الإمارات والسعودية.. تكامل اقتصادي عبر 44 مشروعا استراتيجيا
حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين العام الماضي 107.4 مليار درهم بنمو 35% عن عام 2017 البالغ 79.2 مليار درهم
تستند العلاقات الأخوية بين الإمارات والمملكة العربية السعودية إلى أسس راسخة من التاريخ المشترك والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، وتصب في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها.
وشهدت العلاقات بين دولة الامارات والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة في كلا البلدين الشقيقين.
استراتيجية العزم
ووصلت العلاقات بين البلدين إلى مراحل غير مسبوقة، في يونيو/حزيران 2018 مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن "استراتيجية العزم" التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.
ويرجع الفضل في تأسيس العلاقات المتينة ما بين البلدين إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراهما)، اللذين حرصا على نهج التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين.
وقد استمرت هذه العلاقات في تميزها بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وحققت العلاقات الثنائية نقلة نوعية تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو/أيار 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين.
مجلس تنسيقي
وفي الشهر نفسه من عام 2016 وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث نصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.
وفي ترجمة سريعة لنتائج إنشاء المجلس التنسيقي جاء انعقاد "خلوة العزم" التي التأمت على مرحلتين الأولى في 21 فبراير/شباط 2017 بأبوظبي بمشاركة أكثر من 150 مسؤولاً حكومياً وعدد من الخبراء في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين.
خلوة العزم
وبحثت "خلوة العزم" سبل تفعيل بنود الاتفاقية الموقعة بينهما بإنشاء المجلس، ووضع خارطة طريق له على المدى الطويل ليكون النموذج الأمثل للتعاون والتكامل بين الدول، ولتعكس حرص البلدين على توطيد العلاقات الأخوية بينهما والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في المجالات ذات الأولوية.
وانعقدت المرحلة الثانية من "خلوة العزم" في 13 أبريل/نيسان 2017 بالرياض، وناقشت آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية.
وبحثت التعاون المشترك في عدة مواضيع أهمها البنية التحتية والإسكان، والشراكات الخارجية، والإنتاج والصناعة، والزراعة والمياه، والخدمات والأسواق المالية، والقطاع اللوجستي والنفط والغاز والبتروكيماويات.
كما بحثت التعاون المشترك في الشباب والتطوير الحكومي والخدمات الحكومية وريادة الأعمال والسياحة والطاقة المتجددة، والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة.
ورفعت الإمارات والمملكة العربية السعودية في يونيو/حزيران 2018 مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن "استراتيجية العزم" التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.
أرقام ضخمة للتعاون
تمتلك الإمارات والسعودية أكبر اقتصادين عربيين، كما أنهما يعدان من أهم الدول الـ 10 المُصدرة عالميا بإجمالي قيمة صادرات من السلع والخدمات تقترب من 750 مليار دولار في عام 2018.
في حين استحوذ البلدان معا على ثلثي الصادرات العربية من السلع غير النفطية إلى العالم خلال 2018 واحتلا المركز الـ 6 عالميا من حيث الصادرات السلعية إجمالا.
وتعتبر الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للسعودية على صعيد المنطقة العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص.
وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين العام الماضي 107.4 مليار درهم بنمو 35% عن عام 2017 البالغ 79.2 مليار درهم، ما يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية ووحدة الرؤى بين البلدين الشقيقين في المجالات التنموية كافة.
وتبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في المملكة العربية السعودية ما يزيد على 34 مليار درهم تعكس نشاط ما يقارب 122 مشروعا استثماريا لنحو 65 شركة ومجموعة استثمارية.
فيما تجاوز رصيد الاستثمارات السعودية المباشرة في دولة الإمارات حاجز الـ16 مليار درهم في ظل وجود 4004 علامات تجارية سعودية مسجلة في الإمارات و73 وكالة تجارية و26 شركة.
وفي المجال السياحي، جاء السوق السعودي في المرتبة الثانية ضمن أهم الأسواق السياحية للإمارات لعام 2018، وذلك فيما يخص عدد نزلاء المنشآت الفندقية من خارج الإمارات بـ2 مليون نزيل بما يقارب 10% من إجمالي نزلاء الفنادق في عام 2018 وبزيادة 2% عن عام 2017.
ووصل عدد السياح الزائرين من دولة الإمارات للوجهات السعودية المختلفة في عام 2018 إلى نحو 740 ألف سائح قضوا ما يقرب من 4 ملايين ليلة وأنفقوا 2.9 مليار ريال سعودي.
وفي خطوة جديدة نحو مزيد من التعاون والتكامل في قطاع السياحة، يجري التنسيق حاليا بين البلدين لإصدار تأشيرة مشتركة لتمكين زوار الإمارات من زيارة السعودية وبالعكس.
وتسير الناقلات الوطنية في كلا البلدين نحو 651 رحلة أسبوعياً بمعدل رحلة كل 15 دقيقة تنطلق في الاتجاهين منها 468 رحلة للناقلات الوطنية الإماراتية و183 رحلة لشركات الطيران السعودية.
وتصل معدلات الإشغال على هذه الرحلات إلى مستويات مرتفعة تستدعي في أوقات الذروة تسيير المزيد من الرحلات في الاتجاهين لتلبية الطلب المتزايد من المسافرين.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز