القرقاوي: 200 مليون دولار تكلفة "مسبار الأمل"
"مسبار الأمل" يشكل منعطفا تاريخيا في مسيرة الإمارات التنموية مدشناً حقبة جديدة من التفوق العلمي والتكنولوجي في دولة الإمارات.
أعلن محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء في الإمارات، أنَّ تكلفة مسبار الأمل بلغت 200 مليون دولار وهي من بين الأقل في العالم قياساً بمهمات ومشروعات مماثلة.
جاء ذلك خلال اجتماع لمحمد القرقاوي، الثلاثاء، مع القيادات الإعلامية في دولة الإمارات في لقاء موسع للحديث عن الأهمية الاستراتيجية والوطنية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
منعطف تاريخي
ويشكل "مسبار الأمل" منعطفا تاريخيا في مسيرة الإمارات التنموية مدشناً حقبة جديدة من التفوق العلمي والتكنولوجي في دولة الإمارات ومرسخاً مكانتها بوصفها الدولة الأكثر تطوراً وتقدماً في قطاع الصناعات الفضائية في المنطقة.
كما تشكل الأهداف العلمية التي يسعى المسبار إلى تحقيقها سابقةً على مستوى تاريخ البعثات السابقة إلى الكوكب الأحمر بحيث سيوفر إرثاً من البيانات العلمية غير المسبوقة ستكون متاحة مجاناً للمجتمع العلمي في كل أنحاء العالم.
حضر اللقاء إلى جانب القيادات الإعلامية وعدد من الإعلاميين والصحفيين الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة الإمارات لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وحمد عبيد المنصوري، رئيس الحكومة الرقمية في حكومة دولة الإمارات رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، وسعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وعمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وأشاد محمد القرقاوي بدعم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، للمشروع، وحرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على متابعة مراحل المشروع من التصميم والتنفيذ وتأهيل كوادر عملية إماراتية لتحقيق هذا الحلم الإماراتي العربي.
ولادة الفكرة
واستعرض القرقاوي أثناء اللقاء محطات من مشروع "مسبار الأمل" والمراحل التي مر بها، مؤكدا أن فكرة استكشاف الكوكب الأحمر وإرسال مهمة فضائية باسم الإمارات وُلدت أثناء الخلوة الوزارية في عام 2014، إذ وجه فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بدراسة الفكرة وتبنيها على الفور.
وقال: "تم التخطيط لوضع الاستراتيجية الخاصة بالمشروع وتطويره بحيث يتزامن مع اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات ليكون الاحتفال بذكرى قيام الاتحاد على الطريقة الإماراتية المميزة التي تعودنا عليها من قيادتنا التي تتمتع برؤية استشرافية، طريقة مختلفة ومبتكرة وتذهل العالم، طريقة تليق باسم الإمارات وشعب الإمارات وتاريخ الإمارات كدولة قامت من لا شيء وأصبحت رمزاً لكل شيء إيجابي ومبدع ومتفوق".
تتويج لمسيرة تنموية عمرها 50 عاما
وأكد أنَّ مسبار الأمل يتوج المسيرة التنموية لدولة الإمارات على مدى 50 عاماً ويشكل "ترجمة حقيقية لرؤية قيادتنا بأن لا شيء مستحيل هذا الشعار الذي يحمله المسبار معه إلى الفضاء الخارجي وسط اعتراف عالمي بمنجزنا".
وأضاف القرقاوي: "استطعنا أن ننجز مسبار الأمل بدءاً من الفكرة وحتى الإطلاق خلال 6 سنوات فقط، علماً بأن معظم المهمات المشابهة تستغرق ما لا يقل عن 10 سنوات.
التكلفة 200 مليون دولار
وأوضح أن كلفة المسبار بلغت 200 مليون دولار وهي تعتبر من بين الأقل في العالم قياساً بمهمات ومشروعات مماثلة وكل ذلك "بفضل جهود كوادرنا الهندسية والبحثية والعلمية من أبناء وبنات الإمارات الذين وضعوا كل همتهم وإيمانهم في هذا المشروع".
واستعرض القرقاوي إنجازات الفريق العلمي الإماراتي ضمن المسبار، من بينها تطوير 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد وتصنيع 66 قطعة من مكوناته في الإمارات إلى جانب نشر 51 بحثاً علمياً متخصصاً وورقة عمل بالإضافة إلى استفادة 60 ألف مشارك من البرامج العلمية والتعليمية للتعريف بمهمة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ".
وذكر أن الحكومة بمختلف كوادرها القيادية والإدارية والعلمية والفنية كانت حريصة على متابعة العمل على الاختبارات النهائية للمسبار وإيصاله إلى محطة الإطلاق في اليابان في موعده رغم التحديات الجمة التي فرضتها الأوضاع الحالية الناجمة عن وباء كوورنا وما تسبب به في تعطيل حركة النقل والسفر في معظم أنحاء العالم.
وأشار إلى أن "نجاح المشروع يعكس أحد نجاحات دولة الإمارات في التعامل مع جائحة كورونا"، مؤكدا أن "الالتزام بالتوقيت هو منهج دولة الإمارات وفلسفتها في جميع خططها ومشاريعها".
ولفت إلى أن المسبار سوف ينطلق في منتصف يوليو/تموز من المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان، لكن التحكم الكلي بالمسبار سيكون من الإمارات، من خلال مركز محمد بن راشد للفضاء.
الإمارات تقود التفوق العلمي العربي
من جانبه، أكد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي أن الهدف ليس الوصول إلى المريخ وإنما إثراء المعرفة وبناء الإنسان فهذا مشروع علمي بحت، مشيراً إلى أنَّ المشروع عربي وليس إماراتياً فقط، والإمارات اليوم تقود التفوق العلمي العربي.
وقال حمد عبيد المنصوري: "مسبار الأمل إنجاز سيبقى للتاريخ وستفخر به الأجيال في الإمارات والوطن العربي".
وسوف ينطلق مسبار الأمل إلى مدار الكوكب الأحمر بعد منتصف ليل الخامس عشر من يوليو/تموز بتوقيت دولة الإمارات وسوف تستغرق رحلة المسبار إلى المريخ 7 أشهر يقطع خلالها 493 مليون كيلومتر.
ويتوقع أن يصل مدار الكوكب الأحمر في فبراير/شباط من عام 2021 بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد.
وسوف يظل المسبار في مدار المريخ سنة مريخية كاملة ما يعادل 687 يوماً، لجمع بيانات علمية مهمة حيث سيوفر المسبار أول صورة شاملة وكاملة عن الظروف المناخية على كوكب المريخ على مدار العام، وكيفية تغير الجو خلال فترات اليوم وبين فصول السنة.
كما ستتم مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، وتغيرات درجات الحرارة، وتنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة. كما سيتم الكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ.
وسيقوم مسبار الأمل بجمع هذه البيانات الضخمة عن كوكب المريخ وإيداعها في مركز للبيانات العلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر عدد من محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم.
وسيقوم الفريق العلمي للمشروع في الإمارات بفهرسة هذه البيانات وتحليلها ليتم مشاركتها بشكل مفتوح ومجاني مع المجتمع العلمي في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.