عام على الاتفاق الإبراهيمي.. قطار السلام في محطات
في مثل هذا اليوم من العام الماضي، استيقظ العالم على حديقة غنّاء في البيت الأبيض أينعت بتوقيع اتفاق سلام شكّل لحظة تاريخية فارقة.
سلام إماراتي إسرائيلي أُعلن عنه في الثالث عشر من أغسطس/آب 2020، قبل التوقيع عليه، بالبيت الأبيض، في 15 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، وسط حضور دولي لافت.
ومنذ توقيع الاتفاق الإبراهيمي، مر قطار السلام على مدار 365 يوما بـ23 محطة هامة، وحقق إنجازات قياسية في فترة قصيرة.
محطات وإنجازات تتوج جهودا متسارعة لتطبيق معاهدة السلام التاريخية على أرض الواقع، وتعكس رغبة صادقة في أن يساهم التعاون بين الجانبين في النهوض بالمنطقة وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
وبقرارها الشجاع والتاريخي، نجحت الإمارات في وقف ضم إسرائيل لأراض فلسطينية، بما يعني إنقاذ 30% من الأراضي الفلسطينية وأكثر من 100 ألف فلسطيني كانوا معرضين للطرد وإنهاء 6 سنوات من الجمود، وإبقاء الأمل في إقامة دولة فلسطينية.
أيضا فتحت الإمارات الباب أمام العرب لتوسيع آفاق الاستقرار، حيث انضمت البحرين والسودان والمغرب لقطار السلام، مؤكدين صواب الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح لغة الحوار لتحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
ويعد الاتفاق الإبراهيمي إطارا متكاملا لبناء علاقات إيجابية بين الإمارات وإسرائيل على مختلف الأصعدة بما يساهم في إرساء دعائم السلم والأمن بالمنطقة .
ويعكس الاتفاق النهج الإماراتي القائم على الوسطية والتسامح وتغليب ثقافة الحوار كوسيلة فعالة للتقارب وإحلال السلام، عبر ترسيخ المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة التي يأتي في مقدمتها التفاهم والتعايش.
وفي ما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" التسلسل الزمني لأبرز محطات قطار السلام في ذكرى مرور عام على توقيعه:
اتصال تاريخي
13 أغسطس/ آب 2020: اتصال هاتفي بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات والرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو، جرى، خلاله الاتفاق على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات.
وفي أعقاب الاتصال، تم الإعلان عن "وقف إسرائيل لخطة ضم أراض فلسطينية".
29 أغسطس: الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات يصدر مرسوماً بقانون اتحادي رقم 4 لعام 2020 بإلغاء القانون الاتحادي رقم 15 لسنة 1972 حول مقاطعة إسرائيل والعقوبات المترتبة عليه.
وهو ما يمكن الأفراد والشركات في الإمارات من عقد اتفاقيات مع هيئات أو أفراد مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم، والسماح بدخول أو تبادل أو حيازة البضائع والسلع والمنتجات الإسرائيلية بكافة أنواعها في الدولة والاتجار بها.
31 أغسطس: وصول وفد أمريكي إسرائيلي مشترك في زيارة للإمارات على متن أول طائرة تجارية إسرائيلية تحط على أرض البلد العربي.
وأصدرت الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل بيانا ثلاثيا مشتركا أكدوا خلاله أن "معاهدة السلام توفر تفكيرا جديدا حول طريقة معالجة مشاكل المنطقة وتحدياتها"، مؤكدين أن المعاهدة "أطلقت فرصة تاريخية في إقامة علاقات اعتيادية بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل ما أدلى إلى وقف خطط ضم دولة إسرائيل الأراضي الفلسطينية."
انضمام البحرين
11 سبتمبر/ أيلول 2020: العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وترامب ونتنياهو، يتفقون في مكالمة هاتفية مشتركة "على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".
15 سبتمبر: التوقيع على معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، واتفاقية إعلان تأييد السلام بين تل أبيب والمنامة، حيث مثل رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو إسرائيل، بينما مثل الإمارات وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومثل البحرين وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.
12 أكتوبر/تشرين الأول: وصول سفينة "MSC-PARIS" الإماراتية إلى ميناء حيفا الإسرائيلي لتصبح أول سفينة إماراتية تصل إلى إسرائيل، إيذانا بافتتاح أول خط تجاري بحري بين الجانبين.
18 أكتوبر: مملكة البحرين وإسرائيل توقعان بيانا تاريخيا مشتركا حول إقامة علاقات دبلوماسية إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين.
20 أكتوبر: وفد إماراتي حكومي يزور إسرائيل ويوقع عددا من الاتفاقيات لدعم التعاون في مجالات الاستثمار والسياحة والخدمات المصرفية والتكنولوجيا بين الدولتين.
20 أكتوبر: الإمارات و الولايات المتحدة وإسرائيل تعلن إنشاء الصندوق الإبراهيمي الذي يفي بالالتزام الذي تم التعهد به خلال توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام.
وستقوم دولة الإمارات و المؤسسة الأمريكية الدولية لتمويل التنمية و دولة إسرائيل من خلال هذا الصندوق بتخصيص أكثر من 3 مليارات دولار في إطار مبادرات الاستثمار والتنمية التي يقودها القطاع الخاص لتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي والازدهار في الشرق الأوسط وخارجه، وقد أعرب الشركاء في هذا الصندوق عن ترحيبهم بمشاركة الدول الأخرى في سبيل تحقيق هذه الأهداف.
السودان
23 أكتوبر/تشرين أول 2020: ترامب ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ، يتفقون على " تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بينهما."
وأكد بيان صادر عن الدول الثلاث أن قادة الدول الثلاث "عقدوا العزم على العمل معًا لبناء مستقبل أفضل وتعزيز قضية السلام في المنطقة، وأن هذه الخطوة ستعمل على تحسين الأمن الإقليمي وإطلاق فرص جديدة لشعب السودان وإسرائيل والشرق الأوسط وأفريقيا."
18 نوفمبر/تشرين ثاني 2020: وصول وفد رسمي بحريني برئاسة وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إلى تل أبيب، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها إلى دولة إسرائيل.
٢٤ نوفمبر: ميناء جبل علي يستقبل أول حاوية بضائع من إسرائيل استوردتها شركة "كيموها إنتربرونورز" التي تتخذ من المنطقة الحرة لجبل علي "جافزا" مقراً لها، من شركة "دافيك" الإسرائيلية المصنِّعة للأشرطة اللاصقة الحسّاسة للضغط.
٢٦ نوفمبر: هبوط أول رحلة تجارية منتظمة تشغلها "فلاي دبي" من مطار دبي الدولي في مطار تل أبيب بن غوريون الدولي، وكان في استقبالها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك على رأس وفد رفيع المستوى.
المغرب
10 ديسمبر/كانون أول 2020: التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والمملكة المغربية والاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وأكد عاهل المغرب الملك محمد السادس أن التدابير التي تم الاتفاق عليها "لا تمس بأي حال من الأحوال الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".
١٣ ديسمبر: مطار دبي الدولي يستقبل الرحلة الافتتاحية لخطوط العال الإسرائيلية قادمة من تل أبيب.
١ مارس/آذار ٢٠٢١: سفير الإمارات محمد محمود آل خاجه يقدم أوراق اعتماده إلى رئيس دولة إسرائيل كأول سفير لدولة الإمارات لدى دولة إسرائيل.
١١ مارس: الإمارات تعلن عن صندوق بقيمة 10 مليارات دولار يستهدف الاستثمار في قطاعات استراتيجية بإسرائيل تشمل الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها، ويركز الصندوق على مبادرات التنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، بتمويل من مخصصات من الحكومة ومن مؤسسات القطاع الخاص.
افتتاح السفارات
29 يونيو/ حزيران 2021: إسرائيل تفتتح سفارتها في أبوظبي، وقنصليتها في دبي، وذلك خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد للإمارات، في أول زيارة رسمية يقوم بها وزير إسرائيلي للإمارات منذ توقيع البلدين معاهدة السلام.
زيارة توجت ببيان مشترك بين البلدين حول حصاد الزيارة التي التقى خلالها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، يائير لابيد، وتم خلالها الاتفاق على مجالات التعاون التالية: العلاقات السلمية بين الدولتين والشعبين على ضوء القرار الشجاع التي اتخذته كل من قيادة دولة الإمارات ودولة إسرائيل، مما يمهد الطريق لتغيير تاريخي، وخلق مستقبل أفضل لشباب المنطقة.
كما ناقش الوزيران أهمية تعميق الحوار الاستراتيجي والتعاون بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية واغتنام الفرص، واتفقا على أن الحوار الاستراتيجي الوثيق سيوفر آلية فعالة لتعزيز القوة الإيجابية للسلام في المنطقة.
14 يوليو/ تموز 2021: محمد محمود آل خاجة سفير الإمارات لدى دولة إسرائيل يفتتح سفارة الإمارات في تل أبيب رسميا بحضور إسحاق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل ومريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة الدولة الإماراتية للأمن الغذائي والمائي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية على ضوء الاتفاق الإبراهيمي للسلام التاريخي .
12 اغسطس/ آب 2021: وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد يفتتح رسميا مكتب اتصال في الرباط، بعد يوم من وصوله إلى العاصمة المغربية في زيارة وصفت بالتاريخية، وتعتبر الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ عام 2003.
ومن المقرر أن يتم، في غضون شهرين، تحويل مكاتب الارتباط الإسرائيلية والمغربية في تل أبيب والرباط إلى سفارات، بحسب الاتفاق الذي توصل إليه لابيد مع نظيره المغربي .
31 أغسطس: وصول السفير البحريني لدى إسرائيل خالد الجلاهمة إلى تل أبيب لتسلم مهامه رسميا، ليكون رابع سفير عربي في تل أبيب بعد سفراء مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة.
2 سبتمبر/ أيلول 2021: إسرائيل تعين إيتان نائيه أول سفير لها لدى البحرين.