أسبوع فاصل.. هل يدخل باشاغا طرابلس سلميا؟
بعد يوم من إعلان فشل مشاورات تونس، كشفت حكومة الاستقرار بليبيا عن قرب دخولها العاصمة طرابلس لمباشرة مهامها.
تلك التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة، فتحي باشاغا، كانت إعلانًا عن بدء خريف سلفه عبدالحميد الدبيبة، إلا أنها كشفت عن "مخاوف" تنتظر العاصمة طرابلس، وخاصة إذا أصر الأخير على "تعنته" ورفض تسليم السلطة.
فرغم أن باشاغا لم يكشف خطته للدخول إلى طرابلس سلميا، فإن أطرافًا دولية تساند ما ذهب إليه المسؤول الليبي، رافضة الحل العسكري، ما يعطي انطباعاً بأن اتفاقًا ما قد أبرم، لاستلام حكومة الاستقرار، المقار الحكومية في طرابلس.
لماذا تؤجل الحكومة الليبية دخول طرابلس؟
اتفاق قد تؤيده الأيام القليلة المقبلة أو تنفيه، بحسب محللين ليبيين استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، وأكدوا أن الأسبوع الجاري قد يكون فاصلا، في "أزمة الحكومتين"، وخاصة أن شهر رمضان على الأبواب.
عد تنازلي
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن العد التنازلي لحكومة الدبيبة السابقة قد بدأ، مشيرًا إلى أن ما وصفه بمحاولات "شراء الذمم" بأموال الشعب لم تنجح.
لـ"منع الحرب".. مطالبات ليبية بتضامن دولي مع "حكومة باشاغا"
وأكد المحلل السياسي الليبي، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بعودة الحرب من جديد، خصوصا في ظل تطورات الأوضاع في أوكرانيا، مشيرًا إلى أنها ستضغط على الدبيبة من أجل التسليم بدون جر العاصمة طرابلس إلى القتال.
تصريحات المهدوي وافق عليها المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، مشيرًا إلى أن تصريحات باشاغا تعطي انطباعاً بأن الأخير إما توصل لاتفاق مباشر مع الدبيبة لاستلام المقار في طرابلس، أو أن هناك وعودا دولية حصل عليها، ودفعته لهذا التصريح.
خيار مستبعد
أما مسألة الكيفية، فأكد المحلل الليبي، أن الخيار العسكري بات مستبعدًا وإلا كان اللجوء له منذ البداية دون انتظار كل هذه المدة، مؤكدًا أن الدبيبة يبحث عن الخروج من المشهد دون ملاحقة قانونية ودون أن تفتح ملفات الفساد في حكومته.
بعد تسلم مقرات الشرق والجنوب الليبي.. هل يستسلم الدبيبة؟
وتابع: "في حال ضمان ذلك، فإن عملية التسليم ستنجز خصوصا مع الضغوطات التي تواجه الدبيبة بشكل خاص وحكومته بشكل عام"، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة السابقة ليس لديه أي خيار آخر؛ "فالرجل في كل يوم يخسر ورقة سياسية".
وحول الموقف الدولي، قال الأوجلي، إن هناك ضبابية في المشهد بالنسبة لدول الغرب؛ فالتصريحات والمواقف الأممية تتغير بشكل مفاجئ، إلا أنه أكد أن تلك المواقف قد تضع الدبيبة في مأزق حقيقي يدفعه للتنحي.
وأشار إلى أن "فشل" مشاورات تونس التي دعت إليها الأمم المتحدة، بعد رفضها من قبل البرلمان، قد يدفع المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز للتوافق مع مجلس النواب حول التعديل الدستوري الثاني عشر، ما سيقوي موقف باشاغا بكل تأكيد.
لا مؤشرات
من جانبه، قال جمال عامر الحقوقي والمحلل السياسي الليبي، إن باشاغا ووزراء حكومته لا زالوا مصرين على أنه سيدخل طرابلس سلمًا، إلا أنه لا توجد مؤشرات تؤكد على ذلك؛ فالطرف المقابل، لا زال "متعنتا" في تسليم الحكومة.
دفع للخروج من عنق الزجاجة.. هل تمنع "عراقيل" الدبيبة من حل أزمة ليبيا؟
وأكد المحلل الليبي، أنه مع رفض الدبيبة وإصرار باشاغا، تكون كل الخيارات قائمة، متوقعًا أن يكون الأسبوع الحالي، شاهدًا على مشهد تسليم وتسلم السلطة قبل رمضان.
وأشار إلى أن هناك جهودًا كبيرة من مصراتة لنزع فتيل الأزمة، مؤكدًا أنه لو لم يكن طرفا النزاع من هذه المدينة، لاندلع القتال من البداية.
مهادنة ومغازلة
وتوقع الحقوقي الليبي، أن تلعب المليشيات المسلحة دورا في ترجيح كفة باشاغا؛ مؤكدًا أن هناك اتصالات مع قادة المليشيات المسلحة لتجنب الحرب.
وحول موقف المجتمع الدولي، قال المحلل الليبي، إن الليبيين لم يعودوا يثقون في المجتمع الدولي أو تصريحاته، فلو أراد التسليم للحكومة الحالية لفعل منذ البداية، إلا أنه لا زال "يغازل" حكومة الدبيبة.
وأوضح عامر، أن المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز، تلتقي بالطرفين وتعطي كلا منهما مؤشرات على أن المجتمع الدولي يسانده، وهو ما زاد من إصرار الدبيبة على تعنته في تسليم السلطة.
aXA6IDMuMTI5LjE5NS4yNTQg جزيرة ام اند امز