المتوسط.
ووفقا لتصريحات مسؤول في قبرص لوكالة الأنباء الألمانية، "حتى الآن لا يعرف الجهة التي ستتوجه إليها السفينة. إذا استمرت السفينة في مسارها نحو الشمال، ربما تكون هذه دلالة أخرى على تخفيف التوترات، حيث أنها يمكن أن تصل المياه التركية في المساء".
ومنذ إرسال الرئيس التركي سفينة أبحاث للتنقيب عن الغاز والنفط، تشهد منطقة شرق المتوسط توترا كبيرا بين قبرص واليونان من جهة وأنقرة من جهة أخرى.
ونددت حكومة قبرص في أكثر من مناسبة، بأنشطة تركيا في منطقة شرق البحر المتوسط والتي تتناقض مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
ومنذ عدة أشهر تقوم السفينة التركية التي انسحبت بالتنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة قبرص بدون موافقة الحكومة في نيقوسيا، وتتنازع تركيا وقبرص منذ أعوام بشأن المنطقة الاقتصادية الخاصة حول قبرص.
وفي يناير/كانون الثاني 2019 تأسس منتدى غاز شرق المتوسط، ويقع مقره الرئيسي في القاهرة. ويهدف إلى تنسيق السياسات الخاصة باستغلال الغاز الطبيعي بما يحقق المصالح المشتركة لدول المنطقة.
ومع إعلان تحويل منتدى شرق المتوسط، إلى منظمة إقليمية حكومية تحمل تأييدا دوليا واسعا، تبخرت أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منطقة شرق المتوسط.
وفي الأسبوع الأخير من سبتمبر/ أيلول وقعت 6 دول تطل على ساحل البحر المتوسط، في القاهرة اتفاقية تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية. والدول الست التي قامت بالتوقيع هي مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن.
الإعلان اعتبره الخبراء خطوة مهمة لتحييد تركيا التي يطمع رئيسها في الاستيلاء على المياه الإقليمية لقبرص أو اليونان، أو مساحات أخرى لا تزال تشهد خلافات دولية بشأنها.
ويعد بقاء تركيا خارج المنتدى نتيجة طبيعية لسياساتها الاحتلالية في منطقة شرق المتوسط، واستقوائها على قبرص للحصول على مياهها الإقليمية والتفرد بالثروات الطبيعية المحتملة في المياه العميقة.
ومنذ 2019، ارتفعت حدة التدخلات التركية من خلال تجاوز حدودها الدولية، لتطال حدود قبرص واليونان وليبيا وحدودا أخرى لا تزال موضع مناقشات الدول الحدودية، من خلال نشر سفن للتنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية.
وتنتشر سفن التنقيب التركية بحماية عسكرية في المياه الإقليمية للدول المجاورة لها، مثل سفينتي الفاتح والقانوني ويافوز في البحر المتوسط منذ الشهر الماضي، ما دفع بلدان الاتحاد الأوروبي لدعوة أنقرة التوقف عن استفزازاتها.
وتعد تركيا من الدول الفقيرة في مجال الطاقة التقليدية، وهو ما يبرر أطماع أردوغان في منطقة شرق المتوسط، وسعت أقرة منذ 2014 إلى البحث عن موارد شبه مجانية للنفط الخام، من خلال عقد تحالفات وشراكات، هدفها الحقيقي توفير حاجتها من الوقود بأسعار تقل عن السوق العالمية لمصادر الطاقة.
ووفقا للأرقام الرسمية، تبلغ واردات الطاقة التركية سنويا، 40 - 45 مليار دولار أمريكي، وهو نقد أجنبي تحاول أنقرة إبقاءه داخل الأسواق، بالتزامن مع شح وفرة النقد الأجنبي داخل قنواتها الرسمية.