صحيفة تركية: أردوغان يسعى لتهدئة الشارع بتعديل وزاري
حزب العدالة والتنمية يبحث عن سبل للخروج من حالة الفوضى التي يشهدها بعد خسارة الانتخابات المحلية بإجراء تعديل وزاري
قالت صحيفة تركية إن تراجع شعبية الرئيس رجب طيب أردوغان سيدفعه لإجراء تعديل وزاري، في تاريخ أقصاه شهر أبريل/نيسان المقبل يتضمن 4 وزراء، لتهدئة الشارع.
- صحيفة تركية: نظام أردوغان كـ"البطة العرجاء" فقد ثقة الشارع
- سلطات أردوغان تعين وصيا على بلدية كردية بعد اعتقال رئيستها
وأشارت صحيفة "يني جاغ" إلى أن "الحزب الحاكم يبحث عن سبل للخروج من حالة الفوضى التي يشهدها بعد الخسارة الكبيرة في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/آذار الماضي، ولعل التعديل الوزاري المرتقب هو أحد أهم هذه السبل".
ولفتت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، إلى أن "أردوغان يريد تهدئة الرأي العام من خلال التضحية بعدد من الوزراء بعد تحميلهم الفاتورة الثقيلة للأوضاع المتردية التي تشهدها تركيا منذ فترة، ولا سيما على المسار الاقتصادي".
وأوضحت أن "أردوغان كان يقف على مسافة من إجراء هذا التعديل الوزاري، لكن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت غضبا كبيرا في الشارع، ما دفعه لتغيير رأيه، وبدأ ينظر جديا لهذا الأمر".
وتابعت الصحيفة أن "استطلاعات الرأي الشاملة التي قدمت نتائجها للقصر الرئاسي، أظهرت التدهور الكبير الذي يشهده الحزب والذي تمثل في فقده كثيرا من أصوات مَن شملتهم تلك الاستطلاعات، وكان هذا كفيلًا بإقناع أردوغان بضرورة إجراء تعديل وزاري لكسر حدة الغضب بالشارع".
الصحيفة اكتفت بالإشارة إلى أن التعديل المرتقب سيشمل 4 وزارات، وسيكون في تاريخ أقصاه شهر أبريل/نيسان المقبل، دون تقديم أي تفاصيل عن هذه الوزارات.
وكشف استطلاع أجراه حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حول إجراء تغيير وزاري، عن أن أغلبية الأتراك يرغبون في أن يكون وزير الخزانة والمالية براءت ألبيرق، صهر الرئيس أردوغان، ضمن أول الخارجين من الحكومة.
جاء ذلك بحسب وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن الاستطلاع الذي أجراه الحزب كان شاملًا، وتضمن مواضيع عدة.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن التغيير الوزاري المحتمل دون إبعاد ألبيرق عن وزارة الخزانة والمالية، لن يحمل أهمية كبيرة بالنسبة للرأي العام التركي، ولا سيما ناخبو الحزب الحاكم.
النتائج ذاتها كشفت عن أن أغلب المواطنين يعربون عن استغرابهم من إبقاء أردوغان على صهره في منصبه رغم فشله في العودة بالاقتصاد إلى مساره الطبيعي، معتبرين هذا الأمر "غير أخلاقي".
ولفتت المصادر إلى أن نتائج هذا الاستطلاع الذي لم تكشف عن تفاصيله أو نسبة المشاركين فيه، شكلت صدمة كبيرة لأردوغان وصهره، وستكون سببا في حالة من الجدل من المحتمل أن تشهدها أروقة الحزب الحاكم خلال الفترة المقبلة".
وأوضحت كذلك أن الزيارات التي بدأها ألبيرق مؤخرا للولايات التركية المختلفة تحت شعار "التغيير يبدأ من أجل تركيا"، تسببت في حالة كبيرة من الاستياء داخل العدالة والتنمية.
وعن سبب الاستياء، ذكرت مصادر داخل الحزب أن الوزير يسعى من خلال هذه الزيارات للدعاية لنفسه وتلميعها ليصبح هو "الزعيم" خليفة أردوغان.
وفي 23 يوليو/تموز الماضي، كشفت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسات بحثية تركية عن حصول الوزير ألبيرق على لقب "الأكثر فشلًا" في الحكومة.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، آنذاك، أجرت الاستطلاع مؤسسة "بيار" للأبحاث حول نظرة المواطنين للحكومة.
وبحسب نتائج الاستطلاع، حصل الوزير ألبيرق على لقب "الأكثر فشلًا" بنسبة 88.2% من أصوات المشاركين في الاستطلاع، مقابل 2.1% فقط رأوا أنه "موفق"، و9.3% قالوا إنهم ليست لديهم فكرة.