الإمارات تحتفي باليوم العالمي للصحة النفسية.. «أسعد شعب» يجني الثمار

تحتفي دولة الإمارات، الجمعة، باليوم العالمي للصحة النفسية 2025، في وقت تواصل فيه جهودها ومبادراتها لتعزيز الصحة النفسية.
يأتي ذلك إيمانا منها بأن الصحة النفسية تعد ركيزة أساسية لمجتمعٍ متماسك ومزدهر.
جهود ومبادرات توجت بحصول الإمارات على المركز الأول عربيا و21 عالميا في تقرير السعادة العالمي الخاص بالعام الجاري 2025، الذي شمل 147 دولة.
ويعد اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يتم الاحتفال به في 10 أكتوبر/تشرين الأول، فرصة لإذكاء الوعي بقضايا الصحة النفسية وتعبئة الجهود من أجل دعم الصحة النفسية.
تحل تلك المناسبة فيما تواصل الإمارات جهودها لترسيخ الوعي المجتمعي بأن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، وأن السعي للحصول على الدعم النفسي يعكس وعي الفرد وقوة إرادته، ويشكل خطوة أساسية نحو تعزيز العافية الشخصية.
وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، تؤثر اضطرابات الصحة النفسية على واحد من كل أربعة أشخاص خلال مراحل حياتهم، مما دفع بالجهات الصحية في دولة الإمارات إلى اتخاذ خطوات استباقية لتأسيس منظومة متكاملة تقدم الدعم النفسي لجميع فئات المجتمع، بدءاً بالتوعية والوقاية المبكرة ومروراً بالتثقيف الصحي ووصولاً إلى إتاحة الخدمات العلاجية المتخصصة وتيسير الوصول إليها.
فعاليات احتفائية
وتملك دائرة الصحة – أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، تجربة ملهمة في تعزيز الوعي المجتمعي بالصحة النفسية.
واتخذت أبوظبي نهجا مبتكرا في تعزيز الصحة النفسية يشمل:
- دمج فحوصات الصحة النفسية ضمن خدمات الرعاية الأولية وإجراء تقييمات متخصصة للأمهات ضمن برنامج الزيارات المنزلية بعد الولادة.
- أطلقت أداة التقييم الذاتي للصحة النفسية عبر تطبيق "صحتنا"، المتاحة للبالغين من عمر 18 عاماً فما فوق، التي توفر للمستخدمين رؤى شاملة عن حالتهم النفسية، ونصائح عملية وشخصية لإدارة التحديات اليومية، وتحديد الحاجة لطلب الدعم المتخصص عند الضرورة.
ويضم قطاع الصحة النفسية في إمارة أبوظبي اليوم 143 منشأة، منها 13 منشأة متخصصة، يعمل بها أكثر من 640 خبيراً واختصاصياً، ما يضمن تقديم رعاية نفسية موثوقة ومبنية على الأدلة العلمية لجميع أفراد المجتمع.
في إطار جهودها لتعزيز الوعي المجتمعي بالصحة النفسية، بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية 2025، تستعد دائرة الصحة - أبوظبي لإطلاق فعالية تحت عنوان "كل عقل جميل" هذا الأسبوع في حديقة أم الإمارات، تهدف إلى إشراك المجتمع وإلهامه لتبني منظور شامل وواعٍ تجاه الصحة النفسية.
وتشمل الفعالية تجارب تفاعلية وورشات عمل تطبيقية وعروضاً إبداعية وجلسات حوارية توعوية، بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين والمؤثرين، بهدف تعزيز النقاش المجتمعي وتمكين الأفراد من رعاية أنفسهم ودعم من حولهم، مع التركيز على أن الصحة النفسية رحلة مجتمعية مشتركة تتعزز بالترابط والتعاطف والوعي الجماعي.
أيضا ضمن الفعاليات الاحتفائية بتلك المناسبة، نظمت هيئة تنمية المجتمع متمثلة في إدارة التنمية الأسرية- قسم البرامج الأسرية في دبي، فعالية توعوية في مركز حتا المجتمعي بالتعاون مع عيادة أمان للعافية، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار “المكان الذي تبدأ فيه رحلة التعافي”.
تهدف الفعالية إلى نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية في حياة الأفراد والأسر وتصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بها وإبراز أهمية العناية بالرفاه النفسي في البيئات التعليمية والمجتمعية.
وتخللت الفعالية جدارية تفاعلية عبّر من خلالها المشاركون عن رسائل إيجابية لأسرهم تعبيرا عن الامتنان والدعم النفسي المتبادل بين أفراد المجتمع إلى جانب فقرات تثقيفية وتكريم الفرق الفائزة.
وأكدت الهيئة أن الاهتمام بالصحة النفسية يشكّل محوراً أساسياً في برامجها المجتمعية ضمن عام المجتمع 2025 من خلال مبادرات تركز على التلاحم الأسري والرفاه النفسي للأفراد بما يرسّخ قيم العطاء والتكافل الإنساني في إمارة دبي.
أيضا بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، أطلقت مؤسسة "الإمارات للخدمات الصحية" طوال شهر أكتوبر الجاري، مبادرات وفعاليات في إطار شهر الصحة النفسية.
وأشاد مكتب "فخر الوطن"، بتلك الفعاليات باعتبارها نقلة نوعية في تعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ ثقافة الاهتمام بالصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من منظومة الصحة العامة.
وأوضح أن هذه الفعاليات تُسهم في توفير أدوات وقائية وعلاجية مبتكرة، وتدعم استقرار الأفراد النفسي والمهني، بما ينعكس إيجاباً على جودة حياتهم وإنتاجيتهم.
ولفت إلى أن هذه المبادرات الوطنية تعكس رؤية الإمارات وقيادتها الرشيدة في بناء مجتمع أكثر تماسكا وتوازنا، وتُجسد مكانة الإمارات نموذجا عالميا في تطوير خدمات نوعية تُعنى بالإنسان أولا.
تجربة ملهمة
تواصل دولة الإمارات جهودها في الارتقاء بمستوى خدمات الرعاية والصحة النفسية التي باتت جزءا لا يتجزأ من الصحة العامة وعاملا رئيسيا في رفاه المجتمع واستقراره وقدرة أبنائه على العطاء والإبداع والإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة.
وحققت الإمارات خلال السنوات الماضية قفزات نوعية في مجال توفير خدمات الصحة النفسية وسهولة الوصول إليها من قبل كافة شرائح المجتمع عبر مجموعة من الإجراءات والسياسات والمبادرات النوعية فضلا عن إطلاقها للسياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية والحلول الرقمية في هذا المجال.
وشكلت السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية التي اعتمدها مجلس الوزراء في مايو/أيار 2017 منطلقا لإعداد إطار وطني متعدد القطاعات لتعزيز الصحة النفسية وتطوير خدماتها ورفعها إلى أفضل المستويات العالمية وذلك وفق نظام فعال يعمل بالشراكة مع الجهات المعنية بتوفير الخدمات النفسية.
كما شهد القطاع الصحي صدور قانون الصحة النفسية رقم 10 لسنة 2023، وهو قانون يواكب التطور في توجهات ومفاهيم الصحة النفسية، يحدد لأول مرة حقوق المريض النفسي ويتضمن أحكام جديدة تضمن توفير الرعاية الصحية اللازمة له وفق أفضل المعايير وتعزز اندماج المريض النفسي في المجتمع وتقليل الآثار السلبية للاضطرابات النفسية في حياة الفرد والأسرة والمجتمع.
وضمن جهودها في هذا الصدد، أطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية فبراير/شباط الماضي 15 عيادة تخصصية للصحة النفسية ضمن مبادرة "معاً لجودة حياة نفسية" ضمن عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لها، والموزعة في 6 إمارات هي دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة.
يأتي إطلاق هذه العيادات، في إطار جهود المؤسسة المستمرة لتعزيز جودة الحياة ودعم الصحة النفسية لأفراد المجتمع، وبهدف توسيع نطاق خدمات الصحة النفسية وتطوير بنية تحتية متكاملة تتيح تقديم خدمات نفسية متخصصة وشاملة، تماشياً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031.
على صعيد ذي صلة، أعلنت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية مارس/آذار الماضي عن تخريج الدفعة الأولى من برنامج الزمالة "تدريب المدربين" في الطب النفسي للرعاية الأولية، الذي نظمته بالتعاون مع جامعة "كاليفورنيا في إرفين"، وذلك في خطوة بارزة ضمن جهودها لتعزيز دمج الصحة النفسية في منظومة الرعاية الصحية الأولية.
وبدأت المؤسسة بتدريب الدفعة الثانية من برنامج الزمالة "تدريب المدربين" في الطب النفسي للرعاية الأولية المتوقع تخرجها مع نهاية العام الحالي، ليصل العدد الإجمالي من الأطباء الإماراتيين الذين التحقوا بالبرنامج إلى 15 طبيباً، ما يعزز قدرتهم على تشخيص وإدارة الاضطرابات النفسية الشائعة، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات المزاج، ضمن بيئة الرعاية الأولية.
وتنال العناية بالصحة النفسية لمختلف فئات المجتمع اهتماما متصاعدا في دولة الإمارات التي شهدت مؤخرا تطبيق العديد من المبادرات في هذا الإطار.
كما تركز مختلف الخطط والإستراتيجيات لمختلف الجهات على تعزيز الصحة النفسية.
على سبيل المثال إستراتيجية وزارة الأسرة للأعوام 2025-2027 الهادفة إلى ترسيخ مكانة الأسرة الإماراتية محورا للتنمية المستدامة، وتعزيز استقرارها ورفاهها.
وتركز الاستراتيجية على توفير بيئة داعمة لتكوين الأسرة، عبر مبادرات تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية على الشباب، وتشجيعهم على الزواج، إلى جانب التوعية بالقيم الاجتماعية الإماراتية، وتعزيز الاستعداد للحياة الأسرية وتولي أهمية خاصة لدعم جودة حياة الوالدين والأطفال، من خلال تحسين الخدمات الصحية والنفسية.
أيضا أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، سبتمبر/ أيلول الماضي خطة وطنية متكاملة لدعم صحة كبار السن تشمل، الحملة التوعوية الوطنية لتعزيز صحة كبار السن تحت شعار "خلك قريب.. وجودك صحة ووقاية"، والتي تستمر لمدة شهر.
تهدف الحملة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الاكتشاف المبكر للتغيرات الجسدية الوظيفية أو الفسيولوجية والعقلية المرتبطة بالشيخوخة، وتوفير بيئة داعمة تسهم في الحد من العزلة الاجتماعية وتعمل على تعزيز الصحة النفسية، بالإضافة إلى ترسيخ دور الأسرة والمجتمع في رعاية كبار السن وصون كرامتهم، إلى جانب تشجيع الفحوصات الوقائية ونشر السلوكيات الصحية المستدامة.
أيضا تنال العناية بالصحة النفسية للموظفين اهتماما متصاعدا في دولة الإمارات التي شهدت مؤخرا تطبيق العديد من المبادرات في هذا الإطار بهدف تعزيز إيجابية بيئة العمل والارتقاء بقدرات وإنتاجية العاملين فيها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز