ميزانية الإمارات الاتحادية تحتفي بالإنسان وبآخر برميل نفط

ميزانية دولة الإمارات أعطت موقع الأولوية الراجحة لبرامج التنمية وللتعليم والصحة في الإنفاق، وتمضي في توديع عصر الاعتماد على النفط

عكست الأرقام التي تضمنتها الميزانية الاتحادية لدولة الإمارات للأعوام 2018-2021، مدى النجاحات التي حققتها الدولة في تنفيذ استراتيجيتها التي تركز على حقيقة أن الإنسان الإماراتي العنصر الرئيسي في إدامة عجلة التنمية الشاملة.

وبقيمة 201 مليار درهم، اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي، أمس الثلاثاء، ميزانيته الاتحادية، التي تؤكد المضي قدماً في تحقيق الوعد المتمثل في توديع عصر الاعتماد على النفط وفقاً لتوجهات القيادة الرشيدة. 

وتضمن مشروع الميزانية العام للاتحاد لعام 2018، إنفاقاً بقيمة 50.4 مليار درهم وبزيادة نسبتها 3.5% مقارنة مع ميزانية العام 2017 البالغة 48.7 مليار درهم. 

وقال عدد من خبراء المال والاقتصاد إن التبويب الرحب للإنفاق وتركيزه على تنمية الإنسان وخدمة استدامة رفاهيته يعبر عن التزام كبير من قبل الحكومة بمقاييس التنمية الدولية، وذلك فضلاً عن كونه عنصراً معززاً للتصنيف الائتماني للإمارات الذي يعد حالة استثنائية في التميز وفقاً لكبريات المؤسسات المالية والعالمية.

وبعد نجاح الدولة في تطبيق مبدأ الموازنة الثلاثية للأعوام 2013 – 2016 جرى الانتقال إلى الموازنة الخمسية على نحو يستهدف تمكين الوزارات من وضع برامج طويلة الأمد لأعمالها، وهذا يعني دولياً جدية عالية في "خطط التنمية التي تأتي في الأساس كترجمة حقيقية لرؤية 2021 ورؤية 2030".

وفي المعادل الموضوعي على المستوى الداخلي فإن ذلك يعني الجدية الناجزة في ترسيخ وتعميق مفهوم دولة الأمن والأمان في مواجهة التقلبات الاقليمية والدولية سواء في قضايا الأمن أو في أداء الاقتصاد الكلي والجزئي.

وأعطت الميزانية موقع الأولوية الراجحة لبرامج التنمية وللتعليم والصحة في الإنفاق، كما جعلت وقاية المجتمع والتنمية الاجتماعية جزءاً من رسالة الرفاهية والسعادة التي يجسدها التشكيل الحكومي، باعتبار هذا النهج الريادي ظاهرة أممية تكاد تكون الأولى من نوعها.

وجاء إطلاق مجلس الوزراء الميزانية الاتحادية من وسط 1.5 مليون عنوان للمعرفة معروضة في معرض الشارقة للكتاب، وهو ما يؤكد أن العلم والمعرفة هما أساس بناء العنصر البشري في دولة الريادة والابتكار والخدمات الذكية والمنافسة ضمن المؤشرات العالمية التي باتت الدولة تحقق فيها مراكز مميزة جنباً إلى جانب مع كبريات الدولة المتقدمة.

وتضمنت الميزانية الاتحادية العديد من الدلالات الكثيرة الأخرى والتي تؤكد في مجملها قدرة إماراتية مميزة على جميع المستويات ومن ضمنها الاقتصادي والمعززة بالآليات التنفيذية التي تضمن اضطراد معدلات النمو والجودة والتنافسية، وتشكل في النهاية استعداداً حقيقياً "للاحتفال التنموي الناجز بآخر برميل نفط".

aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg

جزيرة ام اند امز