تقف دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً في مقدمة الصفوف في مواجهة أي أزمة إنسانية تحدث في أي بقعة من بقاع الأرض.
إذ كعادتها تُسارع الإمارات إلى مد يد العون والمساعدة الإنسانية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وحماية الكرامة الإنسانية، حتى باتت وبحق وطن الإنسانية والدولة النموذج في إعلاء قيم التضامن الإنساني عالمياً، منطلقة في ذلك من القيم، التي زرعها المغفور له بإذن الله تعالى الشـيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ورسّختها القيادة الإماراتية الرشيدة قولاً وفعلاً، والتي تؤمن بالأخوة الإنسانية وبأهمية التعاون والتضامن بين بني البشر وتقديم المساعدة للمحتاج وإغاثة الملهوف أياً كان دينه أو جنسه أو ثقافته.
وقد برز هذا الدور الإنساني للإمارات في أجمل صوره من خلال تعامل الدولة مع الأبعاد الإنسانية للتطورات الأخيرة في أفغانستان، والتي ترافقت مع انسحاب القوات الأمريكية والدولية من هذا البلد وسيطرة حركة "طالبان" على السلطة فيه من جديد، إذ حاول عشرات الآلاف من الرعايا الأجانب والدبلوماسيين والمواطنين الخروج من أفغانستان عبر مطار كابول، مما خلق حالة ارتباك وفوضى في المطار ترتب عليها عرقلة جهود إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الأجانب والمواطنين الأفغان.
وأمام هذا المشهد لم تتردد دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في المبادرة بتقديم العون، حيث تحركت سريعاً لدعم جهود إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب والمواطنين من أفغانستان، فسهّلت مغادرة عشرات الرحلات الجوية، التي تقل آلاف الأجانب والأفغان وعددا من الدبلوماسيين والموظفين الدوليين من هذا البلد إلى مطارات الدولة.
ووافقت الإمارات على طلب أمريكي باستضافة 5000 مواطن أفغاني، تم إجلاؤهم من بلادهم، مؤقتا قبيل توجيههم إلى دول أخرى، كما أخذت على عاتقها دعم الجهود، التي تبذلها العديد من الدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لإجلاء رعاياها وموظفيها وبعض المواطنين الأفغان.
ولم تكتف الإمارات بذلك، بل حرصت على تقديم أفضل الخدمات للأسر والعائلات الأفغانية، التي استضافتها مؤقتا في مدينة الإمارات الإنسانية حتى يتم نقلهم إلى وجهاتهم النهائية.
وكانت مشاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يتفقد مدينة الإمارات الإنسانية ويتحدث مع الأسر الأفغانية المستضافَة بها ويطلع على الخدمات المتكاملة، التي تُقدَّم بما يضمن لهذه الأسر الراحة والحياة الكريمة، وتوجيهات سموه بتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة لضيوف الدولة، بمنزلة رسالة بالغة الأهمية بأن إمارات الإنسانية حاضرة في المشهد، وبأن قيم التضامن الإنساني ومساندة المحتاجين راسخة ومتجذرة في فكر ورؤية القيادة السياسية الإماراتية.
وقد أعادت هذه المشاهد إلى الذاكرة ما قامت به الإمارات قبل أشهر من دور إنساني كبير في إجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة، الذين كانوا عالقين في مقاطعة "هوباي" الصينية، بؤرة تفشي الوباء، إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي وتقديم الرعاية الطبية لهم قبل إعادة نقلهم إلى بلدانهم، لتؤكد الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها الصديق المخلص والوفي لكل دول وشعوب العالم في مواجهة الأزمات الإنسانية.
ولم يكن غريباً أن يقابَل هذا الموقف الإنساني للإمارات بالشكر والتقدير من العديد من دول العالم، وهو ما تمثل في الاتصالات، التي تلقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من كثير من قادة العالم، من بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسا وزراء إسبانيا وأستراليا، وغيرهم من قادة البلدان، التي سارعت للتعبير عن شكرها وتقديرها للدعم والتسهيلات التي قدمتها الإمارات في عمليات إجلاء دبلوماسيي هذه الدول ورعاياها والأفغان الذين يحملون تأشيراتها من أفغانستان.
ستظل الإمارات وفية لقيمها ومبادئها الإنسانية، وستظل مبادِرة لتقديم يد العون والمساندة في كل أزمة إنسانية، وستظل رسالتها دائما هي إعلاء قيم التضامن الإنساني، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تفقده المواطنين الأفغان ضيوف الدولة في المدينة الإنسانية في أبوظبي بقوله: "دولة الإمارات ستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة، ومصدر إلهام في العمل الإنساني، ولن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية، المنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب في مختلف الظروف والتحديات".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة