المساعدات الإماراتية لليمن في 2023.. عطاء لا ينقطع
في مقابل آلة الخراب الحوثية باليمن، كانت الإمارات تضمد جراحات اليمنيين بمشروعات خدمية وتنموية في المحافظات المحررة.
وخلال 2023 نفذت الإمارات العديد من المشاريع الحيوية، في مختلف القطاعات الخدمية، وكانت زيارة السفير الإماراتي لدى اليمن محمد الزعابي إلى العاصمة المؤقتة اليمنية عدن مؤخرا تتويجا لعام مليء بالدعم الإماراتي لليمن.
2023 بدأ بتعهدات إماراتية خلال مؤتمر المانحين الذي استضافته السويد في أواخر شهر فبراير/شباط الماضي بالتعاون مع الأمم المتحدة؛ لحشد الدعم لتغطية خطة الاستجابة الإنسانية للشعب اليمني للعام الجاري.
آنذاك، أعلنت وزيرة الدولة الإماراتية نورة الكعبي أن عام 2023 يجب أن يكون عام السلام في اليمن، وأكدت التزام الإمارات بدعم الشعب اليمني.
الكعبي قالت إن دولة الإمارات ستركز هذا العام على دعم مشاريع التعافي وإعادة التأهيل بمبلغ 325 مليون دولار أمريكي، تستهدف قطاعات الرعاية الصحية والطاقة المتجددة والزراعة، بما في ذلك مشروع كبير لبناء سد لأغراض الري.
وأشارت إلى أن الإمارات قدمت مساعدات إجمالية بقيمة 6.6 مليار دولار إلى اليمن منذ عام 2015، ووديعة بقيمة 300 مليون دولار؛ لدعم عملتها الوطنية.
اتفاقيات
قبل إعلان وزيرة الدولة الإماراتية نورة الكعبي التعهدات الإماراتية لدعم اليمن خلال عام 2023، سبقتها العديد المشاريع الحيوية، ففي بداية يناير/كانون ثاني شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، التوقيع على اتفاق لصيانة 21 منشأة مائية في محافظة شبوة.
ونص الاتفاق، الذي يهدف إلى حل مشكلة توفير مياه الشرب لأبناء المحافظة إحياء قطاع الزراعة الذي يعاني من الجفاف، على تمويل الإمارات لمشروع صيانة المنشآت المائية وفق الشروط والمواصفات والمخططات المتعلقة فيها خلال مدة لا تتجاوز 6 أشهر من تاريخ التوقيع على المشروع.
ويأتي هذا المشروع الذي يعد باكورة الدعم الإماراتي لمحافظة شبوة، استشعارا من دولة الإمارات للتخفيف من معاناة المواطنين وحل مشاكلهم في جانب توفير مياه الشرب وأيضاً مساعدتهم في الجانب الزراعي.
وخلال التوقيع عبر وزير الزراعة والري والثروة السمكية اليمني، اللواء سالم السقطري عن شكره للأشقاء في الإمارات على جهودهم المبذولة في دعم القطاع الزراعي لرفد السوق المحلي بمختلف المنتجات الزراعية طيلة فصول السنة، مؤكدا أن هذا المشروع الاستراتيجي يمثل دفعة قوية للقطاع الزراعي في المحافظة.
فيما أكد محافظ شبوة الشيخ عوض العولقي، حاجة المحافظة لتنفيذ مثل هذه المشاريع الاستراتيجية التي تلبي احتياجات المواطنين، مثمنا دعم الإمارات وجهودها المستمرة للارتقاء بمختلف القطاعات الخدمية والتنموية بالمحافظة.
وأشار العولقي إلى أن تمويل مثل هذا المشروع الاستراتيجي يؤكد حقيقة الإرادة الإماراتية لتحقيق مستقبل واعد في مجال تطور التنمية البشرية وفهمها لاحتياجات الناس وأولوياتهم الخدمية.
كهرباء لعدن وشبوة والمخا
وفي نفس الشهر، يناير/كانون ثاني شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين وزارة الكهرباء والطاقة في اليمن، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" لتزويد العاصمة المؤقتة عدن بمحطة طاقة شمسية بقدرة إجمالية 120 ميجا.
ووقع الاتفاقية من جانب اليمن وزير الكهرباء المهندس مانع بن يمين، والسلطة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن ممثلة بوزير الدولة محافظ العاصمة أحمد حامد لملس، ومن الجانب الإماراتي المهندس فواز المحرمي المدير التنفيذي لإدارة الطاقة النظيفة في الشركة بالإنابة عن محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”.
وتنص الاتفاقية على إنشاء محطة طاقة الشمسية بقدرة 120 ميغاوات في الساعة، كما تشمل الاتفاقية إنشاء خطوط النقل ومحطات تحويلية لنقل وتوزيع الطاقة التي ستولدها المحطة، بالإضافة إلى عدد من البنود الخاصة بالشروط والالتزامات بين الطرفين.
ويعتبر المشروع أول وأكبر مشروع استراتيجي لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في اليمن، والتي ستعمل على تقليل كُلفة توليد الكهرباء في ساعات النهار، وكذا الاحتياج للوقود الخاص بمحطات التوليد، كما سيسهم في الحفاظ على البيئة عبر التقليل من الانبعاثات الكربونية.
وأكد المهندس بن يمين عقب توقيع الاتفاقية أن أعمال المسوحات الخاصة بالمحطة قد بدأت فعليا منذ شهر، مشيرًا إلى أن جهوداً دؤوبة تُبذل لإنجاز المشروع في أقرب وقت ممكن.
من جانبه أكد لملس الأهمية الاستراتيجية للمشروع، مشيدا بالدعم اللامحدود الذي يقدمه الأشقاء في دولة الإمارات لإعادة تأهيل البنية التحتية في العاصمة المؤقتة عدن.
أما في شهر يوليو/تموز بحثت شركة مصدر للطاقة الإماراتية، الإجراءات الأولية لإنشاء محطة مركزية للكهرباء بمحافظة شبوة تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة 100 ميغاوات، وذلك مع وكيل محافظة شبوة أحمد الدغاري ووفد شركة ” ILF”.
ويعد هذا المشروع هو الثالث من نوعه الذي تقدمه دولة الإمارات، بعد مشروع محطتي عدن بقوة 120 ميغاوات، ومحطة المخا بقوة 15 ميغاوات، في ظل وضع دولة الإمارات حلولًا استراتيجية مستدامة في قطاع الكهرباء باليمن وذلك بعد سنوات من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وعرقلة جهود التنمية في البلاد.
أما في نوفمبر/تشرين الثاني فقد شهدت العاصمة المؤقتة عدن زيارة سفير دولة الإمارات لدى اليمن محمد الزعابي، تتويجا لكل تلك الجهود الإماراتية في دعم اليمني خدميا وتنمويا عبر مشاريع طموحة.
حيث اطلع السفير الزعابي خلال زيارته على سير عمل إنشاء محطة الطاقة الشمسية في العاصمة عدن كخطوة لتأكيد حرص دولة الإمارات على إنجاز المشروع الاستراتيجي الذي يجري تنفيذه.
وحسب تصريحات الجهات المسؤولة في وزارة الكهرباء اليمنية والسلطة المحلية بعدن فإن إنشاء محطة الطاقة الشمسية مشروع استراتيجي لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في بلادنا، إضافة إلى أنه يحقق جملة من الفوائد والنتائج الإيجابية في مجال وواقع الكهرباء والطاقة والبيئة.
مشروع سد حسان ومطار المخا
الزعابي تفقد أيضا أعمال إنشاء سد حسان في محافظة أبين الذي جرى الإعلان عنه من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي بدعم من دولة الإمارات، والذي يمثل مشروعا يقدم دفعة قوية للقطاع الزراعي، وللأمن الغذائي والمائي بصورة عامة.
ويهدف إنشاء مشروع سد وادي حسان إلى التحكم بالفيضانات وتنظيم الري للأراضي المستفيدة من الوادي، ويتضمن المشروع الممول من دولة الإمارات العربية سدا بسعة تخزينية قدرها 19,5 مليون متر مكعب، ويبلغ عدد المستفيدين من المشروع 13 ألف مستفيد كما سيعمل المشروع على تغذية 75 بئر مياه في عدن، وأبين ولحج.
ويمثل المشروع نقلة نوعية لتحسين الوضع الغذائي في الداخل وزيادة الصادرات الزراعية إلى الخارج، كما يعمل على زيادة إنتاج الثروة الزراعية والحيوانية وتغطية السوق المحلية، ويروي المشروع 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية ويستفيد منه 13 ألف أسرة بشكل مباشر.
إلى ذلك، كانت دولة الإمارات قد أعلنت مؤخرا عن بدء العمل في المرحلة الثالثة من مشروع مطار المخا في محافظة تعز وتشمل المرحلة توسعة مدرج المطار، ليكون قادرا على استيعاب الطائرات الكبيرة، حيث تتواصل أعمال المرحلة الثانية التي شملت بناء برج وصالة المسافرين.
ويعد إنشاء المطار نقلة نوعية ومحطة مهمة لمشروع جوي استراتيجي يجري تشييده منذ الحرب 2015 ويمثل شريانا جويا لخدمة سكان محافظتي تعز والحديدة والبوابة الـ6 لليمن بعد مطارات عدن وسيئون والريان والغيضة وعتق.
وحسب السلطة المحلية في تعز فإن مشروع مطار المخا الدولي يأتي ضمن خطة تحقيق التنمية في المديريات والمناطق المحررة بالساحل الغربي وتخفيف وطأة الحصار الحوثي على مدينة تعز، ويمثل المشروع نقلة نوعية في مجال الملاحة الجوية والنقل الجوي.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA=
جزيرة ام اند امز