الإمارات واليابان.. صداقة وتعاون في جميع المجالات
علاقات ثنائية وثيقة تجمع الإمارات واليابان منذ 46 عاما، في ظل دعم القيادة الرشيدة في كلا البلدين، وحرصهما على تعزيز التعاون المشترك.
علاقات ثنائية وثيقة تجمع الإمارات واليابان منذ 46 عاما، في ظل دعم القيادة الرشيدة في كلا البلدين، وحرصهما على تعزيز أواصر التعاون المشترك في المجالات كافة.
وتأتي الزيارة الحالية لشينزو آبي رئيس الوزراء الياباني إلى الإمارات التي تستمر على مدار يومي 29 و30 أبريل/ نيسان الجاري، في إطار الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين، وضمن التاريخ الحافل من الزيارات المتبادلة بينهما وتأكيدا على عمق تلك العلاقات.
صداقة الإمارات واليابان
وتتواصل علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان منذ قيامها في إطار من الصداقة والمصالح المتبادلة.
وتعود بداية العلاقات إلى ما قبل تأسيس اتحاد دولة الإمارات من خلال المبادلات التجارية التي كانت تقوم بها الشركات اليابانية في منطقة الخليج العربي.
وتعد اليابان من أوائل دول العالم التي أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات في عام 1971 ومن ثم افتتاح سفارة لدولة الإمارات في طوكيو في ديسمبر 1973 وسفارة لليابان في أبوظبي في أبريل 1974.
زيارات متبادلة
العلاقات بين البلدين شهدت زيارات متبادلة لكبار القادة؛ حيث قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة تاريخية إلى اليابان في مايو 1990، التقى خلالها كبار المسؤولين اليابانيين وفي مقدمتهم الإمبراطور أكيهيتو.
وفي عام 2007 قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارة تاريخية لليابان استمرت 3 أيام، والتقى خلالها إمبراطور اليابان ورئيس الوزراء شينزو آبي الذي قام بزيارة مماثلة للدولة في العام نفسه.
كما التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في عام 2014، الإمبراطور أكيهيتو إمبراطور اليابان في طوكيو، وبحث مع رئيس وزراء اليابان علاقات التعاون والصداقة بين الإمارات وطوكيو، والقضايا التي تهم البلدين، والمستجدات في المنطقة، وشهد مع آبي، مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، في ختام الزيارة التي استغرقت يومين.
ازدهار العلاقات الاقتصادية
العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد نموا وازدهارا مستمرين، حيث تُعَد اليابان الشريك التجاري الأكبر لدولة الإمارات في العالم، ووصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما إلى ما قيمته 53.5 مليار درهم، فيما بلغت استثمارات اليابان في الإمارات ما يعادل 14.3 مليار درهم.
ولعبت الاستثمارات والتكنولوجيا اليابانية المتطورة دورا حيويا في دعم مسيرة التنمية في دولة الإمارات، ولا سيما في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة، والنقل، والطيران، والرعاية الصحية، عبر وجود أكثر من 100 شركة يابانية بأسواق الدولة، ونحو 200 وكالة وأكثر من 10 آلاف علامة تجارية يابانية مسجلة.
وتأتي دولة الإمارات ضمن أكبر 5 دول مصدرة للنفط لليابان.
وتحتل الإمارات المرتبة الثامنة في شراكتها مع طوكيو، وسابع أكبر سوق لمعدات النقل اليابانية.
كما تحتل الإمارات المرتبة الأولى في تصدير الغاز الطبيعي المسال والثانية في تصدير النفط الخام.
وفي السنوات القليلة الماضية تنوعت صادرات الدولة إلى اليابان لتشمل الألومنيوم والنحاس، فيما تستورد الإمارات من اليابان السيارات والآلات والمعدات الصناعية والإلكترونية.
السياحة تعزز التعاون
وتلعب السياحة بين البلدين دورا مهما في تعزيز روابط الصداقة والتعاون بين الإمارات واليابان؛ ففي عام 2014 قدر عدد السياح اليابانيين الذين زاروا الإمارات بأكثر من 10 آلاف سائح.
فيما يشهد عدد الإماراتيين الذين يقصدون اليابان كوجهة سياحية نموا مستمرا، خاصة بعد إعفائهم من التأشيرة المسبقة لدخول اليابان اعتبارا من 1 يوليو 2017.
تعاون ثقافي وعلمي متميز
ونجح البلدان في التأسيس لعلاقات تعاون ثقافية وعلمية مميزة تمثلت بفتح حكومة اليابان مكتبا لها في دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي عام 2013، ومذكرة التفاهم بين جامعة طوكيو ومعهد البترول ومركز بحوث أبوظبي بشأن إنشاء أطر للبحوث والدراسات المشتركة.
وحسب مكتب التطوير التعليمي الياباني بأبوظبي، يتوقع أن يصل عدد الطلبة الإماراتيين الدارسين في اليابان إلى نحو 500 طالب وطالبة مع نهاية العام الجاري، ملتحقين ببرامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه خصوصا في تخصصات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات.
ويرتبط البلدان بعلاقات تعاون وثيقة في مجال علوم الفضاء، ففي مارس 2013 وقعت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء مذكرة تفاهم وعقدا مع مؤسسات يابانية، لإطلاق مسبار الأمل إلى الفضاء الخارجي، وتعزيز أواصر التعاون في مجال الاستكشاف والتطوير للكوادر البشرية المتخصصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء.