وديعة الإمارات تنعش آمال السودانيين في انخفاض الأسعار
السودانيون يأملون في أن تُسهم وديعة الإمارات المصرفية في تحسين سعر صرف "الجنيه"، والذي ينعكس بدوره على أسعار السلع الاستهلاكية.
تلقى السودانيون نبأ حصول بلادهم على وديعة مصرفية من دولة الإمارات بالتفاؤل، آملين في أن تسهم في تحسين سعر صرف العملة الوطنية "الجنيه" مقابل النقد الأجنبي، والذي ينعكس بدوره على أسعار السلع الاستهلاكية.
ولا تبدو تطلعات السودانيين بتحسن الأوضاع المعيشية بالأمر البعيد بالنسبة لخبراء اقتصاديين تحدثوا لـ"العين الإخبارية"؛ فالوديعة الإماراتية برأيهم من شأنها المساهمة في سد فجوة الميزان التجاري وميزان المدفوعات الكلي، بما ينعكس إيجابا على سعر الصرف.
وأعلنت الإمارات، يوم الثلاثاء، دعم احتياطات النقد الأجنبي ببنك السودان المركزي بإيداع 5 مليارات درهم إماراتي؛ ما يعادل نحو 1.4 مليار دولار أمريكي دعما لجهود حكومة الخرطوم الرامية لإصلاح الاقتصاد.
وتمثل الوديعة الإماراتية التي جاءت في توقيت بالغ الأهمية، أكبر دعم من نوعه يتلقاه السودان خلال الآونة الأخيرة من الدول الصديقة، الأمر الذي يعكس مدى عمق العلاقات الثنائية بين أبوظبي والخرطوم -بحسب مراقبين-.
وعاش المواطنون السودانيون أسوأ 3 أشهر في تاريخهم القريب، حيث أسهمت ميزانية تقشفية للحكومة في ارتفاع جنوني لأسعار كل السلع الاستهلاكية، وصعود الدولار الأمريكي لـ33 جنيها، فضلاً عن قفز معدل التضخم لـ52% حسب آخر إحصائية رسمية.
ويرى سليمان العبيد -وهو موظف بإحدى المصالح الحكومية بالعاصمة الخرطوم- أن الوديعة المصرفية الإماراتية تعد واحد من أكبر البشريات التي تجعلهم يترقبون آثارها الإيجابية على أسعار السلع الاستهلاكية المختلفة خلال المدى القريب.
وأشار العبيد لـ"العين الإخبارية" إلى أنهم يعملون برواتب ضعيفة لا تفي باحتياجاتهم المعيشية؛ الأمر الذي جعلهم يغرقون في الديون نتيجة العجز المالي.
وقال: "ونتعشم كثيرا في أن يوظف الدعم الإماراتي توظيفا صحيحا، حتى تنعكس آثاره سريعا على أسعار السلع التي تشهد غلاءً لا يطاق".
من جانبه، أوضح علي عوض الله -طبيب صيدلي بالخرطوم- أنهم يعولون كثيرا على الوديعة الإماراتية لمعالجة قضية توفير النقد الأجنبي لاستيراد الأدوية والتي ظلت سائدة لأكثر من ثلاثة أشهر مضت.
وقال عوض الله لـ"العين الإخبارية"، إن شح النقد الأجنبي وتراكم المديونيات أديا لتوقف كثير من الشركات الأجنبية عن تزويد الإمداد الطبية (مؤسسة حكومية تعنى بتوفير الدواء) بالأدوية؛ الأمر الذي أدى لارتفاع الأسعار في القطاع.
وشدد الطبيب السوداني، على ضرورة أن يسخر الدعم الإماراتي لحل إشكالات الدواء "لأنه أكثر قطاع يعاني فيه المواطنون، فالعديد من المرضى يعودون من أبواب الصيدليات بلا دواء بسبب نقص المال".
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي د. بابكر محمد توم أن آثار الوديعة الإماراتية ستظهر خلال ساعات على سعر الصرف وستؤدي إلى انتعاش قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبية؛ الأمر الذي ينعكس إيجابا على أسعار السلع الاستهلاكية.
وقال توم خلال تعليق لـ"العين الإخبارية" إنهم سبق أن طالبوا الحكومة السودانية بالسعي لجلب قروض سلعية وودائع مصرفية من الدول الصديقة لحل الضائقة المعيشية، "والذي أقدمت عليه الآن سيلقي بظلال إيجابية على الأوضاع الاقتصادية".
واعتبر أن المردود الكبير للوديعة الإماراتية سيكون نفسيا "وأن العامل النفسي يؤثر على السوق السوداء للنقد الأجنبي بنسبة تفوق 70%".
كما احتفت الصحف المحلية في الخرطوم بشكل لافت بالوديعة الإماراتية، لدعم جهود حكومة السودان الرامية للإصلاح الاقتصادي.
وحرصت نحو 16 سياسية اليوم، على وضع خبر الدعم الإماراتي، على صدر صفحاتها الأولى، قبل أن تمتدح متانة العلاقات الثنائية بين السودان والإمارات وخطوات الجانبين لتعزيزها.
وتحت عنوان "خطوة كبيرة في طريق الاصلاح الاقتصادي" كتبت صحيفة "الأخبار" السياسية كلمة افتتاحية بصفحتها الأولى أثنت على دور القيادة في دولة الإمارات العربية تجاه السودان لتجاوز أزمته الاقتصادية العارضة.
واعتبرت صحيفة (السوداني)، أن الوديعة الإماراتية خطوة تتبعها خطوات وأنها ستساهم في تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني خلال ساعات.
ووصفت صحيفة (الرأي العام) اليومية، الوديعة الإماراتية بأنها تعزيز كبير للتعاون الاقتصادي بين البلدين، لافتة إلى ارتفاع حجم الاستثمارات والتمويلات التنموية الإجمالية المقدمة للخرطوم 28 مليار درهم إماراتي.
وقالت الصحيفة على لسان خبراء اقتصاديين أن الوديعة ستسهم في استقرار سعر صرف العملة الوطنية "الجنيه" أمام النقد الأجنبي، مما يؤدي بدوره إلى تحسين الأوضاع المعيشية وانخفاض أسعار السلع الاستهلاكية فيالسودان.