سيسلط العالم أنظاره الأسبوع المقبل على أبوظبي، حينما يحل قداسة البابا فرنسيس ضيفاً عزيزاً على الإمارات في زيارة تاريخية لقائد ديني.
سيسلط العالم أنظاره الأسبوع المقبل على أبوظبي حينما يحل قداسة البابا فرنسيس ضيفاً عزيزاً على الإمارات في زيارة تاريخية لقائد ديني لما يقارب من مليار وثلاثمئة مليون من أتباع الكنسية الكاثوليكية في العالم، هذه الزيارة التاريخية تحمل في طياتها أبعاداً سياسية واجتماعية وثقافية على الصعيد المحلي والدولي، وستبقى في ذاكرة التاريخ لأهمية مكانها وزمانها وأشخاصها.
لقاء الأخوة الإنسانية في أبوظبي هو قمة الهرم للتطور التاريخي لفكرة "التسامح"، حيث نستحضر في هذا اللقاء آلاف السنين من الحضارات المُتتابعة وتعاليم الديانات ورسائل العلماء وتضحيات المُفكرين وجهود المُصلحين، وكل ما بذلته الإنسانية في سبيل هذه الفكرة النبيلة
أثار تنصيب البابا فرنسيس على الكرسي الرسولي للفاتيكان في عام ٢٠١٣ فضول العالم، لكونه أول بابا من القارتين الأمريكيتين، وأول من يصل لهذا المنصب من الطائفة اليسوعية، وقد كان مُختلفاً بذات القدر العالي من التوقع، منذُ لحظة اختياره لاسم "فرنسيس" أسوة بقديس الفقراء، ولم يتأخر عن غسل وتقبيل رجل فتاة مسلمة في أول عيد فصح بعد تنصيبه، مخالفاً بذلك الأعراف الكنسية لهذه المناسبة، وسن سنة إنسانية ونزل بالكنسية لتلامس جروح ومعاناة البشر بشتى أديانهم ومختلف طوائفهم، ليحظى بعدها بشعبية عالمية تتجاوز طائفته ومريديه، عززها بتعاليمه السمحة التي ركزت على الحوار مع الأديان ودعم التعايش السلمي والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية.
وستحتفي أبوظبي أيضاً بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، المعروف بمواقفه الوسطية وعمله الدؤوب للحفاظ على الصورة السمحة للإسلام باعتباره ديناً وسطياً ومقارعاً التطرف بالبرهان والحجة، وقيادته لمنظمتين الأولى عريقة وهي الأزهر الشريف، والأخرى عصرية وهي مجلس حكماء المسلمين في أحد أصعب الظروف السياسية التي مرت على العالم العربي والإسلامي، خصوصاً مع تصاعد خطابات العنف والتطرف التي حاول بها أصحابها احتكار فهمهم العنيف للنصوص الدينية، ومواقفه الحازمة والمنتصرة لعدالة القضية الفلسطينية.
هذه الزيارة التاريخية تؤكد القيمة الثقافية والثقل السياسي العالمي للإمارات العربية المتحدة في خريطة العالم، وذلك نتيجة سياساتها البناءة التي فرضت على العالم احترامها، وقيادة ذات رؤية ثاقبة ألهمت الشعب والمقيمين عليها طموح الارتقاء باسم الإمارات في صدارة الدول، ونهجاً أصيلاً استلهمت به الإمارات من مدرسة زايد الخير وإخوانه المؤسسين رحمهم الله جميعاً.
لقاء الأخوة الإنسانية في أبوظبي هو قمة الهرم للتطور التاريخي لفكرة "التسامح"، حيث نستحضر في هذا اللقاء آلاف السنين من الحضارات المُتتابعة وتعاليم الديانات ورسائل العلماء وتضحيات المُفكرين وجهود المُصلحين، وكل ما بذلته الإنسانية في سبيل هذه الفكرة النبيلة التي نراها تتجسد واقعياً اليوم في الإمارات عاصمة التسامح.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة