الليرة التركية على موعد مع يوم عاصف بعد صدمة "المركزي"
ضغوط هائلة ستواجهها الليرة التركية خلال تعاملات غد الإثنين، في رد فعل متوقع للمستثمرين "المصدومين" من قرار إقالة محافظ البنك المركزي.
وحسب صحيفة، "فاينانشيال تايمز" فإن قرار الرئيس التركي رجب أردوغان بإقالة المحافظ بعد 3 أشهر فقط من تعيينه كان بمثابة "صدمة للمستثمرين".
- المحافظ الجديد للمركزي التركي في اختبار صعب.. متى يلحق بسابقيه؟
- 3 محافظين للمركزي التركي في عامين.. فشل واضطرابات مالية
وداعا للمنطق
وتقول الصحيفة إن ناجي آغبال المحافظ المقال من البنك المركزي التركي، نال استحسان السوق بعدما انتصر للمنطق ورفع اسعار الفائدة على عكس رغبة أردوغان.
وقبل أيام، رفع آغبال أسعار الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس دفعة واحدة، في محاولة لترويض التضخم ودعم العملة التركية التي تواجه انخفاضا كبيرا.
ومنذ تعيينه في نوفمبر/ تشرين الثاني، رفع آغبال سعر الفائدة القياسي بمقدار 875 نقطة أساس إلى 19%، وهي خطوة ساعدت في توفير بعض الدعم لليرة المنهارة، بينما أرسلت إشارات للمستثمرين بأن ثمة سياسة نقدية عاقلة سيتم الاعتماد عليها.
لكن هذا يتعارض مع وجهة نظر أردوغان "الحصرية" بأن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب التضخم بدلاً من مكافحته.
رد فعل عنيف
وقال تيموثي آش المحلل لدى BlueBay Asset Management إن قرار أردوغان كان "غبيا حقًا"، وتوقع رد فعل عنيف من الأسواق في تعاملات غدا الإثنين.
ومن المرجح أن تقوض الهزة المتوقعة من آمال المستثمرين الذين كانوا يتمنون التأكيد على استقلالية البنك المركزي التركي عن قبضة أردوغان.
ضربة الليرة وتفاقم التضخم
وقال جيسون توفي، كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس، إن إقالة آغبال زادت من مخاطر حدوث أزمة عملة جديدة في تركيا.
ويكافح اقتصاد البلاد للخروج من الاضطرابات الناجمة عن صدمة العملة في عام 2018 عندما أخافت سياسات أردوغان الاقتصادية والأجنبية المستثمرين.
وقال توفي "تحرك أردوغان لا يدع مجالاً للشك في أن كل القوة في تركيا بيده، وهذا سيؤدي إلى خفض أسعار الفائدة".
وتابع: "هذا سيؤدي ببساطة إلى تفاقم مشكلة التضخم في تركيا".
وحذر توفي من أن فجوة العجز في الحساب الجاري والمطلوبات الهائلة للديون الخارجية تشكل مخاطر على النظام المالي التركي.
محافظ مغمور
وتقول "فاينانشيال تايمز" إن شهاب قاوجي أوغلو محافظ المركزي الجديد الذي اختراه أردوغان هو "أكاديمي مغمور" لكنه في الوقت نفسه أحد النواب السابقين عن حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وأصبح قاوجي أوغلو رابع محافظ للبنك المركزي التركي منذ عام 2019، حيث أقال أردوغان أسلافه الثلاثة قبل انتهاء فترة ولايتهم المقررة عند 4 سنوات.
ولطالما ضغط أردوغان على محافظي البنوك المركزية لتخفيض أسعار الفائدة، الأمر الذي قاد اقتصاد البلاد إلى تضخم مهول على مدى السنوات الثلاثة الماضية.
وبسبب السياسة الأردوغانية تخلص العديد من المستثمرين الأجانب من الأصول التركية.