منذ تأسيس الاتحاد عام 1971، قامت علاقة دولة الإمارات مع باقي الأمم والشعوب على أسس سليمة خالية من نظريات الحروب والصراعات الدولية.
وأثبتت دولة الإمارات في كل محفل أن لديها قدرة فائقة على التعايش والتعاون الدولي، حيث استطاعت بفضل قائدها العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – أن تؤسس علاقاتها الاقتصادية والثقافية والأمنية مع الكثير من البلدان على مستوى العالم.
واستمرارًا لتلك العلاقات التاريخية، فقد رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والتي سوف يبحث خلالها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، علاقات الصداقة التاريخية التي امتدت لأكثر من خمسين عامًا، وسبل تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والفضاء والذكاء الاصطناعي والطاقة، ومواجهة التغير المناخي وحلول الاستدامة، وغيرها من الجوانب الأخرى التي تخدم رؤية البلدين.
إن مواقف دولة الإمارات القائمة على الوضوح والشفافية أضفت على العلاقة بين البلدين الكثير من الاحترام والمصداقية، وقد أصبحت أمريكا شريكًا تجاريًا لما تتمتع به من إمكانيات كبيرة وبنية تحتية اقتصادية، محل استقطاب لأكبر الشركات الإماراتية والمؤسسات التجارية، والصناعية، والتكنولوجية، وغيرها.
وقد كانت زيارة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – طيب الله ثراه – عندما كان وليًا للعهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998، تتويجًا للعلاقات بين البلدين، حيث التقى خلالها بالرئيس الأسبق بيل كلينتون. وتناولت الزيارة الكثير من المباحثات التي عززت علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية والثقافية، إضافة إلى البحث في تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط وأهمية تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
ومن الراسخ أن العلاقات التاريخية بين البلدين قد توطدت واتسعت منذ أمد طويل، وكانت هذه الزيارات المتبادلة فرصة لتعزيز تلك الصداقة التاريخية وبحث سبل التعاون الأمني والصلات الاقتصادية القائمة على الكثير من المبادرات العديدة والمتنوعة، منها السياحة والعلاج واستكمال الدراسات التخصصية في مجال الطب والذكاء الاصطناعي وغيرها.
فالعلاقات الثقافية والتعليمية لها مسار مميز؛ فبينما توجد العديد من الجامعات الأمريكية في دولة الإمارات، هناك الكثير من طلبة دولة الإمارات الذين درسوا ولا يزال البعض منهم يستكمل دراسته في الجامعات والمعاهد العليا الأمريكية.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية الواضحة بالأرقام التي لا تخطئها عين، أصبحت دولة الإمارات من أكبر الأسواق الخليجية التي تتعامل مع الشركات الأمريكية التي تمارس نشاطها على أرض دولة الإمارات وتتخذها مركزًا أساسيًا بفضل توافر البنية التحتية والبيئة التي تشجع على الاستثمار في مجال النشاط التجاري.
وفي الختام، فإن الزيارات المتبادلة بين البلدين تزيد من تجذر العلاقات بينهما، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها العالم.
فإذا كانت زيارة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – طيب الله ثراه – قد أسهمت بشكل واضح في عمق العلاقة بين دولة الإمارات وأمريكا، وأبرزت مقدار الاحترام الذي يحيط بالعلاقة بين البلدين والرغبة في مد جسور التعاون المختلفة مع دولة الإمارات التي قدمت نموذجًا متطورًا في التنمية والانفتاح على المحيط العالمي، فإن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للولايات المتحدة، إلى جانب أنها ترتقي بمصاف العلاقات بين البلدين لآفاق أكثر خصوصية بشراكات استراتيجية في مختلف المجالات التي تخدم البلدين لمستقبل أكثر تقدمًا وازدهارًا، فإنها أيضًا تسهم في رسم خرائط طريق واضحة وآمنة لمستقبل البشرية القائم على الاستدامة وتعزيز روح التسامح والسلام عالميًا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة