المعارضة التركية: محاولات أردوغان لإخضاع المحامين تشبث بالسلطة
المعارضة التركية تؤكد أن أن "الحكومة وشركاءها يريدون التدخل في نظام انتخابات النقابات، لتوطيد أقدام حزبهم وشركائهم بكل ركن بالدولة".
واصلت المعارضة التركية، الأربعاء، هجومها على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، جراء سياساته المختلفة التي زجت بالبلاد في أوضاع متردية على كافة الأصعدة، فضلا عن ممارساته القمعية ضد المحامين الرافضين لتدخله في شؤونهم.
وقالت رئيسة حزب "الخير" المعارض، ميرال آكشينار، إنها كانت تعلم جيدًا أن نقابات المحامين لن تخضع لسياسات السلطة، في إشارة منها لـ"مسيرة الدفاع" التي نظمتها النقابات؛ رفضًا لمساعي أردوغان الرامية للسيطرة على المحامين، وجعلهم تحت سيطرته.
وأضافت آكشينار، في تصريحات أدلت بها خلال كلمة لها أمام كتلتها النيابية بالبرلمان، أنها تعلم جيدًا أن المحاميين سيعترضون على سياسات السلطة، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" المعارضة، الأربعاء،
- تدهور جديد بشعبية حزب أردوغان.. واتهامات بقمع المحامين
- اتحاد القضاة يدعم عدم مشاركة المحامين بـ"حفل أردوغان"
وشهدت تركيا خلال الأيام القليلة الماضية، مصادمات بين الشرطة ورؤساء نقابات المحامين الفرعية، حيث منعتهم قوات الأمن من الدخول للعاصمة أنقرة، حسبما كان مقررًا من قبل لتنظيم مسيرة للتنديد بتدخلات النظام.
ووفق تقارير محلية فإن نظام أردوغان يسعى لتغيير النظام الانتخابي لمسؤولي نقابة المحامين إلى نظام التمثيل النسبي وقد تسمح التعديلات بتشكيل نقابات متنافسة في المدن.
وفي النظام الحالي للتمثيل النسبي، ترسل النقابات عددًا من المندوبين إلى الاتحاد المركزي لنقابات المحامين التركية وفقًا لعدد المحامين الذين تمثلهم.
وأكدت آكشينار، التي تشتهر باسم المرأة الحديدية، على أن "الدفاع أحد أركان القضاء الثلاثة التي لا غنى عنها ولا يمكن الفصل بينها"، مشيرة إلى أن "الحكومة وشركاءها يريدون التدخل في نظام انتخابات النقابات، لتوطيد أقدام حزبهم وشركائهم في كل ركن بالدولة".
وأضافت: "أشكر رؤساء نقابات المحامين الحكماء الذين يحافظون على مفهوم الديمقراطية، ولم ينجرفوا وراء سياسات السلطة، لقد أثبتوا لنا أنهم يستحقون ثقتنا فيهم".
في إطار الانتقادات ذاتها، قال تمل قره ملا أوغلو، رئيس حزب "السعادة" المعارض، إن الحكومة التركية "لا تستطيع إدارة الدولة وأن زمام الأمور فلت من بين أيديها".
وتابع المعارض التركي في مؤتمر صحفي عقده، الأربعاء بمقر حزبه في أنقرة، "السلطة الحاكمة لا تستطيع إدارة البلاد، وعدم إدراكها لهذا، سيضرها أولًا، ومن ثم يضر بالدولة. فإذا خاف الإنسان أو لم يخف من الموت، فأجله قادم لامحال».
وأضاف قائلًا: "التاريخ سيدون كل ما سيحدث، نعم قد يكون أحيانًا التاريخ مزيفًا، ولكن حتمًا سيدون التاريخ الحقيقة، فليس هناك هروبً من هذا، وإن هربتم، فسلالتكم ستكون شاهدة على ما فعلتوه".
كما انتقد ملا أوغلو الحكومة بسبب السيول التي ضربت ولاية بورصة (غرب)، وغيرها من المدن الأخرى، وتسببت في خسائر عديدة ما بين بشرية واقتصادية.
وأوضح أن "تقاعس النظام وعدم اتخاذه التدابير الاحتياطية اللازمة كان له بالغ الأثر في حدوث هذه الأضرار".
وتعليقًا على قمع المحامين، أعرب ملا أوغلو عن استيائه الشديد من تلك الممارسات، مؤكدًا أن "تنظيم المسيرات السلمية والتعبير عن الرأي حق دستوري لكل المواطنين".
كما لفت إلى أن "عرقلة السلطة لمسيرة الدفاع ينبع من أنها تسلك كل الطرق حتى تبقى في السلطة"، مضيفًا: "فليفعلوا ما يريدون، فالضرر الذي يتسببون به للآخرين سينقلب يومًا ما عليهم، وسيطالهم بالتأكيد".
بدوره، انتقد أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، تواطؤ أردوغان مع رئيس حزب "الوطن" التركي، دوغو برينجك، مشيرًا إلى أن "السلطة أظهرت برينجك للجمهور كما لو كان شريكًا في السلطة، وهذا يؤكد أن هناك صفقة تحدث من خلف الستار".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المعارض التركي والرئيس السابق للحزب الحاكم قبل انشقاقه عنه، خلال مقابلة له مع قناة «فوكس تي في»، الأربعاء.
كما تناول داود أوغلو ازدواجية النظام الحاكم في تعامله مع مصطلح "القومية" الذي دأب على ترديده في الفترة الأخيرة بشكل كبير.
وأكد على أن "الدولة تستخدم هذا المفهوم حينما يتعلق الأمر بأعمالها، وحينما اسمع هذا المصطلح من فم وزير أو رئيس خلال هذه الأيام تساورني القلق وأعرف أن هناك ما يريدون التستر عليه".
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA== جزيرة ام اند امز