معارض تركي: رائحة التعذيب تفوح من سجون أردوغان
في تركيا الجميع متساوون في التعذيب فقط، حيث هناك وقائع منتشرة بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد.
قال معارض تركي بارز، إن جميع سجون بلاده تشهد وقائع تعذيب، مؤكدا أن "رائحة التعذيب تفوح من كل السجون".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، الأحد، سزغين طانري قولو، نائب مدينة إسطنبول بالبرلمان عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "غزته دوفار".
وأوضح طانري قولو، وهو أيضا نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان: "في فترة انقلاب 12 سبتمبر/أيلول 1980 كانت وقائع التعذيب والمعاملة السيئة ضد المعتقلين تتمركز في سجون ماتريس، بإسطنبول، وماماك بأنقرة، فضلا عن سجن ديار بكر؛ لكن الآن جميع سجون تركيا البالغ عددها 355 سجنًا تشهد عمليات تعذيب".
- لردع انتهاكات تركيا.. اتفاق ثلاثي لإقامة خط للغاز في المتوسط
- أردوغان يمرر "موازنة العجز" والإحباط يسيطر على الأتراك
وأضاف "أمامنا الآن نظام ينفذ عمليات التعذيب بشكل ممنهج"، مؤكدًا أن السلطات التركية لا تفرق بين أي تيارات معارضة.
وأردف طانري قولو "الجميع يتعرضون للتعذيب، أنصار (رجل الدين) فتح الله غولن، والأكراد، واليساريين… في تركيا الجميع متساوٍ، ولكن في التعذيب فقط. اليوم هناك وقائع تعذيب منتشرة بشكل غير مسبوق في تاريخ تركيا، لم يسبق أن ضمت سجون تركيا 11 ألف امرأة".
وأفاد بأن السجون التركية تضم 280 ألف معتقل، بينما الطاقة الاستيعابية القصوى لها 220 ألف فقط بزيادة 60 ألفا، مشيرًا إلى أن هناك سجونا طاقتها الاستيعابية 5 آلاف فقط، ولكنها تضم 10 آلاف سجين.
وبين طانري قولو أن "انتهاكات حقوق الإنسان يمكن التصدي لها من خلال 6 آليات رئيسية تتمثل في القضاء والإعلام ومنظمات المجتمع المدني والبرلمان والأكاديميين والمؤسسات الدولية مع الرأي العام.
وشدد على أن تركيا لم يعد بها أية آلية من هذه الآليات، لذلك فإن "ضمائرنا تحتم علينا أن نتصدى لانتهاكات حقوق الإنسان بالسجون".
تصريحات طانري قولو تأتي بعد كشف المعارض التركي عمر فاروق جَرْجَرْلي أوغلو، النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، عن واقعة تعذيب جديدة داخل مديرية أمن أنقرة.
وقال جَرْجَرْلي أوغلو، في تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع "توتير" الخميس الماضي، إن موظفين سابقين بوزارة العدل تعرضوا للاعتقال، والتعذيب والضرب المبرح عرايا داخل مديرية أمن العاصمة.
وفي تغريدة أخرى، أكد المعارض الكردي أن قيادية بحزب الشعوب الديمقراطي تدعى أمينة أصلان آيدوغان تبلغ من العمر 65 عامًا، كان نظام أردوغان قد اعتقلها في وقت سابق لأسباب سياسية، لقيت حتفها بالسجن لعدم وجود الرعاية الصحية.
ومؤخرا اعتقل الأمن التركي عددا من رؤساء البلديات المحسوبين على حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، بتهمة التعاون وتقديم الدعم لحزب العمال الكردستاني المدرج من قبل أنقرة على قوائم الإرهاب، فيما وضعت الوصاية على 32 بلدية للحزب من أصل 69 بلدية.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن وقائع تعذيب في مديرية أمن أنقرة وخصوصا لموظفين سابقين.
ففي نوفمبر/تشرين ثانٍ الماضي ظهرت أدلة على تعرض 77 من المعتقلين بتهمة الانتماء لجماعة رجل الدين غولن للتعذيب في مديرية أمن أنقرة، بعدما قالت تقارير في يوليو/تموز الماضي إن 100 دبلوماسي سابق مفصولين من العمل بنفس التهمة تعرضوا للتعذيب في المديرية على يد عناصر من جهاز الاستخبارات.
وازداد عدد المعتقلين في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز المزعومة 2016، حيث نفذت السلطات حملة أمنية واسعة أسفرت عن اعتقال وفصل الآلاف من المدنيين والعسكريين بتهمة المشاركة فيها.
ويزعم أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية"، أن غولن متهم بتدبير المحاولة الانقلابية، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، فيما ترد المعارضة التركية أن أحداث ليلة 15 يوليو/تموز كانت "انقلاباً مدبراً" لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذريعة الاتصال بجماعة غولن.
وفي 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عن أن عدد من تم فصلهم من التشكيلات الأمنية المختلفة بوزارة الداخلية، منذ العام 2013 لما بعد محاولة الانقلاب المزعومة عام 2016، بلغ 33 ألف شخص، بزعم صلتهم بغولن.
ويوم 10 مارس/آذار الماضي، كشف الوزير ذاته، عن توقيف 511 ألف شخص، اعتقل منهم 30 ألفا و821، في إطار العمليات التي استهدفت جماعة غولن، وحزب العمال الكردستاني، منذ المحاولة الانقلابية المزعومة.
كما أنه في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن صويلو أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفا و239 شخصا، بينهم أكثر من 52 ألفا فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.
وفضلا عن هذه الأرقام ذكر تقرير نشرته وكالة "رويترز" أنه منذ المحاولة الانقلابية وحتى الآن تم اعتقال أكثر من 77 ألف شخص، وفصل 150 ألف موظف عمومي وعسكري من وظائفهم بزعم صلتهم بغولن.
يذكر أن المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى جانب المنظمات المحلية المعنية بحقوق الإنسان في تركيا كشفت عبر تقارير موثقة عن انتهاكات حكومة أردوغان في مجال حقوق الإنسان، خاصةً في إطار تحقيقات الانقلاب المزعوم.
وفي وقت سابق، أكد فريق الاحتجاز التعسفي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، عدم قانونية الاعتقالات التي يقوم بها نظام أردوغان، ضد آلاف الأشخاص لمجرد استخدامهم تطبيق "بايلوك".
وحظرت تركيا التطبيق المذكور بعد محاولة الانقلاب المزعومة، مبررة ذلك بقولها إن أنصار غولن، "استخدموه مساء يوم 15 يوليو/تموز 2016 للتواصل فيما بينهم عندما حاولت مجموعة من الجنود الإطاحة بالحكومة، وقتلوا نحو 250 شخصًا".