التغريد بعد منتصف الليل.. عادة رقمية تهدد الهدوء النفسي

حذّرت دراسة جديدة من جامعة بريستول من أن استخدام منصة "إكس" (تويتر سابقًا) خلال ساعات الليل قد يكون له تأثير سلبي على الصحة النفسية.
وكشفت عن أن النشر الليلي على المنصة يرتبط بتراجع في مستوى الرفاه النفسي يوازي في أثره ممارسات مثل الإفراط في شرب الكحول أو تعاطي الماريغوانا.
ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة "ساينتفيك ريبورتيز"، فإن التغريد المستمر طوال الليل يفسر نحو 2% من التغير في الحالة النفسية للمشاركين في الدراسة، وهي نسبة وُصفت بأنها ذات دلالة مماثلة لأنشطة معروفة بتأثيرها السلبي على الصحة العقلية.
ويرى الباحثون أن التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الليل يُعطّل النوم ويقلل جودته وكميته، ما ينعكس سلبًا على التوازن النفسي والعاطفي.
كما أظهرت النتائج علاقة أضعف نسبيًا بين التغريد الليلي وأعراض الاكتئاب والقلق، إلا أن هذه العلاقة أصبحت أوضح عند تحليل البيانات بحسب الفئة العمرية والجنس.
وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة "YouGov " عام 2022، فإن 74% من البالغين في المملكة المتحدة يحتفظون بهواتفهم في غرف نومهم ليلاً، بينما 26% منهم يعترفون بأنهم يفحصون هواتفهم إذا استيقظوا أثناء الليل.
دعوات لتقنين استخدام وسائل التواصل ليلًا
تدعم نتائج الدراسة الدعوات إلى وضع إرشادات وتنظيمات أكثر وضوحًا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال الليل. فبعض المنصات بدأت بالفعل بخطوات في هذا الاتجاه، مثل تطبيق تيك توك الذي أطلق مؤخرًا أداة تُعرف باسم " Wind Down"، تُظهر للمستخدمين مقاطع مهدئة لثنيهم عن التصفح الليلي المستمر.
وقال الباحث الرئيسي دانييل جوينسون، من جامعة بريستول: "غالبًا ما يُنظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمفهوم واحد، لكن تأثيرها على الصحة النفسية يعتمد على ما يفعله المستخدم تحديدًا على هذه المنصات. دراستنا تسلط الضوء على الضرر المحتمل لسلوك محدد للغاية: النشر الليلي للمحتوى".
وأضاف جوينسون أن مثل هذه الأبحاث يمكن أن تساعد في توجيه السياسات والتشريعات للحد من الاستخدام الضار لوسائل التواصل، مع تعزيز الممارسات الإيجابية، مشيرا إلى أن استخدام بيانات حقيقية من المنصات الاجتماعية يتيح فهمًا أعمق للعلاقة بين السلوك الرقمي والصحة النفسية.
بيانات فريدة من مستخدمي "تويتر"
اعتمدت الدراسة على بيانات طويلة الأمد لـ 310 بالغين (تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا فأكثر) ضمن مشروع "أطفال التسعينيات"، حيث وافق المشاركون على مشاركة بياناتهم من منصة تويتر، شملت أكثر من 18 ألف تغريدة. وتم تقييم صحتهم النفسية باستخدام استبيانات معيارية، منها مقياس SMFQ للمشاعر والمزاج.
وركز الباحثون على التغريدات المنشورة خلال أسبوعين من إجراء التقييمات النفسية لضمان دقة الارتباط بين النشاط الليلي والحالة الذهنية.
وأشار الفريق إلى أن غالبية المشاركين كانوا من النساء ومن ذوي البشرة البيضاء، وأن جمع البيانات تم خلال فترة جائحة كوفيد-19، وهي مرحلة استثنائية أثّرت على أنماط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية على حد سواء.
ويخطط الباحثون الآن لدراسة أعمق حول كيفية ارتباط أنماط التعبير العاطفي والتفاعل الاجتماعي على الإنترنت بالصحة النفسية والرفاه العام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز