تفجيران انتحاريان ورئيس يصارع المرض.. يوم عصيب لتونس
تونس شهدت أحداثا دامية، الخميس، كان أبرزها تفجيران انتحاريان بوسط العاصمة وشائعة وفاة الرئيس السبسي وجلسة طارئة للبرلمان.
تفجيران انتحاريان متتاليان يهزان قلب العاصمة التونسية، ويسفران عن مقتل شرطي وإصابة 6 آخرين، ويعيدان إلى الواجهة الحرب التي تخوضها البلاد منذ سنوات ضد الإرهاب.
- تونسيون يهتفون من موقع التفجيرات: الإخوان إرهابيون
- إدانات منددة بتفجيرات تونس ودعوات للتكاتف ضد الإرهاب
وبالتزامن مع التفجيرين، تنطلق شائعات وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي بقوة أيضاً، وسط نفي قاطع من قبل سعيدة قراش، المتحدثة باسم الرئاسة.
يوم دامٍ في تونس، امتزجت فيه صيحات الهلع في شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة، على بعد أمتار قليلة من السفارة الفرنسية، بهتافات مواطنين احتشدوا قرب موقع التفجير، رافعين شعارات تهتف ضد الإخوان.
تفجيرات العاصمة
وشهدت وسط العاصمة تونس، الخميس، تفجيرين أسفرا عن مقتل شرطي وإصابة آخرين، فيما أحبطت قوات الجيش عملية إرهابية ثالثة جنوبي البلاد.
واستهدف التفجير الأول سيارة تابعة للأمن التونسي في شارع الحبيب بورقيبة قرب السفارة الفرنسية.
كما وقع تفجير ثانٍ قرب مقر مكافحة الإرهاب بمنطقة القرجاني في تونس العاصمة، دون الإعلان عن ضحايا حتى الساعة 10:40ت.غ.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع التونسية إن الجيش تصدى لمحاولة إرهابية ثالثة كانت تستهدف محطة الإرسال بجبل عرباطة في محافظة قفصة جنوبي البلاد.
وطوقت الشرطة مكان العمليات الإرهابية، ووصلت تعزيزات أمنية مكثفة إلى المنافذ التي تفتح على شارع الحبيب بورقيبة وتم إغلاقه.
الإخوان، هذه القصة القاتمة التي ألقت بظلالها على أمن تونس، وهذا الفرع المدثر بعباءة مدنية زائفة، محاولاً الالتفاف على النمط المجتمعي للتونسيين وعلى مقاليد حكمهم، باتت اليوم مفضوحة بالنسبة لشق واسع من الرأي العام المحلي.
وقالت الداخلية التونسية إن شرطياً تونسياً قتل بأحد التفجيرات وأصيب 6 آخرون بينهم 3 شرطيين في حصيلة أولية للعمليات الإرهابية في تفجير شارع الحبيب بورقيبة ومنطقة القرجاني.
مظاهرات غاضبة
وشهد مكان واقعة التفجير الانتحاري بشارع الحبيب بورقيبة، مظاهرة غاضبة من التونسيين، للتنديد بحركة النهضة الإخوانية وتحمل زعيمها راشد الغنوشي، مسؤولية العمليات الإرهابية.
ردد الموجودون بالمنطقة التي وقع بها التفجير قرب السفارة الفرنسية هتافات منددة بالحركة ودورها المشبوه والمساند للإرهاب.
ومن أبرز الشعارات التي جرى ترديدها "يا غنوشي يا سفاح يا قتّال الأرواح"، و"تونس تونس حرة حرة والإرهاب على برّه".
كما هتفوا "لا لتأجيل الانتخابات"، في إشارة إلى تورط حركة النهضة في مثل هذه الممارسات الإرهابية لاستثمارها في تأجيل الانتخابات، وفق قانون الطوارئ، بعد انحدار شعبيتها إلى أدنى المستويات.
شعارات التونسيين تلقي بمسؤولية الإرهاب على الإخوان الذين فتحوا البلاد، أيام حكمهم عقب احتجاجات 2011، أمام دعاة التطرف والتشدد، وفتحوا الحدود أمام شبكات تسفير الشباب للقتال في ليبيا وسوريا.
التونسيون، أو سوادهم الأعظم، يدركون أن الانتحاري الذي فجر نفسه قرب دورية أمنية بقلب العاصمة، أو الثاني الذي فجر نفسه بمدخل ثكنة عسكرية غير بعيد منها، قد يكون أحد الإرهابيين العائدين من القتال في بؤر التوتر، ممن لم يجدوا أي قانون لمحاسبتهم أو على الأقل لمراقبتهم.
قد يكون الانتحاريان من هؤلاء الذين عادوا لنفث سموم تطرفهم في بلدهم الذي يشارك الإخوان في حكمه، ويهيمنون فيه على البرلمان، فيصادقون على ما يخدم مصالحهم الحزبية، ويجهضون ما لا يتماشى مع أجندتهم الإرهابية.
محللون وخبراء نعوا، اليوم، السياحة التونسية التي بدأ موسمها؛ حيث عادت وفود السياح الأجانب لتحط رحالها بالبلاد، وبدأت مؤشرات القطاع تتحسن بعد تداعيات هجمات إرهابية سابقة.
السبسي وشائعات الوفاة
تقرير إعلامي أشعل فتيل شائعات هائلة التهمت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حول وفاة السبسي.
وبتداول الخبر على نطاق واسع، بدأت التكهنات والتحليلات الخاطئة، وأطلق الفضوليون العنان لسيناريوهات، بينها ما يؤكد وفاة الرئيس منذ البارحة، وبينها ما يتحدث عن انقلاب محتمل.
غير أن المتحدثة باسم الرئاسة التونسية، سعيدة قراش، سرعان ما حسمت موجة الشائعات، مؤكدة أن السبسي يتلقى العلاج بالمستشفى العسكري بالعاصمة، وأن صحته "مستقرة".
جلسة طارئة للبرلمان
من جانبه، عقد البرلمان جلسة طارئة على خلفية التفجيرين، وسط أنباء تفيد بأن نوابا معارضين اقترحوا إدراج موضوع صحة السبسي وشغور منصب الرئيس بأجندة الاجتماع، وهو ما تم رفضه من مكتب البرلمان الذي اعتبر ألا مبرر لمناقشة الموضوع طالما أن الرئيس تعرض لوعكة صحية لا غير.
وأكد محمد الناصر رئيس البرلمان التونسي بمناسبة الاجتماع، أن الحالة الصحية للرئيس السبسي مستقرة، وذلك حسب الاتصالات التي أجراها للاطمئنان على صحته.
ودعا الناصر إلى "مزيد من اليقظة للتصدي لهذه الآفة ودحر كل ما يُهدد أمن البلاد واستقرارها"، مؤكداً أن العمليات الإرهابية لن تزيد التونسيين إلا وحدة والتفافا حول الراية الوطنية ولن تثنيهم عن العزم على مواصلة مسار البناء الديمقراطي.