"التغير المناخي" تحذر من سلوكيات تهدد التنوع البيولوجي في الإمارات
تحذير من إدخال كائنات ناقلة للأمراض الخطرة مثل الملاريا وإنفلونزا الطيور
حذرت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية من تسبب بعض السلوكيات الخاطئة التي يقع فيها أفراد ومؤسسات في تهديد طبيعة التنوع البيولوجي المحلي "الكائنات الحية المرتبطة بالبيئة المحلية للدولة" من خلال دخول أنواع نباتية وحيوانية غازية تنافس الأخرى المحلية على التربة والماء والغذاء ما يؤدي بالتدريج إلى تراجع الأنواع المحلية وتغيير في طبيعتها الأصلية.
وكشفت هبة الشحي مدير إدارة التنوع البيولوجي في الوزارة بالوكالة عن أن فرق العمل في الوزارة تعكف بالتعاون مع خبراء ومتخصصين في المجال والجهات الحكومية المحلية المسؤولة عن هذا القطاع على وضع خطة متكاملة لمكافحة الأنواع الغازية على مستوى الدولة حسب أولوية كل نوع غاز ومدى تأثيره السلبي على البيئة المحلية، وكيفية التعامل معه دون التأثير على التوازن الطبيعي لانتشار أنواع أخرى.
وأظهر مسح متخصص تم إجراؤه ضمن جهود تنفيذ خطة البرنامج الوطني لاستدامة الحياة الفطرية وجود 24 نوعا من الحيوانات والنباتات والكائنات الغريبة على البيئة والتنوع البيولوجي المحلي.
وقالت الشحي: "إن التنوع البيولوجي عالميا يواجه عديدا من الضغوط منها النمو السكاني والزحف العمراني والتلوث البيئي وتغير المناخ، بالإضافة إلى الأنواع الغازية.. وبالرغم من أن غزو الأنواع الغريبة لا يعد العامل الأهم في تدهور حالة التنوع البيولوجي مقارنة بتغير المناخ وتغير استخدامات الأراضي، إلا أنه دون شك أحد العوامل الرئيسة التي لا يمكن تجاهلها خاصة في ظل التوسع المستمر في التجارة الدولية وفي حركة النقل البري والبحري".
وأضافت "يشير تقرير توقعات البيئة العالمية الخامس وفقا لبيانات أوروبية إلى زيادة عدد الأنواع الدخيلة الغازية بنسبة 76% منذ عام 1970، وأنها كانت عاملا في انقراض أكثر من نصف الأنواع الفقارية والعامل الرئيسي في انقراض 20% من الأنواع".
وأوضحت الشحي أن البيئة المحلية لدولة الإمارات تعاني كغيرها من دول العالم من تأثر تنوعها البيولوجي بالأنواع الغازية وفي ظل الالتزام بالتوجه العام للدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للحفاظ على البيئة، وتعزيز هذا الحفاظ وحماية مواردها الطبيعية وتنوعها البيولوجي وضمان استدامته بفضل توجيهات القيادة الرشيدة تم اعتماد وإطلاق البرنامج الوطني لاستدامة الحياة الفطرية في العام 2015، بهدف للحفاظ على تفرد طبيعة الحياة الفطرية المحلية للإمارات.
ونوهت بأن استراتيجية البرنامج تتضمن مجموعة من العناصر الرئيسية هي إقرار حزمة متكاملة من السياسات والإجراءات والأبحاث والمبادرات المتعلقة بحماية الأنواع المحلية، وتنظيم تداول الأنواع الحيوانية والنباتية، وتحديد الأنواع الغازية وآليات السيطرة عليها والحد من انتشارها ومنع استيرادها، وإحكام الرقابة على قطاع تجارة الأنواع الحيوانية والنباتية بالدولة بما يواكب الاتفاقيات الدولية والقوانين البيئية المحلية والعالمية.
ولفتت إلى أن استراتيجية البرنامج شملت إعداد قائمة وطنية للأنواع الحيوانية والنباتية الغريبة الغازية للبيئة المحلية، لذا تم التعاقد مع خبراء الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لتنفيذ خطة البرنامج لعام 2016 واعتماد مفهوم الأنواع الغازية وتصنيفات الأنواع، وتم الحصول على التصنيف الخاص بالدولة للأنواع الغازية من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.. في حين تم تشكيل فريق وطني منبثق من اللجنة الوطنية للتنوع البيولوجي للإشراف على إعداد القائمة بعضوية جميع السلطات المختصة إلى جانب تشكيل فريق علمي من الخبراء في الدولة لتقييم وتحديد الأنواع الغازية بما يقارب 60 خبيرا.
وقالت إنه تم عقد ورشة عمل وطنية بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لبناء القدرات ودراسة الأنواع الغازية في الدولة بحضور 23 جهة اتحادية ومحلية ومن القطاع الخاص الغازية في مايو 2016.
وأشارت إلى أن العمل مع خبراء الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة واعتماد فريق عمل متخصص من 60 خبيرا في الدولة أسهم في رصد وتحديد 24 نوعا غريبا، تشمل طيورا وثدييات وحشرات ونباتات في الدولة يمكن تصنيفها كأنواع غازية تؤثر على التنوع البيولوجي في البيئة المحلية.
ونوهت الشحي بأن دخول هذه الأنواع الغازية في البيئة المحلية ينجم عن مسارين رئيسيين الأول الإدخال المقصود ويحدث لأغراض الزراعة والأمن الغذائي وتنمية الثروة السمكية والمكافحة البيولوجية، وهي أمور مقننة من قبل الوزارة كجهة تشريعية وباقي الجهات الحكومية المحلية كجهات تنفيذية.
وأضافت "أما مسار الإدخال الثاني والذي تحذر الوزارة منه كونه المتسبب الرئيسي في الإضرار بالتنوع البيولوجي فينجم عن سلوكيات خاطئة لأفراد ومؤسسات ومنها هروب بعض الأنواع التي يتم اقتناؤها أو نقلها وإطلاق بعض الأنواع ويحدث بسبب استغناء مقتني هذه الكائنات عنها ورغبتهم في التخلص منها ونقل "استيراد وتصدير" هذا النوع من الكائنات الأمر الذي يعد عاملا ملوثا مثل نقل التربة، إضافة إلى نقل وإدخال هذه الكائنات أو المواد خلسة".
وحول مخاطر ومضار الأنواع الغازية من الحيوانات والنباتات والمواد بشكل عام أوضحت الشحي أن مخاطر وسلبيات هذه الأنواع تتمثل في اقتحام البيئات الطبيعية والأنظمة الزراعية لتنافس الأنواع المحلية على التربة والماء والغذاء والضوء، ما يؤدي إلى تراجع النباتات المحلية وتدهور التنوع البيولوجي، كما أن بعض الأنواع الدخيلة يمكن أن تتحول إلى آفات خطيرة على الإنتاج الزراعي أو الثروة السمكية ما يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد والإضرار بالصحة العامة حيث تعد من الكائنات الناقلة لمسببات الأمراض الخطرة مثل الملاريا وإنفلونزا الطيور، بالإضافة إلى الإضرار بجمالية المدينة حيث تعمل على طرح الفضلات في الأماكن المختلفة ونشر أعشاشها في الأماكن العامة، والإضرار بالبنية التحتية من خلال تكوين الأعشاش على الهوائيات والأسلاك الكهربائية ونوافذ المنازل والمصانع ومدارج الطائرات.