الإمارات تناقش مخرجات تقرير "حالة اللغة العربية ومستقبلها"
افتتحت وزارة الثقافة والشباب الإماراتية، فعاليات أسبوع اللغة العربية بجلسة حوارية بعنوان "ما بعد تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها".
وناقشت الجلسة، التي عقدت افتراضيا، أهمّ مؤشرات النبض الحيوية في واقع اللغة العربية، والمشاريع المستقبلية بناءً على نتائج التقرير وتوصياته.
وشارك في الجلسة نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية، والشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، والدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية في مصر، والدكتور عبد الله الوشمي مستشار في وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية والدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارت الجلسة الإعلامية نشوة الرويني.
واستهلت الجلسة بكلمة افتتاحية من أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، أكدت خلالها التزام المنظمة بضمان استمرار اللغة العربية لتكون حلقة وصل بين الثقافات لا تحدها حدود الزمان والمكان، حيث تجسد اللغة العربية لغة تنوع ثقافي متميز، مشيرة إلى أن اللغات تعد مرآة لهويتنا وثقافتنا، إذ تتيح اللغة التعبير عن آرائنا وأفكارنا، لذا علينا حماية وتعزيز التعددية اللغوية حول العالم.
وتقدمت أودري أوزلاي بالشكر لدولة الإمارات على إصدار تقرير حالة اللغة العربية، وإلى المملكة العربية السعودية على شراكتها الاستراتيجية مع منظمة اليونسكو من خلال مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، والتي تهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في عمل منظمة اليونسكو، وتسهيل الوصول إلى المعرفة باللغة العربية.
من جانبها،أكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية، أن تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها يمثل إنجازا حضاريا هدفه الحفاظ على اللغة العربية، ومعالجة التحديات التي تواجه لغتنا للمساهمة في بناء الإرث المعرفي الإنساني ومواكبة التطورات المتسارعة خصوصاً في مجال التقنية والعوالم الجديدة.
وأشارت إلى أن التقرير يأتي بمثابة منصة جامعة لكل ما يعنى باللغة العربية، ويستعرض قصص النجاح والدروس المستفادة من تجارب مختلف الدول والمؤسسات والأفراد.
وقالت نورة الكعبي: "يشكل تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها خارطة طريق شاملة، يحدد لنا المجالات التي يتوجب علينا تطويرها في مختلف القطاعات سواء في الترجمة والتعريب، أو المناهج الدراسية، أو البحث العلمي أو الإعلام وغيرها، كما تساعد مخرجات التقرير الدول العربية على وضع السياسات ومعالجة الثغرات التشريعية والبدء في مرحلة التخطيط اللغوي المشترك في الدول العربية".
وتابعت: "دورنا هو البدء في تطبيق توصيات ومخرجات التقرير على شكل مبادرات ومشاريع بالتنسيق مع جميع الشركاء في الوزارات والمؤسسات الأخرى، وندعوا أشقاءنا في الدول العربية إلى الاستفادة من التقرير في بلدانهم بما يخدم لغتنا ويعزز من حضورها في نفوس الأجيال الناشئة".
وأوضحت نورة الكعبي أن التقرير أكد ضرورة رفع جودة المنتج العلمي العربي باللغة العربية وتوفير الانتشار للمنتج العلمي العربي في الجامعات ومراكز الأبحاث، فضلاً عن الحاجة الملحة إلى إنشاء مرصد عربي للكتاب هدفه متابعة حركة النشر العربي بشكل دقيق ومواجهة ظاهرة قرصنة الكتب.
من جانبها، أكدت الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، أن دور المؤسسات الثقافية مهم جداً في إثراء اللغة، ولكن دور الأسرة أهم بكثير في غرس حب اللغة في الأبناء من الأجيال الناشئة، حيث إننا نحاول الوصول إلى هذه الفئة من المجتمع، وليس النخبة من محبي العربية.
وأشارت إلى أن اللغة العربية هي إرث عظيم لما تحمله من معانٍ ويجب الحفاظ عليها، من خلال المحاولة ببرامج ومبادرات حتى لو كانت بسيطة، ولكن تحمل أملا كبيرا.
وقال الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية في مصر، إن التقرير لمس جانبا مهما من عمل المؤسسات التي أنشئت قبل 90 عاما لتطوير اللغة العربية، كما أن ما رصده هذا التقرير حقيقي، ويجب علينا الوقوف على هذه التحديات وتجاوزها، حيث أصبح الاتصال أسرع في عصر التكنولوجيا، لمعالجة القصور الذي أدى إلى تراجع لغة الضاد.
وأكد أهمية دور المؤسسات العلمية في التواصل المكثف مع المدارس لتحديد المناهج البسيطة للطلبة، بهدف ترغيبهم في الإقبال عليها، مشيراً إلى أن مجامع اللغة العربية كانت معزولة وتفتقد إلى التواصل، وفي ظل التطورات المتسارعة تتاح لنا فرصة ذهبية الآن لفض النزاعات بين اللهجات، وصولاً إلى مصالحة لغوية.
وركز الدكتور عبدالله الوشمي، مستشار في وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية، على التفاوت لمفهوم اللغة لدى المؤسسات والوزارات، والتفاوت في الأهداف، مؤكداً الحاجة إلى تحديد مفهوم التنسيق، وإعادة قراءته وبلورته من جديد، حيث إن اللغة مسؤولية الجميع وليست حكراً على مؤسسة أو فرد.
وثمن الوشمي جهود وزارة الثقافة والشباب في إعداد التقرير، الذي وصل إلى نتائج محورية، تحتاج الوقوف عليها بشكل مطول، فمن يمتلك الأرقام يستطيع أن يطلق البرامج والمبادرات التي ستعزز من حضور اللغة العربية عالمياً.
وأوضح الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن التقرير يقدم لنا دلالات ونتائج مهمة، تسهم في كسر العزلة التي عاشتها لغتنا العربية طيلة الفترة الماضية، والمركز على استعداد لتقديم كافة ما يلزم لتحقيق توصيات التقرير، حتى نحول التحديات إلى فرص، وتعود العلل إلى التعافي والشفاء.
وقال: "علينا الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والنظر في التشريعات التي تعود إلى عقود ماضية، واستحداثها لتواكب ما وصل إليه الإنسان، وعلينا الأخذ بعين الاعتبار أن لكل دولة فلسفتها في اللغة، ولسنا بحاجة إلى مقاربة هذا التنوع.
كانت وزارة الثقافة والشباب قد تبنت مشروع تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها وشكّلت فريقاً بحثياً يضم باحثين وخبراء من جامعات عربية مختلفة، بدأوا عمليات البحث والاستقصاء وجمع البيانات ضمن المحاور العشرة التي تضمنها التقرير.
وجاء تبني الوزارة للعمل على التقرير بعد توجيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 18 ديسمبر/كانون الأول 2018، بالعمل على إطلاق "تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية"، ليكون أساسا ودراسة موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.
وشارك في التقرير أكثر من 75 شخصية، تضمنت الفريق البحثي بقيادة الدكتور محمود البطل أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت، إضافة إلى باحثين وأساتذة جامعات من أنحاء العالم، وقادة مؤسسات إعلامية وتقنية محلية وعالمية.
aXA6IDMuMTQzLjIzNy4xNDAg جزيرة ام اند امز