"تليجراف" البريطانية: مسبار الأمل.. مهمة "إحياء العلم" في الشرق الأوسط
الإمارات تسعى إلى إطلاق "مسبار الأمل" في 15 يوليو، لتصبح الدولة الخامسة التي ترسل مركبة فضائية إلى كوكب المريخ.
قالت صحيفة بريطانية إن الإمارات تهدف لتجاوز مرحلة "ما بعد النفط" وتعزيز اقتصادها، والمضي قدما بإطلاق مهمتها الأولى إلى كوكب المريخ هذا الأسبوع.
وأضافت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن الإمارات تسعى إلى إطلاق "مسبار الأمل" في مهمتها الأولى إلى المريخ، لتصبح الدولة الخامسة التي ترسل مركبة فضائية إلى الكوكب الأحمر.
وسيشرع المسبار الذي تبلغ تكلفته 200 مليون دولار (155.9 مليون جنيه إسترليني) في رحلة تمتد 493 مليون كيلومتر (306 ملايين ميل)، لمدة 7 أشهر إلى الكوكب الأحمر لجمع البيانات حول أنماط الطقس المتغيرة.
ووفقا للصحيفة، يأمل المسؤولون الإماراتيون أن تساهم المهمة في إلهام "إحياء العلم" في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وبعد الإطلاق من قاعدة تانيجاشيما في الساعة 00:43 يوم الجمعة 17 يوليو بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات، الساعة 20:43 مساء الخميس 16 يوليو بتوقيت جرينتش، سيسافر المسبار بسرعة متوسطة تبلغ 121 ألف كم/ساعة، ثم يدور حول كوكب المريخ لمدة عام مريخي كامل، وهو ما يعادل 687 يومًا.
وقال سفير الإمارات لدى المملكة المتحدة، منصور أبوالهول، في تصريح للصحيفة، إن مهمة المريخ تمثل "البداية فقط".
وأضاف السفير أن "دولة الإمارات العربية المتحدة بصدد بناء صناعة محلية عالية التقنية، وسترسل بعثات تجارية وعلمية إلى الفضاء. وبحلول عام 2117، نهدف إلى إنشاء مستوطنة بشرية على كوكب المريخ".
وتابع: "ربما يبدو هذا خياليًا لدولة يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة. لكن الوصول إلى النجوم أمر حاسم لاستراتيجية التنمية الوطنية لدولة الإمارات. بدونه، لا يمكننا أن نأمل في بناء اقتصاد معرفي مزدهر في مرحلة ما بعد النفط يوفر فرصًا لجميع شبابنا".
وأشار أبوالهول إلى أن الإمارات تريد أن تكون لاعباً في "الصناعات المستقبلية" وكذلك في التمويل والسياحة والتجارة.
ولفت إلى أن استثمار الخليج في استكشاف الفضاء "قد غيّر بالفعل تصورات" الوظائف في مجال العلوم، حيث تضاعف حجم أقسام الفيزياء بالجامعات لتلبية الطلب المتزايد من الطلاب، إلى جانب إنشاء شهادات دراسية جديدة كاملة.
وأردف: "لقد شهدنا أعدادًا قياسية من الطلاب ينتقلون إلى دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات."
ومن المتوقع أن يصل المسبار إلى كوكب المريخ بحلول شهر فبراير/شباط المقبل، وعند وصوله هناك يهدف إلى تحديد "دورة النهار إلى الليل" الكاملة لتغيرات الطقس على الكوكب.
وسيجمع "مسبار الأمل" بيانات عن التغيرات في درجات الحرارة على سطح المريخ وغلافه الجوي، بالإضافة إلى مراقبة دورات بخار الماء ودورات الغبار ودورات السحب.
من جانبها، قالت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، إن الكثير من تحليل أنظمة الطقس في كوكب المريخ "تم ترجمته" إلى أجزاء محددة من الكوكب.
وأضافت الأميري وهي قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، في مقابلة مع الصحيفة: "لقد أعطتنا بعض الفهم لنظام الطقس وتعطينا المركبات المتجوّلة دورة الحياة اليومية".
وتابعت: "نظرًا لكون كوكب المريخ نظامًا ديناميكيًا عندما يتعلق الأمر بالطقس، فنحن بحاجة إلى سد هذه الفجوة المعرفية لفهم المستويات الدنيا من الغلاف الجوي للمريخ بشكل أفضل".
وأشارت إلى أن البيانات التي ستجمعها المهمة ستكون "مكملة" لدراسات أخرى على كوكب المريخ.
وسيحمل المسبار ثلاثة مكونات رئيسية؛ كاميرا رقمية تلتقط صورًا عالية الدقة للمريخ؛ "مطياف الأشعة تحت الحمراء" الذي يقيس توزيع الغبار وبخار الماء؛ ومطياف للأشعة فوق البنفسجية لقياس الأكسجين والهيدروجين.
وبدأ برنامج الفضاء الإماراتي في عام 2006 والمهمة الحالية هي نتيجة 6 سنوات من العمل من قبل الباحثين والعلماء.