إعصار «بوالوي» الكارثي في فيتنام.. قتلى ومئات آلاف المتضررين وخسائر بملايين الدولارات

الإعصار بوالوي يُخلّف دمارًا واسعًا في فيتنام، ويتسبب بمصرع 26 شخصًا وفقدان العشرات بعد فيضانات مفاجئة عطّلت العاصمة هانوي وشلّت البنى التحتية.
شهدت فيتنام خلال الأيام الماضية واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية هذا العام، بعد أن ضربها إعصار بوالوي موقِعًا 26 قتيلًا، ومخلّفًا أضرارًا جسيمة في البنية التحتية والسكان. الإعصار، الذي يُعد العاشر في البلاد منذ بداية العام، ترافق مع فيضانات مباغتة وأمطار غزيرة ورياح بلغت سرعتها 130 كيلومترًا في الساعة، ما أدى إلى حالة من الشلل في العاصمة هانوي وفقدان عشرات الأشخاص.
أضرار إعصار بوالوي في فيتنام
قال ماي فان خيام، مدير المركز الوطني للأرصاد الجوية المائية، في تصريحات صحفية يوم الثلاثاء، إن الإعصار الذي ضرب البلاد مساء الأحد 28 أيلول/سبتمبر 2025 استمر في اليابسة قرابة 12 ساعة، وهي مدة اعتُبرت "نادرة جدًا" لما رافقها من ظواهر جوية عنيفة. وأضاف أن بوالوي تسبب بمقتل 26 شخصًا حتى صباح الثلاثاء، بالإضافة إلى أكثر من 100 مصاب.
ووفقًا لوزارة البيئة، فقد تسببت العواصف أيضًا بفقدان أثر 30 شخصًا، من بينهم عدد من البحارة الذين أطاحت بهم التيارات القوية والرياح الشديدة بعيدًا عن سواحل شمال البلاد، التي شهدت زوبعة جديدة يوم الإثنين.
كما خلّف الإعصار دمارًا في أكثر من 136 ألف منزل، وأدى إلى احتجاز آلاف العائلات في مقاطعة ها تين الواقعة وسط البلاد. وذكرت الوزارة نفسها أن الإعصار ألحق أضرارًا مباشرة بـ 225 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الزراعية، فضلًا عن تسببه بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة.
الإعصار بوالوي يشل العاصمة هانوي
في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، قالت لي هونغ لوين، البالغة من العمر 62 عامًا والمقيمة في إقليم نغي ان: "لم أشهد إعصارًا بهذه الشدة منذ عقود. المياه غمرت منزلي وحديقتي بالكامل".
ومنذ مساء الإثنين، تساقطت أمطار غزيرة على العاصمة هانوي، ما تسبب بفيضانات شديدة أوقفت حركة السير تمامًا. وقالت تران تانه هوونغ، وهي من سكان المدينة: "كان مستوى المياه مرتفعًا لدرجة أنه بلغ أعلى دراجتي النارية، ولم أتمكن من التوجه إلى عملي صباحًا، كما تضررت دراجتي بشكل كبير".
ومع اقتراب بوالوي، قامت السلطات بإجلاء أكثر من 53 ألف شخص إلى مراكز طبية ومدارس تم تحويلها إلى ملاجئ مؤقتة، ضمن إجراءات احترازية مكثفة. وفي يوم الإثنين 29 أيلول/سبتمبر، تم إغلاق أربعة مطارات وطنية بالإضافة إلى جزء من الطريق السريع الوطني، كما تم إلغاء أو تأخير أكثر من 180 رحلة جوية.
وانقطعت الكهرباء في مناطق واسعة من إقليمي نغي ان وها تينه، المعروفَين بوجود مصانع الصلب، فيما أغلقت المدارس أبوابها في المناطق المتضررة من الإعصار.
"بوالوي" يجبر السلطات على إجلاء عشرات الآلاف
الإعصار بوالوي هو العاصفة العاشرة التي تضرب فيتنام منذ بداية عام 2025. ويُذكر أن البلاد تشهد عادةً ما يصل إلى عشر عواصف قوية سنويًا، لكن خبراء الأرصاد الجوية حذّروا من احتمال حدوث عاصفتين أو ثلاث إضافيتين قبل نهاية العام.
وخلال الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني وحتى أغسطس/آب 2025، سُجّلت في فيتنام حالات وفاة أو فقدان لـ175 شخصًا جراء كوارث طبيعية، وفق بيانات المكتب العام للإحصاءات، الذي قدّر الخسائر الاقتصادية بحوالي 371 مليون دولار، وهو ما يمثل قرابة ثلاثة أضعاف حجم الأضرار في الفترة نفسها من عام 2024.
وتُظهر البيانات أيضًا أن إعصار ياغي، الذي ضرب البلاد في أيلول/سبتمبر 2024، كان من أكثر الأعاصير تدميرًا، حيث تسبب في مئات القتلى وأضرار قُدّرت بـ 3.3 مليارات دولار.
وقبل وصول بوالوي إلى فيتنام، كان قد مرّ على عدد من الجزر الصغيرة في وسط الفلبين، مودِيًا بحياة 37 شخصًا بحسب السلطات المحلية، التي أعلنت أيضًا عن إجلاء 400 ألف شخص تحسبًا لتأثيرات العاصفة.
وتتعرض الفلبين سنويًا لنحو 20 عاصفة أو إعصار، غالبًا ما تضرب المناطق الأشد فقرًا، في بلد يُعد من أكثر الدول عرضة لتبعات الكوارث الطبيعية. وجاء بوالوي بعد وقت قصير من إعصار راغاسا، الذي اجتاح شمال الفلبين وأسفر عن مقتل 14 شخصًا.
ويرى علماء أن التغير المناخي يسهم في زيادة تكرار وحدة الظواهر المناخية القصوى في مختلف أنحاء العالم، ويزيد من شدة تداعياتها على السكان والبيئة والاقتصاد.