دولة الإمارات تشكل عاصمة السماحة والتسامح والكرامة في مشروعها الإنساني الجديد وفي عامها الجديد
الإمارات اليوم تمثل يقظة الشعوب المحبة للتسامح والتعايش والسلام، وتعكس طبيعة المودة التي اصطفاها القادة الإماراتيون لدى أبنائها وساكنيها وزائريها وروادها، تلك الآصرة الإنسانية تعمقت في ظل مفاهيم التسامح والتآزر والتفاني لولوج بوابة المستقبل وبناء الإنسان المعاصر، سدته المحبة وركيزته الأمانة، لينطلق نحو آفاق واسعة، وتتجذر بدخول عام جديد، عام المحبة والوئام عام المساواة ونشر المحبة والسماحة في العالم.
يرى القادة الإماراتيون أنه لن يجد التآخي المسيحي الإسلامي فرصته التاريخية في مختلف اللقاءات والحوارات البناءة مع البشرية ما لم يبدأ هذا التآخي من توحيد بيته المسيحي الإسلامي على ركائز أعمدة الإخاء وميثاق هويته ووحدته الوطنية
وحين تنطلق دولة الإمارات -التي هي بدورها تشكل عاصمة السماحة والتسامح والكرامة في مشروعها الإنساني الجديد وفي عامها الجديد- تكون أوجبت على القوى المهيمنة الظالمة المستبدة وقف كل طرائق العنف والكراهية والاستقواء والابتعاد عن ملازمة الشرور والاستعداء، وتجميد هذه الحالات العدائية، وإزالة كل ما يعيق السلم العالمي مسألة أساسية محورية، حيث كرس قادة الإمارات كل الجهود لترسيخ قيم التسامح والتآزر والتعاون لتمضي الحياة داخل البلاد بكل يسر وانشراح وبكل أنس وإيناس، بمشاريع خلاقة وإنجازات علمية رائدة متطورة للنهوض بالمجتمع الإماراتي بكل مكوناته البشرية، وحولته إلى حركة دائبة ناشطة ودون تقاعس، حتى غدت الحياة لها معانيها بجمالها الذي لا يدانيه جمال، وسماحة لا تعرف انتقاماً ولا غروراً، بل تنظر إلى الآخرين بعين الرأفة وعين اللطف والكمال والرضا.
ولعل زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس، الحبر الأعظم، المرتقبة إلى عاصمة التسامح في شهر فبراير/شباط المقبل تعتبر تاريخية، للمشاركة في حوار عالمي بين الأديان، وذات أبعاد إنسانية لتعزيز التسامح والحوار بين الأديان، والزيارة توحي بمدى ممارسة دولة الإمارات على صعيد العلاقات الدولية بدورها الفعال في تعميق الأهداف الجوهرية لمعاني القيم الإنسانية من أجل استقرار الإنسان وتأصيل الحوار ونبذ العنف، كما أنها تكشف عن العلاقة بين الديانتين المسيحية والإسلامية عبر تاريخ طويل من العلاقات بينهما ضمن إطار آلية المعرفة والحوار.
وفي هذا السياق يرى القادة الإماراتيون أنه لن يجد التآخي المسيحي الإسلامي فرصته التاريخية في مختلف اللقاءات والحوارات البناءة مع البشرية ما لم يبدأ هذا التآخي من توحيد بيته المسيحي الإسلامي على ركائز أعمدة الإخاء وميثاق هويته ووحدته الوطنية، حتى لا تلتبس إشكالات هذه المجتمعات في مآزق العجز والضياع والانهيار التي تؤثر على عملية التفاعل مع أبناء الأسرة العالمية، ذلك ما يتمناه الحبر الأعظم ويسعى إلى تحقيقه، مع رؤية وفاعلية قادة الإمارات على صعيد التآخي والسماحة والمحبة.
الإسلام عبر التاريخ عُرف بسماحته مع أبناء الديانات والعقائد الأخرى، والوقائع كثيرة على تسامحه ودفاعه عن المظلومين وإغاثته المنكوبين، والمثال الساطع من الأندلس، فقد عاش اليهود في ظل الحكم الإسلامي في الأندلس قروناً عدة، وكانوا يحظون بحقوقهم كاملة، ولعل أوضح دليل على ذلك أن سقوط الأندلس وضعهم أمام خيارين اثنين، إما البقاء مع الإسبان الغالبين وإما الهجرة مع المسلمين المغلوبين، وهكذا فإنهم فضلوا أن يهاجروا مع المسلمين وأقاموا في ديار الإسلام، لما كانوا يجدونه في تعاليم الإسلام من سماحة وخلق كريم.
والإسلام يربي المسلم على احترام سائر الرسالات، وعلى الرغم مما جرى مع الفرنجة من حروب ثم الاستعمار الجديد فإنك لن تجد مسلماً واحداً يقدح في منزلة السيد المسيح أو أمه الطاهرة العذراء، وعلى الرغم مما ظهر من اليهود من مخازٍ وخيانات عبر التاريخ وغدر وفجور وظلم في زماننا حتى ارتكبوا أبشع المجازر بحق المسلمين الآمنين، فإنه لا يوجد مسلم واحد يقدح في منزلة نبي الله موسى أو داود أو سليمان أو أي نبي من أنبياء بني إسرائيل، وهكذا فإن هذه الاتهامات التي يطلقها البعض على الإسلام إنما هي جزء من التشويه للرسالة الإسلامية، التي لا تمت بصلة لتعاليم أي نبي من الأنبياء، وهذا يتناقض مع الواقع التاريخي والنصوص المنزلة من الله تعالى.
العلامة الفرنسي غوستاف لوبون قال: "رأينا من آيات القرآن أن مسامحة محمد عليه الصلاة والسلام لليهود والنصارى كانت عظيمة للغاية". ويقول روبرتسن: "إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى"، وقال علي رضي الله عنه: "لا تكن عبد غيرك والله جعلك حراً"، لذلك يقتضي منا ضرورة الانفتاح على النصوص الدينية والنظر إليها بعين الائتلاف وليس الاختلاف؛ لأن المسألة كما تبدو ليست في النصوص وإنما في النفوس والانفتاح والتسامح، هذا كله يقضي على مساحة التوتر والعنف والكراهية، ويجعل القلوب متحابة صافية تستهدي بنور الحق والحقيقة لبناء مجتمع الخير والنماء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة