محطات تاريخية في العلاقات المصرية الإماراتية المشتركة
الإمارات من أولى الدول التي دعمت مصر عقب ثورة الـ30 من يونيو، وساندتها في تنفيذ خارطة الطريق
ترتبط مصر ودولة الإمارات بعلاقات وثيقة مبنية على التكاتف والدعم المشترك في القضايا والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية والعالمية، لا سيما محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، كما تتبنيان مواقف متشابهة تجاه الأزمات الإقليمية في سوريا والعراق وليبيا واليمن، ومواجهة التدخل الخارجي في شؤون بعض الدول العربية لفرض أجنداتها.
وكما كانت مصر من أولى الدول التي أيدت الاتحاد فور إعلانه عام 1971 فقد ساندت الإمارات مصر في حربها عام 1973 من أجل تحرير سيناء، وكانت من أولى الدول التي دعمت شعب مصر عقب ثورة الـ30 من يونيو/حزيران، ومساندته في تنفيذ خارطة طريقه نحو المستقبل.
وامتد الدعم الإماراتي للاقتصاد المصري، حيث ساندت قرار تعويم الجنيه المصري، واتخذت شركة موانئ دبي قرارا تاريخيا بإلغاء التعامل بالدولار على الخدمات الأرضية والتعامل بالجنية المصري من فبراير 2016، كما قدمت الإمارات العربية المتحدة وديعة مالية إلى مصر قدرها مليار دولار لدى البنك المركزي المصري لمدة 6 سنوات، لدعم سوق الصرف في مصر، وعلى الجانب الفكري أسهمت مصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات.
محطات تاريخية
وشهدت العلاقات الإماراتية المصرية محطات تاريخية على مدار 50 عاما، ستبقى محفورة في سجل التاريخ وذاكرة البلدين، ومن أهمها تلك المساعدات الاقتصادية التي أمر بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات للقاهرة في عام 1967، عقب نكسة يونيو/حزيران.
ثم أعقب ذلك بـ4 أعوام، بداية العلاقات السياسية بين الإمارات ومصر، لينطلق بعدها بأقل من عامين دعم جديد من الإمارات لمصر في حرب أكتوبر 1973.
وكما لا ينسى العرب مقولة الشيخ زايد، لا ينساها المصريون حين أطلق مقولته الشهيرة "النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي".
وفي عام 1995، أمر الشيخ زايد ببناء مدينة زايد في مصر لإسكان 150 ألف نسمة، وفي عام 2013 جاء الدعم في الظروف الحرجة التي مر بها المصريون، ليكون سياسيا واقتصاديا بعد ثورة 30 يونيو/حزيران.
ويسجل التاريخ للشيخ زايد أنه الرجل الذي غرس التوجه نحو مصر بكل الحب والتقدير وتعهد العلاقات الإماراتية-المصرية بالرعاية والعناية، ونسج علاقات بالغة التميز والخصوصية معها.
وهناك العديد من المشروعات التي أقامها على أرض مصر، ومن أهمها مدينة الشيخ زايد، وهي إحدى المدن الجديدة التي أنشئت عام ١٩٩٥ بتمويل صندوق أبوظبي للتنمية.
كذلك حي الشيخ زايد بمدينتي السويس والإسماعيلية، وهما من الأحياء التي قدمها زايد للمصريين كمساهمة جادة في إزالة آثار العدوان الإسرائيلي على مدن القناة في حرب يونيو/حزيران عام ١٩٦٧.
ومنها قناة الشيخ زايد بطول ٥٠ كيلومتراً في توشكى، لزراعة ٤٥٠ ألف فدان، وقدمها رحمه الله هدية لمصر، وترعة الشيخ زايد في منطقة وادي النطرون، وترعة الشيخ زايد شرق قناة السويس في قلب سيناء، والتي تروي ٤٠ ألف فدان، كل ذلك عن إيمان عميق منه بمصر ودورها الحيوي والتاريخي تجاه أمتها العربية.
والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو صاحب المقولة الشهيرة "مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا مات القلب فلا حياة للعرب".
خصوصية وأخوة وطيدة
علاقات الإمارات ومصر تميزت بالخصوصية والاحترام المتبادل منذ نشأتها، خاصة في ظل العلاقات الأخوية الوطيدة بين حكام البلدين، ما انعكس إيجابيا على مجمل العلاقات الثنائية فى مساراتها الرسمية على المستوى السياسي والاقتصادي، وفي مسارها الأهلي على المستويات الثقافية والاجتماعية والتجارية.
ومن أهم ما يميز العلاقات السياسية بين البلدين قدرتها على إرساء جذور الصداقة بينهما، وتطويرها في إطار تحكمه عدة أهداف مشتركة، أهمها التضامن والعمل العربي المشترك والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف حل الخلافات بالطرق السلمية.
وأدى ازدياد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين وتوثق عراها من يوم إلى آخر إلى ازدياد التعاون بينهما في جميع المجالات، خاصة المجالات الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى ازدياد حجم الاستثمارات الإماراتية، حيث أصبحت الإمارات من كبرى الدول المستثمرة في مصر.
وفي 2008 تم التوقيع بين الإمارات ومصر على مذكرتي تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين.
وتنص مذكرة المشاورات السياسية على أن يقوم الطرفان بعقد محادثات ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما تنص مذكرة التفاهم بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول المسبقة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، يسمح كلا الطرفين لرعايا الطرف الآخر الحاملين جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة الدخول إلى أراضيهما والخروج منهما والمرور عبرهما بدون تأشيرة دخول وبدون رسوم، والبقاء في أراضي الطرف الآخر لمدة أقصاها 90 يوما.
وفي عام 2016 توّجت الإمارات كثالث أكبر شريك تجاري لمصر، بمبادلات قدرها 1.5 مليار دولار.