في يوم الإمارات الوطني.. خليفة بن زايد يؤكد ثوابت السياسة الخارجية
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أكد في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الـ46 للدولة، ثوابت السياسة الخارجية للدولة.
أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الـ46 للدولة، والتي وجهها عبر مجلة "درع الوطن"- أن السياسة الخارجية للإمارات، أثبتت سلامتها وتميزها وحضورها القوي على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يخدم المصالح الوطنية ويوثق مساعي التكامل العربي.
- رئيس الإمارات يوجه تحية تكريم للشهداء: بطولاتهم تزيدنا قوة وتلاحما
- العلم الإماراتي في يومه.. خفاقا يروي أسرار المنعة والنماء
وجدد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الدعوة لإيران للجلوس إلى طاولة الحوار أو قبول التحكيم الدولي لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، بما يرسخ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي الذي هو أولوية قصوى في سياسة الإمارات.
وجدد رفض دولة الإمارات لأي تدخل خارجي يمس أمنها أو أمن واستقرار الأشقاء في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين أو أي دولة شقيقة أو صديقة، مؤكدا أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية.
وبالحديث عن التطرف والإرهاب اللذين تعانيهما المنطقة، أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أن الإرهاب تغذيه سياسات مدفوعة بطموحات الهيمنة ومغامرات النفوذ من دول تدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة وتمولها، مشددا على أنه لا مخرج من هذا النفق المظلم دون اتفاق جماعي بعدم السماح لأي طرف - مهما كان - بعرقلة الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار والتزام مواقف قوية ترفض الإرهاب، واتخاذ تدابير مشتركة تحاسب رعاته ومموليه وداعميه.
وقال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: "إننا في دولة الإمارات مشاركون ومبادرون في كل الجهود الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق والعودة بمصر إلى مكانتها ودورها العربي القائد، وإعادة الأمن إلى سوريا، والاطمئنان إلى ليبيا، والاستقرار إلى العراق ولبنان والصومال وأفغانستان وغيرها".
وفيما يلي جانب من نص كلمة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حول السياسة الخارجية للإمارات:
"أيها الإخوة المواطنون، لقد أثبتت التجربة سلامة النهج الذي اتخذته سياستنا الخارجية منذ تأسيس هذه الدولة، وهو نهج تميز بالنشاط والحضور القوي على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالحنا الوطنية، ويصون سيادة دولتنا، ويفعل منظومة التعاون الخليجي؛ ويوثق مساعي التكامل العربي؛ ويسهم في تطوير نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا، إلى جانب المشاركة الإيجابية في كل ما من شأنه دعم التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة.
والتزاما بهذا النهج، نكرر الدعوة للحكومة الإيرانية للجلوس إلى طاولة الحوار، أو قبول التحكيم الدولي لحل قضية جزرنا الثلاث المحتلة، بما يرسخ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، الذي هو أولوية قصوى في سياستنا، ونجدد الرفض لأي تدخل خارجي، يمس أمننا أو أمن واستقرار أشقائنا في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، أو أي دولة شقيقة أو صديقة، ونؤكد أن التطرف والإرهاب الذي تعانيه منطقتنا، تغذيه السياسات المدفوعة بطموحات الهيمنة ومغامرات النفوذ من دول تدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة وتمولها، ولا مخرج من هذا النفق المظلم دون اتفاق جماعي بعدم السماح لأي طرف – مهما كان – بعرقلة الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار، والتزام مواقف قوية ترفض الإرهاب، واتخاذ تدابير مشتركة تحاسب رعاته ومموليه وداعميه، إلى جانب تضافر الجهود الدولية لوضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المستمر منذ سبعة عقود، وتوفير الظروف المناسبة لاستئناف عملية السلام، ونؤكد دعمنا للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير مصيره وقيام دولته، وندين بشدة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، وفي هذا، فإننا لا نخفي ما نشعر به من قلق عميق إزاء أوضاع المسلمين الروهينجا الفارين من ميانمار، ونطالب بتحرك دولي جماعي فاعل لحمايتهم، ووضع حد لهذه المأساة الإنسانية.
إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة مشاركون ومبادرون في كل الجهود الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق، والعودة بمصر إلى مكانتها ودورها العربي القائد، وإعادة الأمن إلى سوريا، والاطمئنان إلى ليبيا، والاستقرار إلى العراق ولبنان والصومال وأفغانستان وغيرها، وكذلك نحن مؤيدون وداعمون للجهود الدولية المبذولة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ونحمد الله، أن دولتنا – وبفضل التفاعل الإنساني، الذي هو مبدأ أساسي في سياستنا الخارجية – تتبوأ اليوم مكانة متقدمة في منظومة القوى الخيرة في العالم، فهي ضمن النخبة الفاعلة في نشر ثقافة السلام والحوار، ومنح المساعدات، وتخفيف آثار الأزمات، وتلبية حاجات المستضعفين، وهو نهج مكن دولتنا من بناء صورة إيجابية مشرفة، وعلاقات تعاون وتكامل مثمرة مع الدول والشعوب كافة.