صحف الإمارات: دار زايد نموذج مضيء للتعايش والتسامح والانفتاح
الاتحاد والخليج والبيان والإمارات اليوم والوطن وغيرها من الصحف الإماراتية ركزت افتتاحياتها على زيارة قداسة البابا فرنسيس للإمارات
سلطت صحف الإمارات، الصادرة صباح الأحد، في افتتاحياتها الضوء على زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيّب إلى الإمارات، والتي تبدأ الأحد، مؤكدة أن هذه الزيارة ترسل رسائل للعالم أجمع بأن الإمارات هي عاصمة التسامح والإنسانية والتلاقي والتعايش والحوار بين الأديان وتعزز هذه الزيارة من ريادة الدولة في نشر روح الأخوة الإنسانية والتفاهم والانسجام وقبول الآخر.
فتحت عنوان "رسالة البابا من الإمارات"، كتبت صحيفة "الاتحاد" أن "قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، يصل إلى الإمارات، سالكاً كل الطرق التي عبّدتها القيادة الإماراتية منذ عصر الأب المؤسس، وبقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بالمحبة والحوار والتسامح والأخوة الإنسانية".
وأضافت أن البابا فرنسيس يصل إلى الإمارات حاملاً رسالة المحبة والتلاقي والخير، ومؤكداً أهمية بناء الجسور، وترسيخ أسس الحوار للوصول إلى عالم تنعم شعوبه بالاستقرار والسلام.
وقالت: "تنشدّ أنظار شعوب العالم، اليوم، إلى الحدث الاستثنائي الذي تحتضنه العاصمة أبوظبي. فهنا يلتقي العالمان الإسلامي والمسيحي، بمرجعيتيهما الكبيرتين: فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيّب، وقداسة البابا فرنسيس، لكي يقولا لكل مؤمن ومؤمنة، وللناس في كل مكان: من هنا نبدأ الطريق نحو مستقبل مشترك، نقارع فيه العنف والكراهية والإرهاب بالكلمة الطيّبة وإرادة الخير لكل بني البشر".
وأوضحت أن هذا الحدث الذي تشهده الإمارات، في لقاء الأخوّة، يأتي منسجماً مع تاريخ العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وهو التاريخ المليء بالعبر والدروس الصالحة لصياغة قواعد منظومة أخلاقية تجمع أبناء الديانات الإبراهيمية في إطار هدف مشترك، عماده الإنسان الذي كرّمه الله تعالى.
وأشارت إلى أن دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لحوار الأخوّة في أبوظبي، كانت نتاج دراسة واعية لحقائق التاريخ وضرورات المستقبل. وبالتالي، فإن هذا اللقاء سيكون الرد الأبلغ على مقولة حكمت عقول بعض صنّاع القرار في العالم، بأن الشرق شرق والغرب غرب ولا يلتقيان.
واختتمت "الاتحاد" افتتاحيتها بقولها: "هذه هي الإمارات بقيادتها وشعبها، تفتح ذراعيها لكي ترحب برأس الكنيسة الكاثوليكية، نيابة عن كل مؤمن ومؤمنة، لكي تقول للبابا فرنسيس: قلوبنا كلنا في دار زايد تتسع لك ولكلمتك الطيّبة".
وتحت عنوان "التسامح روح وقلب الإمارات"، تساءلت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها: "لماذا يزور البابا فرنسيس دولة الإمارات، ولماذا الزيارة الآن؟"، مضيفة أنه "سؤال العارف يجيب عنه العرف، وخبرة الشاهد تتخذ من السؤال باباً لإثبات البديهي والحقيقي والماثل للعيان".
وقالت إنه "عندما يصل بابا الكنيسة الكاثوليكية وبابا الفاتيكان، هذه الشخصية العالمية الرمز اليوم إلى أبوظبي، فليس إلا التتويج المستحق لتاريخ لا ينكره التاريخ، وإنما يتذكره ويثبته ويسجله بمداد النور في سجل الذهب: الإمارات منذ تأسيس أعز وأغلى الرجال، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والإمارات منذ النهج القويم المتقدم للقائد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، مشتملاً على تمهيد البيئة التشريعية الملائمة لمواجهة التطرف والظلام والكراهية والعنصرية وازدراء الأديان، ومنذ دعم ومتابعة وإشراف أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي".
وأضافت: "بابا المسيحيين اليوم في أبوظبي، حيث يستقبله القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحيث يزور جامع الشيخ زايد الكبير، وحيث يقيم قداساً في مدينة زايد الرياضية، فأي افتتاح لعام التسامح أفضل من ذلك وأدل؟".
التسامح روح وقلب وعقل ومعرفة وتعارف وتعايش وعدل وحرية وأمن واستقرار وسلام، ولا تحتشد هذه المفردات ومرادفاتها على أرض كما تحتشد على أرض الإمارات، ولا تتحقق في مجتمع كما تتحقق في مجتمع الإمارات.
ورحبت "الخليج" في ختام افتتاحيتها بالبابا بقولها: "أهلاً ببابا الكنيسة الكاثوليكية في عاصمة التسامح، وأهلاً بشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أهلاً بهما معاً ولوجودهما معاً رمزيته الجميلة الطاغية. أهلاً بالمحبة والسلام على أرض المحبة والسلام".
من جهتها قالت صحيفة "البيان" تحت عنوان "لقاء الأخوة في وطن التسامح" إن "دولة الإمارات التي اتخذت من التسامح نهجاً أساسياً في سياساتها الداخلية والخارجية، والتي أعلنت 2019 عاماً للتسامح، ليس غريباً على هذه الدولة الفتية أن تكون أول أرض في شبه الجزيرة العربية مهد الديانات السماوية تستضيف قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتجمع في لقاء الأخوة الإنسانية البابا فرنسيس مع فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، هذا اللقاء التاريخي الذي يكرس دور دولة الإمارات كعاصمة للتسامح العالمي، ويرسل رسائل التسامح من دار زايد لتصبح نموذجاً مضيئاً للتعايش الديني والتعددية والانفتاح على العالم ومثالاً حقيقياً على التفاهم والانسجام وقبول الآخر".
وأشارت إلى أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رحب بالبابا فرنسيس قائلاً: "تجمعنا الأخوة الإنسانية.. وتجمعنا الوصايا السماوية المشتركة.. وتجمعنا نوايانا من أجل مستقبل أفضل البشرية.. أهلاً وسهلاً بك في عام التسامح على أرض الإمارات".
وتابعت أن هذا ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في ترحيبه بالضيفين الكبيرين، حيث قال: "نجدد ترحيبنا برجل السلام والمحبة، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في "دار زايد"، نتطلع للقاء الأخوة الإنسانية التاريخي الذي سيجمعه في أبوظبي مع فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ويحدونا الأمل ويملؤنا التفاؤل بأن تنعم الشعوب والأجيال بالأمن والسلام".
وأكدت "البيان" في ختام افتتاحيتها أنه حدث تاريخي يستحوذ على اهتمام العالم كله، وقد وصفه البابا فرنسيس بالقول: "إن هذه الزيارة تمثل صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان والتأكيد على الأخوة الإنسانية".
من جانبها وتحت عنوان "رسائل إمارات المحبة والسلام"، قالت صحيفة "الوطن" إن "الإمارات تفخر أنها وطن لم يُسجل فيه أي حادثة عنصرية يوماً، وقد بينت قوة التجربة الوطنية الإنسانية، عبر احتضان رعايا من جميع أنحاء العالم، أن الأسس القوية التي تقوم عليها أخلاقيات شعبها قادرة على تقديم النموذج الحي الذي ننعم فيه، كتجربة نريدها أن تعم جميع الشعوب".
وأضافت: "الأخلاق.. القوانين.. التطور.. الحضارة.. الوعي.. الإيمان الحقيقي.. النفوس الكريمة.. أصالة المجتمع، جميعها حصون عززت حماية كل تقارب بشري عنوانه السلام ودفؤه المحبة، بل إن المتربصين وإعلامهم والذباب الإلكتروني والمليارات التي يبذرونها على ادعاءاتهم الزائفة، والذين لم يتعلموا يوماً إلا اختلاق الأكاذيب ونشر الشائعات، عجزوا تماماً عن أي محاولة مهما كانت للمس بهذا النهج الراسخ، لأنهم يعرفون أن العالم أجمع بصورة الحياة الكريمة في مجتمع الإمارات ومقومات رفعته وترابط جميع أطيافه وشرائحه، عبر مزيج إنساني قل مثيله بين مختلف الثقافات والعادات والأديان، وإن أي محاولة من هذا النوع مفضوحة للقاصي والداني، يضاف إلى ذلك سلسلة من القوانين والتشريعات التي تعلي الشأن الإنساني وتحمي الحقوق، حيث مظلة التعايش تتسع لينعم الجميع بفيئها ويستظلون بنعمها".
وأشارت إلى أن "الكثير من المكتشفات الأثرية للمعابد من كنائس ومساجد تؤكد كيف أن هذه الأرض المباركة كانت طوال تاريخها واحة للتعايش والتفاهم والمحبة والسلام، وبالتالي فإن الشعب الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بأن يكون ابن هذه الأرض الطيبة، يستند إلى إرث يعود لآلاف السنين من التعايش والانفتاح على الآخر واحترام عقائد الجميع، ويؤمن أن العالم أجمع لا يمكن إلا أن يقوم على المحبة والسلام وقبول الآخر والانفتاح على جميع الثقافات وقبول الاختلاف كحالة طبيعية ضمن كل تعدد في أي مكان، وبالتالي عند وجود الأصالة التي ننعم بها فإن هذا التعدد يكسب المجتمع غنى يشكل لوحة رائعة من الألوان التي ترسم المحبة والتآخي الإنساني الذي ينظر إليه العالم بتقدير واحترام قل نظيرهما، ويسارع لينهل من تجربتنا والاستفادة منها".
وأضافت: "في وطن تتكئ فيه البشرية على مخزون لا ينضب من القيم والأيادي الممدودة للعالم بالخير، يصنع السلام محطات مضيئة للتاريخ".
وقالت "الوطن" في ختام افتتاحيتها: "ها هي إمارات الخير تستقبل رمزين من كبار رموز السلام في العالم، في حدث فريد من نوعه أول مرة تشهده المنطقة، يتمثل باستقبال البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بضيافة كريمة من حماة القيم وعرين السلام وأصحاب رسالة التقارب للعالم أجمع، لإعطاء جهود الخير دافع قوي وتعزيز التقارب والانفتاح وحوار الأديان الذي يقوم على جوهر ثابت وهو المحبة، كلمة السر للتقدم والنهضة في أي مجتمع يجيد بناء كوادره ليمهدوا الطريق نحو المستقبل عبر صناعة حاضر مزدهر.. "دار زايد" دار القيم والتآخي الإنساني، حيث ستكون مجدداً صاحبة القوة الإنسانية في الخير عبر ما تمثله الزيارة من محطة تاريخية يبنى عليها الكثير".
وحول الموضوع نفسه وتحت عنوان "بابا الفاتيكان في دار زايد"، قالت صحيفة "الوطن": "اليوم تبدأ فعاليات محبة وسلام لم تتوقف يوماً على أرض الإمارات المباركة، وتكتسب هذه المرة أهمية مضاعفة، من حيث كونها تأتي ضمن زيارة تاريخية يقوم بها قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث ستشهد لقاءات روحية في أرض السلام وعاصمة الإنسانية إمارات المحبة والتآخي والانفتاح".
وأضافت أنها "رسالة للعالم أجمع أن التعايش خيمة واسعة تتسع لجميع أمم وشعوب الأرض مهما تعددت الثقافات والأديان والعقائد، فجوهرها واحد يتمثل بمحبة الآخر وقبوله والاستكانة إلى كل ما يقرب بين البشر، ولا شك أن الزيارة التي تصادف في "عام التسامح"، في وطن طوال تاريخه يؤكد أن القيم والانفتاح والرحمة من خصال شعبه الأساسية وثوابت مسيرته، الوطن الذي قدم للعالم أجمع تجربة رائدة في الاندماج والتعايش بين أغلب أمم الأرض عبر احتضان رعايا أكثر من 200 دولة يعيشون بمنتهى التآخي والتفاهم والتنعم بالأمن والسلام، فباتت تجربة المجتمع الإماراتي الملهمة نموذجاً ومثالاً لجميع أمم الأرض الباحثة عن الاستقرار الذي يريده الجميع ويتمناه ويعي جيداً أنه أساس تقدم ونهضة وازدهار أي مجتمع كان.
وأوضحت أن "الزيارة تأتي في وقت أشد ما يكون العالم فيه بحاجة إلى مد الأيدي بالمحبة، في زمن تكثر فيه حركات التعصب وأصوات الانغلاق ونزعات التطرف ودعوات تخالف طبيعة النفس البشرية، لتؤكد أن الوجدان الإنساني يقوى بمد جسور المحبة وتقبل الآخر ونبذ كل ما يشكل عوائق تمنع العقل البشري من أن يكون منفتحاً، وتدعم تطهير القلوب وتأكيد أهمية كونها مفعمة بالمشاعر النبيلة تجاه الآخر.. هكذا هي الإمارات وهذا نهج قيادتها الرشيدة منذ أن أرسى دعائمها الأولى ورعى نهضتها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وتواصل قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، إيماناً منهم أن القيم حية ودائماً تغذيها بالتأكيد على تعزيزها ونشرها وجعلها عنواناً للتواصل وأساساً للانفتاح وبناء العلاقات مع جميع الدول حول العالم".
وقالت "الوطن" في ختام افتتاحيتها إن "الزيارة التاريخية ستمكن البابا فرنسيس وفضيلة أحمد الطيب من لقاء رعايا أكثر من 206 دول في وقت واحد، وسينعم الجميع بأجواء من المحبة والسلام تدعم الحوار وقبول الاختلافات التي هي ظاهرة طبيعية، والرسالة واحدة للعالم كل ما فيها يؤكد أهمية السلام.. ستكون حدثاً عظيماً يلتقي فيه رموز السلام والمحبة في ضيافة حماة القيم ورافعي رايات العزة والإنسانية، إمارات الخير والسلام.. أهلاً برمز السلام في دار زايد".