في زمن التحديات والتشكيك في قدرة العرب على النهوض، جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة لتقلب المعادلة وتعيد تشكيل الصورة الذهنية عن الإنسان العربي.
لم تكتفِ الإمارات بالنهوض الاقتصادي أو العمراني، بل قدّمت نموذجًا متكاملًا في الإدارة، والتخطيط، والابتكار، وفرضت نفسها كدولة مؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية، ليس فقط بثروتها، بل بعقلها ورؤيتها.
لقد أبهرت الإمارات الغرب قبل أن تُدهش العرب، وخلقت صدمة حضارية إيجابية في عالم كان يظن أن العرب لا مكان لهم في سباق التقدم، لتثبت أن العربي إذا أُتيحت له البيئة، وأُعطيت له الثقة، فإنه قادر على أن يبني، ويبتكر، ويقود، وينافس في مجالات المستقبل.
ولا عجب أن تنهال عليها سهام الحقد من كل اتجاه؛ فمنذ القدم قيل: “لا تُرمى إلا الشجرة المثمرة.” والإمارات اليوم هي تلك الشجرة المثمرة، الوارفة، التي يحاول الحاقدون والعنصريون والإرهابيون النيل منها، لكن دون جدوى. فهم لا يجنون منها إلا الخيبة، فالشجرة أطول من مدى رماحهم، وثمرها محفوظ لمن يستحق.
الأصوات النشاز التي تهاجم الإمارات لا تفعل ذلك لفساد أو ظلم كما يدّعون، بل لأنها كشفت تقصيرهم، وأحرجت خطابهم، وفضحت فشل مشاريعهم. إنهم يكرهون كل من ينجح، وينزعجون من كل من يتقدم بخطى ثابتة، وهم غارقون في أوهامهم وخيباتهم.
الأدهى من ذلك، أولئك الذين يمدحون الإمارات في الخفاء، ويصمتون في العلن، خشية أن يخسروا جمهورًا هنا أو يعارضهم تيار هناك. هؤلاء ليسوا أحرار رأي، بل أسرى الجبن والخوف، ومن لا يملك شجاعة قول الحق، فسيبقى ظله يطارده، قبل أن تطارده الحقيقة نفسها.
أما الإمارات، فهي ماضية في طريقها، لا تلتفت إلى صغائر الحاقدين، ولا تتوقف عند نباح من لا يعجبه ضوء الشمس. فهي دولة تقرأ المستقبل، وتصنعه، وتفعل ذلك بشهادة مؤشرات التنمية، وتقديرات المؤسسات العالمية، وتقارير التنافسية والشفافية، لا بمزاعم مغرضين خلف الشاشات.
حفظ الله الإمارات، قيادةً وشعبًا، ودامت منارة عربية مشرقة في زمن الظلمات، ونموذجًا يُفتخر به في سجل الأمم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة