يوسف الحداد: إعلام الإمارات حافظ على الهوية في مواجهة "المغرضين"
رئيس شعبة الإعلام العسكري بالإمارات يؤكد أن الإعلام الوطني استطاع تسليط الضوء على قضايا المنطقة بشكل متناغم مع السياسة الخارجية للدولة.
قال المقدم ركن يوسف جمعة الحداد، رئيس شعبة الإعلام العسكري، رئيس تحرير مجلة "درع الوطن" الصادرة عن القوات المسلحة الإماراتية، إن الإعلام الإماراتي تمكن من الحفاظ على هوية الدولة ومواجهة الإعلام "المغرض"، الذي سعى لاستهداف الإمارات ورموزها، مشيرا إلى أنه استطاع أن يؤسس مدرسة خاصة به تتميز بالحرفية والمصداقية والشفافية.
وشدد الحداد، أمام الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات، الذي انطلقت فعاليات دورته الثانية، الثلاثاء، تحت شعار "المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر"، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، على أن الإعلام الإماراتي سلط الضوء على عدد من القضايا التي تشهدها المنطقة والقضايا الخارجية بشكل متناغم مع السياسة الخارجية للدولة.
وأضاف: "إعلامنا حافظ على السياسة الوطنية لدولة الإمارات، رغم أن هناك منصات ومواقع خارجية مدعومة من جهات خارجية تستهدف تشويه النموذج الإماراتي الرائد، فالإعلام المعادي كانت مهمته نشر الأخبار الكاذبة عن دولة الإمارات".
وتابع: "يجب على الإعلام الوطني الإماراتي أن يتصدى ويواجه كل هذه الحملات المغرضة التي تستهدف الدولة ورموزها، وأن يعزز الهوية الوطنية ويحصن الشباب من الأفكار المتطرفة".
وقال الحداد: "صناعة الإعلام شهدت في الآونة الأخيرة تطورات غير مسبوقة، أفرزت تحديات ضخمة للإعلام الوطني ليس على صعيد مواكبة التطور التقني والتكنولوجي الحاصل في هذا القطاع الحيوي، ولكن على صعيد رسالة الإعلام ومنهجه في التعامل مع هذه التطورات، ومدى قدرته على الاستمرار في القيام بدوره الذي يحافظ على الهوية الوطنية، وصونها من التأثيرات الثقافية والحملات الإعلامية المغرضة التي تستهدفها على مدار الساعة".
وأكد أن الإعلام الوطني أثبت كفاءة كبيرة في التعامل مع هذه التطورات المختلفة بكل موضوعية، وأسس مدرسة إعلامية تتسم بالمهنية والاحترافية وتعتمد على الشفافية والمصداقية والموضوعية والصراحة في التعبير عن قضايا المجتمع، وتسليط الضوء على أوجه القصور تجاه القضايا المختلفة، حتى يمكن التعامل معها بكل موضوعية من قبل صانعي القرار والمؤسسات المعنية.
وعن رسالة الإعلام الوطني قال الحداد: "لم تعد تقتصر فقط على إيصال الحقيقة إلى المتلقين أولا بأول أو إبراز الوجه الحضاري للإمارات إلى العالم الخارجي، وإنما أيضاً العمل على تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الولاء والانتماء في نفوس أبنائنا من الجيل الجديد والشباب، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة التي تتعاظم فيها المخاطر والتحديات، سواء كانت سياسية أم أمنية أو ثقافية أو مجتمعية".
وأضاف: "دولة الإمارات تتعرض لحملة من الاستهداف من جانب بعض المنصات والمواقع الإعلامية التابعة لأطراف خارجية (قطر- ميليشيا الحوثي- إيران) التي تحاول تشويه صورة الإمارات ومواقفها، من خلال ما يمكن أن نطلق عليه "صناعة الأخبار الوهمية"، التي تقوم على قيام هذه المواقع والمنصات، بنشر خبر سلبي وغير حقيقي عن الإمارات، ثم تقوم مواقع ومنصات إعلامية أخرى بإعادة نشره، بحيث يبدو في نهاية المطاف أمام المتلقي باعتباره خبراً صحيحاً، ويحظى بالمصداقية، وهو في حقيقة الأمر لا يوجد له أي أساس في الواقع، كتلك الأخبار التي تتحدث عن موقف الإمارات من الأوضاع في اليمن، والأخرى التي تزعم استهداف مطارات الدولة من جانب ميليشيا الحوثي الإجرامية، وغيرها من الأخبار المفبركة التي تستهدف إثارة البلبلة والتحريض في الداخل".
وتابع: "هذه الحملة الإعلامية المغرضة التي تستهدف الإمارات هي نتاج حقد دفين عليها لما حققته من إنجازات في مختلف المجالات، ولأن نموذجها التنموي والسياسي بات مصدراً للإلهام للآخرين وقصة نجاح تروى للعالم أجمع، لهذا كلما حققت الإمارات نجاحات في ظل هذه البيئة الإقليمية تعرضت لحملات تشكيك تنال من صورتها ومصداقيتها، وهذا أول ما ينبغي أن يدركه إعلامنا الوطني في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة، وأن يتصدى بحسم لهذه النوعية من الحملات، ويكشف القائمين عليها والجهات التي تقف وراءها".
وعن الإعلام العسكري والأمني قال الحداد إنه يتكامل في أهدافه ومضمونه مع الإعلام الوطني، ولكنه يركز على القضايا التي ترتبط بأمن الوطن واستقراره من منظور شامل.
وطالب بأن يولي القائمون على الإعلام الوطني اهتماماً كبيراً خلال المرحلة المقبلة بـ"إعلام الأزمات"، من أجل بناء خطط إعلامية مستقبلية للتعامل الاستباقي في مواجهة الأزمات والطوارئ.
وأضاف: "الإعلام الوطني لا يمكن أن يتجاهل الثورة الإعلامية الجديدة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالإعلام الاجتماعي الجديد بوجه عام، صحيح أنه استطاع أن يواكب هذه الثورة وأن يدخل وسائل التواصل الاجتماعي ضمن أدواته في التواصل مع الجماهير، إلا أن المشكلة تظل دوماً في كيفية الاعتماد على الأخبار والمعلومات التي تصنعها وسائل التواصل الاجتماعي، وهي في أغلبها تفتقر إلى الدقة، وربما تكون موجهة لزعزعة الاستقرار الداخلي، هذا هو التحدي الحقيقي أمام الإعلام الوطني في المستقبل".
وتابع: "لا يخفى على أحد أن الحملة التي تتعرض لها الإمارات والسعودية من جانب قطر وإيران تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة "تويتر"، إذ إن كثيراً من الحسابات الوهمية تديرها المخابرات والأجهزة الأمنية في الدولتين، وحينما تم اكتشاف ذلك قامت شركة"تويتر" بحذف هذه الحسابات المسيئة".
وأنهى الحداد حديثه قائلا: "إنني على ثقة بأن إعلامنا قادر على تجاوز هذا التحدي والانطلاق إلى مواكبة الأهداف والتوجهات المستقبلية التي تسعى إلى تحقيقها الإمارات، لأنه إعلام يتحلى بالمسؤولية، ويلتزم بالموضوعية والمصداقية، وينطلق في رسالته الإعلامية من خدمة الأهداف والمصالح الوطنية في الداخل والخارج".