الإمارات باتت عاصمة عالمية للتنمية تعمل "من أجل توحيد الجهود والأفكار والطاقات لتحسين حياة البشر"
"الإمارات تعيد صياغة المستقبل" هذه العبارة التي ربما ترددت على آذان الملايين من متابعي ما يحدث على أرض دولتنا لا تطلق من فراغ، فما يحدث هنا من تطورات تنموية متسارعة يعجز الإنسان عن ملاحقتها، تتمحور في مجملها حول استشراف المستقبل على المستويين المعنوي القيمي والمادي، فعقب أيام قلائل من زيارة تاريخية لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى الإمارات، حيث فتحت الزيارة صفحة جديدة في حوار الأديان وبناء أسس راسخة للأخوة الإنسانية، عقدت القمة العالمية للحكومات 2019 في إمارة دبي، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعدد كبير من أصحاب السمو الشيوخ والقادة السياسيين والمسؤولين الحكوميين والعلماء والخبراء والمبتكرين ورجال المال والأعمال من أرجاء العالم كافة.
من يحضر جلسات العصف الذهني التي تشهدها هذه القمة السنوية يدرك جيداً أنها بمنزلة معمل تفريخ للأفكار والمبادرات والمشروعات المبتكرة، وفرصة استثنائية لتبادل الخبرات والمعارف العالمية من أجل إيجاد حلول وبدائل للتحديات التي تواجه البشرية، في لقاءات من شأنها إعادة صياغة خطط واستراتيجيات الحكومات في المنطقة والعالم.
عندما تشارك 140 حكومة و30 منظمة دولية وأكثر من 500 متحدث في قمة مخصصة للتعامل مع تحديات المستقبل في العمل الحكومي فهذا يدل بأن الإمارات باتت عاصمة عالمية للتنمية، تعمل "من أجل توحيد الجهود والأفكار والطاقات لتحسين حياة البشر"
عندما تشارك 140 حكومة و30 منظمة دولية وأكثر من 500 متحدث في قمة مخصصة للتعامل مع تحديات المستقبل في العمل الحكومي، فهذا يدل بأن الإمارات باتت عاصمة عالمية للتنمية، تعمل "من أجل توحيد الجهود والأفكار والطاقات لتحسين حياة البشر"، وهو ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في حين أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شدد على الإسهام الفاعل في "بناء مجتمعات إنسانية تتمتع بالاستقرار والرفاه".
هذا الحشد العالمي الذي تواجد على أرض الإمارات، بما يضم من قادة وخبراء ومسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص على مستوى العالم، هو بالدرجة الأولى تصويت بالثقة في قدرة الإمارات على قيادة مبادرات تطوير أداء الحكومات في العالم خلال السنوات والعقود المقبلة، وهو أيضاً تقدير واحترام لنموذجها التنموي الفريد، الذي يجسد رؤية القيادة الرشيدة وتضطلع به حكومة ذكية ومؤسسات تضع الإبداع والابتكار والتميز نصب عينيها، يساعدها في ذلك روزنامة من الآليات والمعايير والمحفزات والمسرعات التي تسهم بدور فاعل في تجاوز أي عقبات محتملة، وإيجاد الحلول والبدائل للتحديات وتحويلها إلى فرص آنية أو مستقبلية.
المؤكد أن منطقتنا العربية أحوج ما تكون إلى هذا الجهد الإماراتي، ليس فقط لأن هناك حاجة لتلعب إحدى الدول دور النموذج الملهم في قيادة جهود التطوير في مختلف المجالات، ولا سيما العمل الحكومي، الذي استوطنته ممارسات قديمة منذ عشرات السنين، ويبدي قدراً متفاوتاً من الخصومة مع آليات التطور التقني والمعلوماتي التي باتت جوهر التقدم والتطور في هذا القطاع، ولكن أيضاً لأن فاعلية العمل الحكومي هي التي تترجم الرؤى التخطيطية والاستراتيجية للمسؤولين والقادة، وهي التي يمكنها بالمقابل عرقلة عجلة التطور والتقدم مهما كانت الإمكانيات والقدرات المادية والبشرية.
لدينا في الإمارات الآن منظومة متكاملة تكمل بعضها البعض، فهناك عمل مؤسسي رائع على الصعيد القيمي والأخلاقي، ومراكمة المزيد من القدرات والإمكانيات والروافد على صعيد القوة الناعمة، مثلما حدث في توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين رمزي العالم الإسلامي والمسيحي في أبوظبي الأسبوع الفائت، وما تضمنه هذا الحدث التاريخي من رسائل إيجابية للعالم أجمع، بشأن إعلاء قيم الأخوة والتسامح والتعايش ونبذ الكراهية والتحريض والعنف والإرهاب، وهناك أيضاً عمل مؤسسي على صعيد تطوير قطاعات التنمية كافة وفق أهداف رؤية الإمارات 2021، التي انطلقت في عام 2010، رافعة هدفا مركزيا واحدا؛ هو أن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، حيث تم تقسيم العمل من أجل تحقيق هذا الهدف الوطني الحيوي إلى ستة محاور تمثل القطاعات الرئيسية، ويجري التركيز عليها طيلة السنوات الماضية في العمل الحكومي، وبموازاة هذا التطوير هناك جهود حثيثة تبذل من أجل تنمية أغلى مورد بشري تمتلكه الإمارات، وهو الإنسان، والرهان عليه وتسليحه بالمعرفة والعلم وفق خطوات منهجية وفعاليات وخطط ذات طبيعة مستقبلية بامتياز.
القمة الحكومية وما تشهده من تطور وفاعلية متنامية عالمياً باتت تجسيداً لواقع قيادة الإمارات للعالم من أجل تحقيق رفاهية البشر، مثلما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فالنموذج الملهم قد تحول إلى رافد من روافد التنمية والتطور والتغلب على التحديات في أرجاء العالم كافة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة