في سواحل غرب أفريقيا.. أمريكا تبحث عن «مهبط» لمُسيراتها

أمريكا تبحث عن قواعد لطائراتها المُسيرة في غرب أفريقيا عقب سحب قواتها من دول أخرى بالمنطقة على خلفية انقلابات عسكرية.
وذكرت صحيفة "وول ستريت" أن واشنطن تجري محادثات أولية مع حكومات غانا وكوت ديفوار وبنين، وهي الدول الواقعة على المحيط الأطلسي، للسماح لطائرات الاستطلاع الأمريكية غير المسلحة باستخدام مطاراتها، لمواجهة تمدد التنظيمات الإرهابية.
وتواجه الدول الثلاث التي تتمتع باستقرار وازدهار نسبي، إلى جانب توغو، تهديدا من قبل التنظيمات المسلحة التي تتدفق جنوبا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.
وستسمح المسيرات الأمريكية بمراقبة تحركات المسلحين على طول الساحل وتقديم المشورة التكتيكية للقوات المحلية أثناء العمليات القتالية.
وتشير الجهود المبذولة لوضع قوات أمريكية في هذه الدول إلى أن واشنطن تعتقد أن مالي وبوركينا فاسو تغص بأعداد كبيرة من الإرهابيين، وأن النيجر، التي كانت، حتى انقلاب يوليو/ تموز الماضي، أقوى حليف للولايات المتحدة.
وفي المنطقة، باتت لا يمكن الاعتماد عليها.
مقترح أمريكي
وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأفارقة اقترحت واشنطن، بحسب الصحيفة، نشر الطائرات المسيرة في قاعدة تامالي للقوات الجوية في غانا، على مقربة من حدود بوركينا فاسو.
وهناك ثلاثة مطارات في كوت ديفوار قيد المناقشة، وفقا لمسؤول في الاستخبارات الأمريكية.
وفي بنين، تضع الولايات المتحدة عينها على باراكو، وهي بلدة بعيدة عن حدود بوركينا فاسو لتوفير منطقة عازلة من الهجمات البرية للإرهابيين.
ويمكن للطائرات بدون طيار أيضا توفير معلومات جوية عن القراصنة العاملين في خليج غينيا.
ونقلت الصحيفة عن ضابط عسكري كبير في بنين قوله إن السلطات "ليس لديها أي اعتراض على استخدام الولايات المتحدة لمطار باراكو، لكنها لا تزال في حاجة إلى وضع التفاصيل إذا تلقت طلبا أمريكيا رسميا".
كما يتمركز جنود القوات الخاصة الأمريكية في بنين لتقديم المشورة لقوات الكوماندوز المحلية بشأن مهام مكافحة الإرهاب وتوفير المعلومات الاستخبارية عن أنشطة المتمردين، بحسب التقرير.
ويأمل الدبلوماسيون الأمريكيون أن يتمكنوا من إقناع المجلس العسكري النيجري بتسريع عودة الحكومة المنتخبة، وهي خطوة من المرجح أن تسمح باستئناف المساعدات العسكرية الأمريكية.
لكن الولايات المتحدة تركز، في الوقت نفسه، جهودها العسكرية على الساحل.
وفي هذا الصدد، ذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحيفة أنه "من المحتمل أن نعيد توجيه بعض المساعدات الأمنية التي كنا سنقدمها إلى النيجر وإلى غرب أفريقيا الساحلي".
مركز عالمي للإرهاب؟
ووفق التقرير فإن أفريقيا، من الصومال وموزمبيق إلى الكونغو الديمقراطية ومنطقة الساحل، تحولت في الوقت الراهن إلى مركز عالمي للإرهابيين.
ويرى القادة العسكريون الأمريكيون والأفارقة أن التهديد الأكبر في غرب أفريقيا يأتي من جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن موجة الانقلابات العسكرية بدول أفريقيا زادت الوضع تعقيدا في البلدان الأكثر عنفًا في منطقة الساحل.
ففي مالي أطاح الجيش بالرئيس المدني في أغسطس/آب 2020، ثم بخليفته في مايو/أيار من العام التالي.
وفي بوركينا فاسو أطاح الجيش بالحاكم العسكري، الذي وصل إلى السلطة في يناير/كانون الثاني 2022، في انقلاب ثان بعد ثمانية أشهر فقط.
كذلك قام الحرس الرئاسي في النيجر بالإطاحة بالرئيس محمد بازوم، الحليف الوثيق لواشنطن والذي لا يزال مسجونا مع عائلته بمقر إقامته الرسمي في العاصمة نيامي، بعد أكثر من خمسة أشهر من الانقلاب.
وأمرت الأنظمة العسكرية الثلاثة القوات الفرنسية، التي كانت تقود الرد العسكري الغربي في المنطقة، بالانسحاب من أراضيها، وعقد قادة هذه الدول محادثات مع روسيا من أجل إقامة تعاون عسكري أوثق.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA== جزيرة ام اند امز