الهيدروجين الأخضر.. سوق يمنح آفاقا أرحب لعلاقات الإمارات وبريطانيا
أُطلقت دراسة جديدة لاستكشاف أوجه التعاون بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في مجالات الهيدروجين الأخضر.
وذلك بالتعاون بين المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر ومقرها دبي والتي تعمل على حشد الجهود الدولية لتمكين الاقتصاد الأخضر، وشركة "زيست أسوشيتس" الاستشارية.
وتدعم الدراسة الرؤية المشتركة بين البلدين بأهمية التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة.
تسريع تطوير سوق الهيدروجين الأخضر
وتسعى الدراسة التي يرعاه بنك "إتش إس بي سي" إلى بحث الفرص المتبادلة لتسريع تطوير سوق الهيدروجين الأخضر في كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة وستتضمن الدراسة مشاركات لعدد من أبرز قادة الأعمال والمؤسسات العاملة في هذا القطاع وواضعي السياسات والمبتكرين والمتخصصين والأكاديميين في كلا البلدين لاستكشاف الفرص المشتركة التي من شأنها إسراع وتيرة وتطوير أسواق الهيدروجين الأخضر في كلا البلدين.
وقال سعيد محمد الطاير رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، "نسعى لتحقيق رؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة لتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر ولدينا استراتيجية طموحة لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر الذي يمثل إحدى ركائز مستقبل مستدام يعتمد على تسريع الانتقال إلى الحياد الكربوني لدعم الاقتصاد الأخضر. وتأتي هذه المبادرة ضمن جهودنا لدعم استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية دبي للحياد الكربوني لتحقيق صفرية الانبعاثات الكربونية والوصول إلى نسبة 100% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050".
وأضاف "انسجامًا مع تطلعات دولة الإمارات والمملكة المتحدة لترسيخ العلاقات التجارية وتحفيز الاستثمارات والابتكار في التكنولوجيا منخفضة الكربون نسعى إلى إيجاد مساحات للحوار وتبادل الأفكار التي تؤدي إلى اتخاذ خطوات عملية ملموسة. وتنسجم هذه الدراسة مع سعي المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لتمكين وتنفيذ المشاريع والمبادرات الخضراء القابلة للتمويل والمستدامة من خلال الربط بين التكنولوجيا وبناء القدرات والتمويل".
استكشاف الفرص الاستثمارية
وتتطرق الورقة البحثية للإمكانيات والفرص للاستثمار في الهيدروجين الأخضر مع اقتراحات قابلة للتطوير في مجال التعاون والشراكات.
كما ستتناول الدراسة أولويات الابتكار والشركات العاملة في قطاع الهيدروجين وكيفية تعزيز التعاون التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة من خلال التشريعات وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر ويضمن اعتماد مشاريع للهيدروجين منخفضة الكربون. وسيتضمن البحث الخاص بالتقرير اجتماعات للمعنيين وورش العمل لاختبار النتائج والتحقق منها. وستكون هناك أيضًا حلقة نقاشية حول نتائج التقرير في النصف الأول من عام 2022.
وقال عبد الفتاح شرف الرئيس التنفيذي لبنك "إتش إس بي سي" في الإمارات ورئيس إدارة الأعمال الدولية في البنك.. " يلتزم إتش إس بي سي بالمساعدة في قيادة التحول نحو صفرية الانبعاثات وستساعد هذه الدراسة في تحسين فهم الاستفادة من الفوائد الاقتصادية والبيئية للهيدروجين في مسيرة التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون في كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة".
وستستكشف الدراسة الفرص المتاحة في مختلف مجالات الهيدروجين الأخضر بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة مع تقديم مقترحات عملية قابلة للتنفيذ لتعزيز التعاون والشراكات كما سيحدد التقرير أولويات الابتكار وحصر شركات الهيدروجين وبحث آليات التعاون بين البلدين لصياغة السياسات واللوائح التنظيمية لهذا القطاع بهدف تسهيل التجارة وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر إضافة إلى ضمان الاعتمادات الخاصة بالهيدروجين منخفض الكربون.
وتتولى شركة "زيست أسوشيتس" وهي شركة استشارية تعمل في مجال الاستدامة وتتخذ من دبي مقراً لها قيادة الأبحاث المتعلقة بهذه المبادرة نظراً لما تتمتع به من علاقات وروابط مع المملكة المتحدة إضافة إلى خبراتها في مجال التمويل الأخضر والسياسات والابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة.
وقال جيفري باير المدير التنفيذي لـشركة "زيست أسوشيتس"، "هدفنا أن نرسم الطريق لتحويل الطموحات إلى واقع ملموس في كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة حيث نجمع مختلف الأطراف المعنية مع تنوع أدوارهم لتحديد فرص التعاون والمنافع التي ستعود على جميع الأطراف نتيجة العمل المشترك وتضافر الجهود كما سيحدد التقرير الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة من أجل تهيئة البيئة المواتية لازدهار سوق الهيدروجين النظيف وفي ذات الوقت التنسيق بين الشركات والمبتكرين لتحفيز عقد الصفقات وتطوير التقنيات في مجال الهيدروجين النظيف".
وتدعم هذه المبادرة الشراكة الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة واللتان تتمتعان بعلاقات اقتصادية راسخة لا سيما في مجال الاستدامة ففي شهر سبتمبر الماضي تم التوقيع على اتفاقية بين مكتب الاستثمار في المملكة المتحدة وشركة مبادلة للاستثمار في مقر الحكومة البريطانية في داوننغ ستريت بهدف توسيع شراكة الاستثمار السيادي القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والتي أعلن عنها في مارس من العام الجاري.
وبموجب الاتفاقية الموقعة التزمت دولة الإمارات باستثمار 10 مليارات جنيه إسترليني "13 مليار دولار أمريكي" في ثلاثة قطاعات هي: التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة إلى جانب تعزيز برنامج الاستثمار الحالي في مجال علوم الحياة. كما أعلنت كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية /أدنوك/ وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" وشركة النفط البريطانية "بي بي" اتفاقيات للتعاون الاستراتيجي لتوسعة مجالات الشراكة الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في مجال الاستدامة بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف في كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة بطاقة إنتاجية تبلغ 1 جيجاوات في كل بلد.
وفي شهر مايو/أيار 2021 دشنت هيئة كهرباء ومياه دبي المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية وتم تنفيذه بالتعاون بين الهيئة وإكسبو 2020 دبي وسيمنس للطاقة. وتم تصميم وبناء المحطة لتكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين بما في ذلك إنتاج الطاقة والتنقل والاستخدامات الصناعية.
ودعت هيئة كهرباء ومياه دبي كبريات الشركات الاستشارية العالمية لتقديم عروضها لتطوير استراتيجية طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يمثل أحد ركائز مستقبل مستدام يعتمد على تسريع الانتقال إلى الحياد الكربوني لدعم الاقتصاد الأخضر.